الدبلوماسية المصرية تجاه القضية الفلسطينية تغيرت عما كانت عليه عهد مبارك ومرسي حماس تشتاق لعهد الإخوان باحث أمريكي: مصر تغازل أمريكا لتحقيق مكاسب على حساب لعب دورها الإقليمي
"مصر تشاهد جيرانها يتحاربون وتقف صامتة"، كان هذا تعليق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على موقف الدبلوماسية المصرية من عملية "الجرف الصامد"، التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، والذي أودى بحياة 60 شهيدًا. ورأت الصحيفة أنَّ تلك المعركة الأخيرة كشفت عن التحول في السياسات الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قام بالإطاحة بالرئيس الإخواني المقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من سُدة الحكم، مشيرة إلى إدراج تنظيم "الإخوان" على رأس قائمة الجماعات الإرهابية، واتهامات السلطات المصرية لحماس بالتواطؤ مع الإخوان في تنفيذ العديد من المخططات التي تهدد أمن الوطن. وقالت إنَّ عملية "الجرف الصامد" بدت خلالها السلطات المصرية سلبية الموقف، تاركة الطرفين المتقاتلين وشأنهم دون وسيط، ولم يشفع عندها تصاعد أعداد القتلى الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين من حركة "حماس" قولهم الأربعاء، إنه لا وجود لأي مؤشرات من الجانب المصري لنزع فتيل الأزمة. وأوضحت أنَّه طالما هبت مصر للعب دور الوسيط، كلما شبت الاعتداءات ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي كان آخرها توسط الرئيس محمد مرسي قبل عامين لوقف إطلاق النار بعد ثمانية أيام من إراقة الدماء في قطاع غزة. ونقلت "الصحيفة" عن "إيساندر العمراني"، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: "لقد كان هناك محاولات أولية في السابق لتهدئة الأمور؛ إلا أنها توقفت الآن، يبدو أن مصر تستغل عامل الوقت وتطمح في الحصول على امتيازات مقابل أي تدخل من جانبها، وبالأخص من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي علقت المساعدات العسكرية بعد الإطاحة بمرسي". كما رأى "ميشيل حنَّا"، الخبير في الشأن المصري بمؤسسة القرن والتي مقرها نيويورك "أنَّه منذ الإطاحة بمرسي يعكس نهج السلطات المصرية مع ما يجري في قطاع غزة وحماس مخاوف المؤسسة الأمنية التي تتصدى للمسلحين في سيناء، وترى أنَّ غزة باتت حِملاً يحاول الكيان الصهيوني إلقاءه على كاهلها". وتابع القول: "لقد اعتادت الدبلوماسية المصرية المصرية في عهد مبارك على تهدئة الأوضاع في الوقت الذي كانت تفشل فيه في الوصول إلى تسوية نهائية للصراع العربي الإسرائيلي، فطالما قلقت السلطات من حماس، إلاَّ أنَّ قلقها يشتد من تبعات تصاعد أعمال العنف جراء الصراع العربي – الإسرائيلي على المستوى الإقليمي". واعتبرت "نيويورك تايمز"، أنَّ الموقف المصري الحالي في تناقض صارخ، عما كان عليه في عهد الرئيسين مرسي ومبارك، وقالت إنَّ الذي يجعل الأمور أكثر سوءًا، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، هو إبقاء مصر على غلق المعابر الحدودية، مانعة حتى مجرد وصول المساعدات الإنسانية. ورأت "الصحيفة الأمريكية"، أنَّ حماس باتت مُشتاقة لعهد الرئيس المخلوع مرسي، الذي كان بمثابة حليف دولي هام لهم؛ نظرًا لمواجهتها المزيد من العزلة، وتعهد إسرائيل بتوسيع عملياتها العسكرية. ونقلتْ عن قيادي حمساوي بارز قوله: "تقاعست مصر عن لعب دور الوسيط"، وفي الوقت الذي أكد فيه أنَّه غير مُخول للحديث عن أي اتصالات دبلوماسية، قال إنَّه في السابق كانت أجهزة الاستخبارات المصرية تجري الاتصالات وتتدخل وتتحرك على وجه السرعة، أما الآن فبالكاد ما تسمع حماس كلمة واحدة من الجانب المصري. وذكرت أنَّ المسؤولين المصريين نفوا عدم تدخلهم لحل النزاع؛ إذْ قال المتحدث باسم الرئاسة في بيان له إنَّه تم إجراء اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية؛ لأجل الحيلولة دون معاناة الشعب الفلسطيني من ويلات العمليات العسكرية الإسرائيلية. وعلقت "نيويورك تايمز" على ذلك البيان، قائلة: "يبدو أنَّ تلك الاتصالات تجاهلت حماس". :شاهد الصور