نسأل الله سبحانه وتعالى أن تتعافى الشقيقة مصر سريعاً من تبعات الأحداث الكبيرة التي شهدتها أرض الكنانة منذ يناير الماضي نتيجة لعقود من الفساد والظلم والطغيان والجبروت ونهب مقدرات الشعب المصري العظيم في عهد النظام السابق الذي يستحق بجدارة لقب النظام البائد الفاسد، في تلك العقود السيئة من تاريخ مصر الحديث تعرض الشعب المصري لصنوف رهيبة من التسلط وإرهاب الدولة والإهانات ولكن الشعب المصري العريق الذي تحمل ما لا يمكن لشعب آخر أن يتحمله حتى وصل الأمر الى «رغيف العيش» انفجر في ثورة رائعة ولا ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة شباب مصر الواعد الذين قدموا نموذجاً رائعاً لثورة مميزة في بلد لها في تاريخ الشعوب والحضارة نصيب كبير، ثورة لم تتلوث في بداياتها بانتهازية السياسيين ونأمل ألا يجيرها، مع مرور الوقت، من كانوا رموزاً في العهد البائد لحسابهم الفاسد. لا أحد من المصريين يريد ان تدخل مصر في حرب مع الصهاينة نيابة عن العرب والفلسطينيين، ولكن في المقابل لا أحد من المصريين الشرفاء يريد أن تنسلخ مصر عن محيطها العربي والإسلامي وتقف في الخفاء في صف الصهاينة إكراماً لعين الأمريكان وتمثل ذلك في مواقف كثيرة نذكر منها موقف الحكومة المصرية السابقة من الحصار الجائر على الفلسطينيين في غزة، وكان قائد التنسيق المصري مع الصهاينة في خنق الفلسطينيين وبأمر من الرئيس السابق حسني مبارك هو رئيس الاستخبارات السابق، ولن أقول نائب رئيس الجمهورية السابق، اللواء عمر سليمان الذي من المؤكد أن موعد مساءلته، بعدما أفل نجمه، على الكثير من الممارسات في عهد سيده السابق قد اقترب كثيراً. لقد كان موقفاً رائعاً تشكر عليه مصر، موقفاً يليق بمكانة مصر الكبيرة عندما أمرت الحكومة المصرية الحالية بفتح معبر رفح وما سوف ينتج عن ذلك من تخفيف لمعاناة الفلسطينيين المحاصرين في غزة نتيجة لحصار جائر تحت سمع وبصر الأممالمتحدة واللجنة الرباعية. نأمل ان تعود مصر الجديدة بعد ثورة 25 يناير المباركة الى موقعها الكبير بين شقيقاتها العربيات وان تمارس دورها الكبير في شؤون العالم العربي والإسلامي، وقبل هذا وذاك ان تنهض مصر من كبوتها وان يعوض الشعب المصري الكثير مما ضاع عليه في العهد البائد. نقلا عن الوطن الكويتية: