أكد سامح شكري وزير الخارجية، أن جهود الدول العربية وفى إطار الجامعة العربية يجب أن تتركز في هذه اللحظة الدقيقة على العمل على الوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية صوناً للأنفس وحقنا للدماء، مشيرا إلى أنه لا بديل عن العودة إلى الالتزام بالتهدئة حتى نضع حداً لإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات. وأشار شكري في كلمته في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية اليوم الإثنين، لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة، إلى أن مصر عملت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة على إجراء الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف للعمل على احتواء الأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد، وقد شملت هذه الاتصالات القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة والسلطات الإسرائيلية، فضلاً عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والأطراف الدولية الفاعلة.
وأوضح أن محصلة الجهود المصرية التى تمت على أعلى مستوى تبلورت عنها المبادرة التى طرحتها مصر لحقن دماء الشعب الفلسطينى أطفاله وشبابه وشيوخه.
وإلى نص كلمة وزير الخارجية مصر: " معالى السيدة / مباركة بوعيده، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية معالى الدكتور/ نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية أصحاب السمو والمعالى والسعادة،،،
اسمحوا لى فى البداية، في أول مشاركة لى في اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى كوزير لخارجية جمهورية مصر العربية، أن أعرب عن تطلعى للعمل معكم وحرصى البالغ على استمرار التشاور والتنسيق بيننا.
السيدات والسادة، تعجز الكلمات عن وصف المأساة التى يعيشها أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية من جراء الاعتداءات الإسرائيلية التى تحصد أرواح المدنيين دونما تمييز، تلك الاعتداءات التى تحمل في هذا الشهر الكريم مشاهد الضحايا والمصابين لتفجعنا، ولتفاقم حالة الغضب في الشارع العربى ولتهدد أية فرص للسلام في المستقبل بل ولتقوض أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
لا أريد أن استطرد فى الحديث عن تفاصيل المأساة الفلسطينية، فالكل يعلمها والكل قلبه مُنفطر. إن جهودنا الآن كدول عربية وفى إطار الجامعة العربية يجب أن تتركز في هذه اللحظة الدقيقة على العمل على الوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية صوناً للأنفس وحقنا للدماء، ومن ثم فلا بديل عن العودة إلى الالتزام بالتهدئة حتى نضع حداً لإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات.
وفى سبيل تحقيق هذا الهدف، فإن مصر – انطلاقاً من مسئوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطينى الشقيق – عملت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة على إجراء الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف للعمل على احتواء الأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد. وقد شملت هذه الاتصالات القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة والسلطات الإسرائيلية، فضلاً عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والأطراف الدولية الفاعلة. وقد تبلورت محصلة الجهود السابقة التى تمت على أعلى مستوى عن المبادرة التى طرحتها مصر لحقن دماء الشعب الفلسطينى أطفاله وشبابه وشيوخه.
وترتكز المبادرة المصرية على عناصر أساسية هى وقف كافة الأعمال العدائية وفتح المعابر الإسرائيلية وبحث باقى القضايا الأخرى، على أن يتم التنفيذ اعتباراً من توقيت التزام الطرفين بوقف أية أعمال عدائية حيث ستجرى مصر اتصالاتها التى يعقبها بدء المباحثات بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى بغرض تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة وتقديم ضمانات لمصر بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه. هذا ونرحب بما تفضل به معالي وزير خارجية دولة فلسطين من دعم القيادة الفلسطينية وترحيبها بهذه المبادرة.
السيدات والسادة، تؤكد مصر على مسئولية المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في فلسطين، وعلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل بشكل جاد وفى إطار زمنى محدد للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بناء على حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، وإن بدا ضرورياً التفعيل السريع والمثمر للآليات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية ليتسم تعاطيها بالعدالة، وتحقيق الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية.
كما يتواصل تحرك مصر بشكل سريع على المستوى الإنسانى للعمل على توفير الرعاية الطبية والمساعدات اللازمة للشعب الفلسطينى لمواجهة آثار الاعتداءات الإسرائيلية، حيث يستمر عمل معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين من الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، كما قامت وزارة الدفاع المصرية بنقل خمسمائة طن من الأدوية والمهمات الطبية والمواد الغذائية إلى داخل قطاع غزة، ونتخذ الإجراءات اللازمة لتنسيق جهود المنظمات الراغبة في المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية.
السيدات والسادة، أختتم بالتأكيد على أن مصر تواصل جهودها واتصالاتها من أجل إنهاء هذا العدوان واستعادة التهدئة ووقف كل سياسات العقاب الجماعى، وتدعو الأطراف المعنية إلى تغليب صوت العقل والارتقاء إلى مستوى المسئولية، ومن ثم فإننى أتطلع إلى دعمكم للمبادرة التى طرحتها جمهورية مصر العربية والتى يتفق هدفها مع ما نسعى إليه من اجتماعنا اليوم.
كما أؤكد مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية بين أولويات السياسة الخارجية المصرية باعتبارها قضية العرب الأولى المحورية، في وقت تواجه فيه أمتنا تحديات تكاد تعصف ببعض دولها، إنما كلى ثقة من أن حسن تدبرنا وتضامننا وتوفر العزيمة لدينا جميعاً، شعوباً وحكومات، سيقودنا إلى تخطى كافة الصعاب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.