بينما أعلنت وزارة الداخلية عن أسلوب "الضربات الاستباقية" و"غلق الميادين" في التعامل مع المسيرات التي نظمها مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي الخميس، فإن المتظاهرين اعتمدوا 3 تكتيكات" لم يعلنوا عنها، ولكن مشاهد اليوم تكشفها. وأعلن أنصار مرسي قبل فترة عن فعاليات ثورية جديدة تنطلق في ذكرى عزله اليوم 3 يوليو، وبينما المعتاد في مثل هذه المناسبات الحشد بأعداد كبيرة في الميادين الكبرى، فإن مسيرات اليوم خرجت على موجات. وتكشف مشاهد اليوم عن خروج الموجة الأولى من المسيرات في فترة الظهيرة، تبعتها موجة ثانية في فترة ما بعد العصر، قبل أن يعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عن موجة جديدة بعد صلاة التراويح، وهو ما بدا وكأنه محاولة من أنصار مرسي لتقليل حجم الخسائر من ناحية، بسبب الاستهداف المتوقع للمسيرات من قبل قوات الأمن، ومن ناحية أخرى لإرهاق هذه القوات. وفي إطار نفس الهدف، وهو "إرهاق الأمن" استخدم أنصار مرسي "التكتيك الثاني"، وهو ليس بجديد، ولكنه استخدم اليوم أكثر من مرة، وهو المعروف ب "أسلوب الفراشة"، والذي يعتمد على تنظيم فعاليات "خاطفة" في الميادين والانصراف مبكرًا قبل التعامل الأمني مع المسيرات. ورصد مراسلو وكالة "الأناضول" استخدام أنصار مرسي هذا الأسلوب في ثلاث أماكن على مدار اليوم إحداها في ميدان "رابعة العدوية" شرقي القاهرة الشهير الذي شهد اعتصام أنصار مرسي قبل فضة بالقوة في 14 أغسطس 2013 مما تسبب بمئات القتلى بحسب إحصاءات رسمية. ونظم هذه الفعالية حركة تسمي نفسها "شباب ضد الانقلاب"، وفعلت نفس الشيء حركة "طلاب ضد الانقلاب" على طريق الأوتوستراد، الرئيسي بمدينة نصر، وأمام مقر وزارة التعليم العالي القريب من ميدان التحرير. وبدا واضحا خلال المشهد اليوم، استخدام المتظاهرين لأسلوب ثالث وهو "إشعال الإطارات" وبكثافة في الأماكن التي تظاهروا فيها، وذلك في محاولة منهم للتغلب على "قنابل الغاز" من ناحية، والتأثير على قدرة رجال الأمن على رؤيتهم والتعامل معهم من ناحية أخرى. وقام طلاب حركة "طلاب ضد الانقلاب" بإشعال إطارات السيارات وسط طريق الأوتوستراد، الرئيسي بمدينة نصر، كما قطع مجهولون طريق محور 26 يوليو المدخل المؤدى إلى مدينة 6 أكتوبر " من خلال إشعال النيران في بعض إطارات السيارات، مما تسبب فى حالة من الإرباك المروري وتكدس السيارات. ويعتقد المتظاهرون أن إشعال القطارات يمنع رائحة قنابل الغاز التي يتم إطلاقها من جانب قوات الأمن، كما أن اتجاه تيار الهواء يدفع الدخان المتصاعد منها نحو رجال الأمن، وهو دخان ذو رائحة كريهة يصعب عليهم تحمله. وفي مقابل "الإطارات" و"الموجات" و" الفراشة" استخدمت قوات الأمن هي الأخرى أسلوبين، أحدها أسلوب " الإجهاض المبكر"، والآخر هو "إغلاق الميادين". واستخدم الأمن "الإجهاض المبكر" على مستويين، إحداها بالتعامل مع المسيرات فور تجمعها، والثاني بالقبض على قيادات تحالف دعم الشرعية قبل 3 يوليو، وهو ما سماه بيان لوزارة الداخلية ب " الضربات الاستباقية". وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها الخميس أنها ألقت القبض على 39 من جماعة الإخوان المسلمين في عدة محافظات فيما وصفتها ب"ضربات استباقية قبل تنفيذ مخططات تخريبية". كما ألقى الأمن القبض على عدد من قيادات تحالف دعم الشرعية المؤيد لمرسي منهم مجدي قرقر المتحدث الرسمي باسم التحالف، ومجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ونصر عبدالسلام القائم بأعمال حزب البناء والتنمية " الذراع السياسية للجماعة الإسلامية"، وحسام خلف عضو المكتب السياسي لحزب الوسط. أما أسلوب "إغلاق الميادين" فالهدف منه هو عدم تجمع المسيرات والمظاهرات في الميادين الكبرى. وقال بيان لوزارة الداخلية، إنها أغلقت منذ صباح اليوم ميدان التحرير وسط القاهرة أمام حركة السيارات، وسيستمر إغلاقه حتى يوم غد. كما رصد شهود عيان قيام قوات الأمن بإغلاق ميدان "رابعة العدوية"، وذلك بعد أن دخل طلاب من حركة "شباب ضد الانقلاب" الميدان ونظموا فاعلية خاطفة فيه. وخلال اليوم الخميس، قتل شاب من مؤيدي مرسي، وأصيب العشرات في اشتباكات، وقعت ظهر اليوم، بين قوات الأمن ومتظاهرين في شارع الهرم الرئيسي، بمحافظة الجيزة، بحسب مصدر في التحالف المؤيد لمرسي. وقال مصدر ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، بالجيزة، إن "شابا قتل ظهر اليوم، بطلقات خرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية صغيرة) أطلقتها قوات الشرطة، أثناء تفريق مسيرة لمؤيدي مرسي بشارع الهرم". وتراجعت صور مرسي، بصورة ملفتة، في أغلب احتجاجات مؤيديه اليوم الخميس، في ذكري مرور عام على عزله في 3 يوليو الماضي والتي تشهد دعوات من أنصاره للخروج فيما أسموها "انتفاضة". ورصد مراسلو "الأناضول" في عدة مدن ومناطق تشهد احتجاجات لأنصار مرسي اليوم الخميس، غياب لصور مرسي علي غير المعتاد. وقال متظاهر يدعي صالح عيسي مهندس زراعي (36 عامًا) : "هتافنا اليوم ارحل وما يهمنا هو تجميع الصف الثوري ورحيل حكم العسكر وبعد هذا الأمر نتحدث عن مرسي وكيفية رجوعه للحكم من عدمه أو لمدة معنية". ويرفع أنصار مرسي باستمرار مطالب عودته للحكم، بعد الإطاحة به في 3 يوليو الماضي والذي يراه أنصاره انقلابًا ويراه معارضوه نتاج ثورة شعبية خرجت ضده في 30 يونيو 2013. ويغيب مرسي عن أنصاره منذ عزله وتم وضعها في سجن برج العرب في نوفمبر الماضي، ويحاكم علي ذمة عدة قضايا جنائية منها التخابر.