على الرغم من مأخذهم على جماعة الإخوان المسلمين وانتقادهم لهم واعتبارهم جماعة هادفة إلى سلطة ويستغلون الدين لهدفهم في الوصول إلى الحكم، ومع التأكيدات الكثيرة التي أطلقوها عبر سقوط جماعة الإخوان المسلمين عن أنهم لن يتخذوا نفس منحنى الجماعة ولن يكونوا بديلًا لها، وأن منهج كل منهم يختلف كليًا عن الآخر، فالصوفية تهدف إلى العبادة وليس السلطة. جاءت لقاءات قيادات الصوفية مع رئيس المخابرات السابق اللواء مراد موافي، لتمثل إرهاصات انخراط الصوفية في السياسة المرحلة القادمة ومحاولة جعلها بديلًا عن الإخوان، بينما مثلت خطوة ترشيح علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، نفسه لرئاسة حزب التحرير الصوفي والتي ستجري خلال الشهر القادم تأكيدًا لذلك. ويعد «أبو العزائم» أول شيخ "طريقة صوفية" يترشح لمنصب سياسي وينافسه على رئاسة الحزب الدكتور أبو هاشم محمد عبد السميع البسيوني. وأعلن الحزب في بيان له حصلت "المصريون" على نسخة منه، أنه تم غلق باب الترشيح لمنصب رئيس الحزب ولعضوية اللجنة التنفيذية العليا للحزب وقد تقدم لشغل منصب عضو اللجنة التنفيذية العليا 34 مرشحًا من مختلف المحافظات.
خالد الزعفراني ومن جانبه، انتقد خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الإسلام السياسي، تلك الخطوة، معتبرها إعادة إنتاج لنفس أخطاء جماعة الإخوان المسلمين من خلط العمل الحزبي بالعمل الدعوي، مطالبًا الشيخ أبو العزائم إما بالتنازل عن مشيخة الطريقة العزائمية، بحيث لا يصبح له أي علاقة بالعمل الدعوى والتفرغ للسياسة، أو التراجع عن قراره بالترشح لرئاسة حزب التحرير، لاسيما أن ذلك يتعارض مع مبادئ الصوفية. وأضاف "الزعفراني"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه عقب الثورة وبعض الطرق الصوفية مسيسة، وعلى الرغم من فرص نجاحهم في السياسة المنخفضة بخلاف جماعة الإخوان نظرًا للخلافات الكبيرة بين الطرق المختلفة، إلا أن الخطورة الحقيقية أن يمثل ذلك غطاء للشيعة وتدخلهم وإيران في العملية السياسية المصرية من خلال حزب التحرير المعروف علاقته بالشيعة وحمل الكثير من قياداته للفكر الشيعي، مشيرًا إلى أن بعض مشايخ الصوفية وقياداتها كانوا يحضرون احتفالات في السفارة الإيرانية في القاهرة.