أكد منتصر الزيات رئيس المنتدى العالمي للوسطية في مصر أن الفتنة الطائفية مشكلة خطيرة يمكن أن تعصف بأمن واستقرار مصر، مشيرا إلى أن المصريين تعودوا على روح التدين والتسامح بين طوائف المجتمع. وقال الزيات، خلال ندوة تحت عنوان " الطائفية وخطرها على المجتمع" في مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر: "نحن في حاجة إلى النظر بعمق في مسألة الفتنة الطائفية من أجل استقرار الوطن". وأوضح الزيات أن الفتنة الطائفية كانت لها عدة مراحل بدأت منذ أوائل الثمانينيات بأحداث الزاوية الحمراء، ثم حادثة الكشح في صعيد مصر، وأصبحت أزمات تتلاحق الآن. ومن جانبه قال خالد الشريف أمين المنتدى والذي أدار الحوار في الندوة: "إن الإسلام يرفض الطائفية والاعتداء على الآخرين بسبب ديانتهم وقد ساوى القرآن بين المساجد والكنائس والمعابد من حيث حرمة الاعتداء أو الهدم". وبين أن المصريين كانوا أذلة في ظل قانون الطوارئ، وأذلة تحت قهر واستبداد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك فأعز الله الشعب المصري بثورة 25 يناير وأكرمهم بزوال وخلع مبارك. وشدد الشريف على أهمية استغلال الثورة في توحيد أبناء الشعب المصري من مسلمين وأقباط والتآزر والتكافل والعمل لبناء نهضة المجتمع، وأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أطلق بندا دستوريا بحرمة معاداة أهل الذمة من الأقباط وغيرهم. وأكد أن التاريخ حافل بالسلام والتعايش بين أبناء الأمة من المسلمين والأقباط، مشيرا إلى أنه ليس من التدين إثارة الفتن الطائفية أو العنصرية فما وقع من أحداث دامية في إمبابة. أما الدكتور عبد الآخر حماد مفتي الجماعة الإسلامية فقال: "إن الثورة المصرية نعمة من الله، حيث استردت الأمة حريتها وكرامتها"، لافتا إلى أن الإسلام عامل غير المسلمين بالرحمة والعدل. وذكر حماد أن عمرو بن العاص عندما دخل مصر فاتح ترك الأقباط من أهل مصر على دينهم ولم يجبر أهل على الدخول في الإسلام.. مما يدل على سماحة وعدل الإسلام في التعامل مع الآخرين. وأشار إلى أن الأقباط في مصر كانوا مضطهدين في عصر الدولة البيزنطية، حيث قتل البيزنطيين أعداد كبيرة منهم لمخافتهم في العقيدة، وأن الإسلام حافظ على الكنائس وكفل حرية العقيدة لغير المسلمين. وحول فرض الجزية، أوضح حماد أن الجزية هي مجرد ضريبة للمساهمة في نفقات الدولة، وأن النصارى لابد أن يشاركوا في تلك النفقات، بشرط أن تأخذ منهم الجزية برفق ولين. أما الشيخ عبد الخالق حسن الشريف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ذكر أن الإسلام دين العدل والرحمة ولا يصلح أن يخرج منه نزعة طائفية. وأوضح حسن أن أوروبا والدولة الصهيونية هي التي صدرت للعالم العرفي أفكار الفرقة الطائفية، مشيرا إلى أن الإسلام لا يمس الدينات الأخرى. وأشار إلى أن نظام مبارك هم من صنعوا الفتنة الطائفية في المجتمع المصري مشددا على أن الفتنة أشد خطرا على المجتمع، وان الإسلام لا يعرف الطائفية ولا يقبلها.