كتب : المحامى تامر بركة الاقصاء والتعميم والتخوين .. ثلاث كلمات تواترت أذاننا فى الأونة الأخيرة على سماعها بداية من الخامس والعشرون من يناير حتى تاريحة .. وأود أن أشير الى رؤيتى الشخصية للكلمات الثلاث بين أخطاء الماضى والحاضر . فالاقصاء : يعنى أن أى طرف يمتلك أليات القوة والسيطرة والنفوذ يستطيع أن يقصى غيرة من الأطراف سواء كانت أطراف معارضة فى الرأى أو لها وجهات نظر سياسية أو غير سياسية مختلفة أوأيه أطراف منافسة له فى مجالات معينة .. وبتطبيق ذلك على التجربة المصرية فقبل الخامس والعشرون من يناير كان يمتلك الحزب الوطنى الديمقراطى الساحة السياسية ويسيطر عليها بكافة جوانبها ..فتم اقصاء كافة الأطراف الأخرى مما أنتج أحزاب سياسية هشة وضعيفة ان لم تكن غير موجودة على الساحة السياسية المصرية . وأيضا نتج عن ذلك تصاعد قوى سياسة أخرى وظهورها على الساحة نظرا لقوتها التنظيمية وليست لكثرتها العددية . ولكن بعد الخامس والعشرون من يناير قد ظهرت القوة الصامتة من الشباب وغيرهم التى لم تكن تشارك فى اية فعاليات سياسية أو انتخابية أو غيرها من الأمور المستوجب المشاركة فيها .. وهذا أظهر ضعف جميع الكيانات السياسية الموجودة الحزبية وغير الحزبية .. وبالرجوع مرة أخرى الى كلمة الاقصاء فقد وجدت الأن من ينادون بها ويريدون تطبيقها كما كان فى السابق وأعتقد أن هذا خطأ كبير لا ينبغى الوقوع فية مرة اخرى كالسابق .. فالجميع مطالب بالمشاركة فى مستقبل هذا الوطن .. فان كان الحزب الوطنى قد ارتكب أخطاء الاقصاء لجميع أطراف اللعبة السياسية فلا ينبغى على مصر بعد الخامس والعشرون من يناير أن تمشى على هذا المنوال . والكلمة الثانية هى التعميم : أيضا هذه الكلمة كانت سائدة فى النظام السياسى قبل الخامس والعشرون من يناير وانتشرت أيضا بعض الخامس والعشرون من يناير .. وأعتقد أن هذا لا يجوز .. ولدى مبررات لذلك وتتلخص فى أنه عندما نتهم ونوجة اتهامات دون تفرقة بين الغث والثمين فهذا خطأ كبير .. لأن قاعدة التعميم هنا خاطئة لأن جميع الفئات فى المجتمع تتضمن الايجابى والسلبى ولكل قاعدة استثناءات .. فينبغى عندما نوجه اتهام لابد من استثناء البعض .. وعلى سبيل المثال عندما نشير الى رجال الاعمال فليس جميعهم فاسدين فمنهم رجال أعمال وطنيون وشرفاء .. وهكذا جميع شرائح المجتمع من الساسة وغيرهم . وأخيرا تأتى كلمة " التخوين " فكما وجدت هذه الكلمة قبل الخامس والعشرون من يناير فقد وجدتها أيضا بعد الخامس والعشرون من يناير .. وهذا خطأ فادح .. ويأتى التساؤل .. فكيف لمجرد الاختلاف فى الرأى .. يخون بعضنا بعضا ؟! أليس الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .. فكلنا مصريون وكلنا نريد الاصلاح ونحن جميعا نريد مصر قوية أبيه متطورة يتمتع فيها الجميع بالحرية والديمقراطية وتطبق العدالة الاجتماعية واكتساب المواطن العادى كافة حقوقة المشروعة .. فلا ينبغى أن يخون كل منا الأخر لمجرد أنه مختلف معنا فى الرأى .. وينبغى علينا أن نعى أخطاء الماضى ولا ينبغى أن نكررها فى الحاضر والمستقبل . [email protected]