رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سترفع نجمة داوود على القارة السوداء؟
نشر في المصريون يوم 30 - 06 - 2014

هذا سؤال وجيه يتردد منذ فترة ، فأفريقيا هذه القارة التي كانت تعتبر إلى وقت قريب منطقة نفوذ عربية بامتياز ، تنازلت الأنظمة العربية عن دورها التاريخي فيها فاسحة المجال إلى إسرائيل لتسرح وتمرح كيفما أرادت مقدمة خبراتها العسكرية والأمنية وغيرها ، وقد تكون قد بنت في بعض دولها مثل إثيوبيا
واريتريا قواعد عسكرية سرية ، على غرار قواعدها في جمهورية جورجيا في القوقاز ، كي تستخدمها إسرائيل متى شاءت وكيفما أرادت كرأس حربة مسمومة تغرسها في خاصرة الدول العربية وخاصة مصر والسودان.
فحينما فشلت إسرائيل في التفاهم مع مصر بخصوص حصولها على مياه نهر النيل ، لجأت إلى الأساليب الملتوية في محاولات التدخل في دول مصب النيل ، للي ذراع مصر ولإجبارها على الرضوخ لمطالبها ، فجريدة هئارتس الإسرائيلية نقلت عن المصري اليوم قولها: لقد بدأت حرب المياه وجيراننا الأشرار (إسرائيل) مشغولون بمحاولة تدمير علاقات مصر مع دول المنبع.
وفي هذا السياق وصف دبلوماسيون أفارقة جولة ليبرمان في بعض دول منبع النيل بالغامضة من حيث التوقيت والأهداف ، ويرى خبراء أن توقيت الزيارة يؤكد وجود مساع إسرائيلية لإجهاض المفاوضات التي تجريها مصر مع هذه الدول للحفاظ على حصتها من مياه النيل.
فمصر تعلم وتعي تماما خطورة التحريض الإسرائيلي المتواصل والمستمر لدول حوض النيل ،وهذه المساعدات المالية السخية والتقنية الحديثة التي ستستخدم في إنشاء سدود ومشاريع عملاقة على النيل ، تهدف بالأساس إلى تقليل كمية المياه التي تصل إلى مصر لتخنقها .
في هذا السياق أيضا تتواصل الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية على مصر ، من اجل تنازلها وقبولها ببعض التعديلات على اتفاقية دول الحوض الموقعة عام 1929م بين الحكومة المصرية وحكومات دول المنبع ، والتي تعطي لمصر حق النقض الفيتو ضد إنشاء أي دولة من دول المنبع مشروعات جديدة على نهر النيل أو أي من أفرعه .
تقول بعض المصادر أن الضغوط التي يمارسها قطبي الرحى أمريكا وإسرائيل تهدف إلى إثارة الرأي العام العالمي ضد مصر ، بالإضافة إلى دول المنبع لإجبارها على تعديل الاتفاقية ، فإسرائيل تتسلح بحجة واهية تتمثل فيما تدعي بكمية المياه الكبيرة التي تهدرها مصر في الصحراء ، وهذه الضغوط المبرمجة تهدف في المقام الأول لإجبار مصر على الرضوخ والموافقة على نقل مياه النيل إلى إسرائيل، وآخر ما تفكر وتعمل عليه إسرائيل هو مساعدة الدول الإفريقية في استغلال المياه في مجال التنمية .
تقول بعض المصادر إن أمريكا وإسرائيل تحاول وضع مصر أمام خيارين أحلاهما مر، الأول: أن توافق مصر على تزويد إسرائيل بحاجتها من مياه النيل ، والثاني : إذا رفضت مصر الخيار الأول يتمثل بإنشاء سدود عملاقة في إثيوبيا وبتخفيف المياه المتدفقة إلى السودان ومصر إلى أدنى درجة ، وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث يعني ذلك نقص شديد في مياه السد العالي وبحيرة ناصر ، وما يعنيه ذلك من الانعكاس السلبي الكبير على توفير مياه الشرب والزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية. , وهذا ماحدث بالفعل.
يجب أن نعي مدى خطورة المؤامرة على وحدة السودان أرضا وشعبا ،ومدى التدخل الأجنبي (أمريكا ، بريطانيا ، فرنسا ، ايطاليا ، وكينيا) ، وخصوصا الدور التخريبي المميز لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، وتحديدا في إقليم دار فور ومنطقة الجنوب ، حيث اتضحت معالم مخطط تآمري إسرائيلي دولي لتقسيم السودان ، وما يشكله ذلك من خطر حقيقي على أمن واستقرار ومستقبل دول المنطقة وخصوصا جمهورية مصر العربية.
منذ اندلاع أزمة دارفور والتي أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار السودان، ومدخلا قويا للتدخلات الخارجية، كانت هناك العديد من المؤشرات الواضحة على وجود دور استخباراتي إسرائيلي يعمل على توسيع الأزمة وتكريسها، حيث عملت إسرائيل على توفير كل ما يلزم من التمويل والدعم في العديد من المجالات، واستغلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الاختلافات في إيقاد نار الفتنة ألإثنية والقبلية، لتحويل مجرى هذه الاختلافات إلى أزمة سياسية مركبة ومعقدة ذات طبيعة أثنية، تعمل على إضعاف السودان وتمزيقه من الداخل وصولا إلى تفكيكه وتحويله إلى دويلات صغيرة متصارعة.
فمحاولة تفكيك السودان وإضعافه ليست وليدة سياسات إسرائيلية جديدة ، بل هي جزء من الإستراتيجية الإسرائيلية منذ أكثر من نصف قرن ، فمنذ خمسينات القرن الماضي شكل مؤسس دولة إسرائيل دافيد بن غوريون فريق عمل إسرائيليا لوضع الاستراتيجيات اللازمة لاختراق الدول العربية، وخاصة دول الطوق ودول المحيط ومن ابرز هذه الدول السودان ، ومنذ عشرات السنين ديفيد بن غوريون قال : أن الجهد الإسرائيلي لإضعاف الدول العربية لا يجب أن يحشد على خطوط دول المواجهة فقط ، بل في الجماعات غير العربية التي تعيش على التخوم في شمال العراق وجنوب وغرب السودان وفي جبال لبنان .
وفي سنة 1990 ذكر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في محاضرة بمركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة تل أبيب ، أن الدور الإسرائيلي تجاه حركة التمرد في السودان كان حاسماً ، وان دوافعه الأخلاقية كانت بمثابة الجسد للإستراتيجية التي وضع أساسها القادة الإسرائيليون الأوائل منذ عهد ديفيد بن غوريون وقولدا مائير وحتى الوقت الراهن.
وفي حديث لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (أفي ديختر) قال أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا قد وضعوا خطة للتدخل في إقليم دارفور، وأردف قائلا : كنا سنواجه مصاعب في الوصول إلى دارفور لممارسة " أدوارنا المتعددة " بعيدا عن الدعم الأمريكي والأوروبي ، وتدخلنا في دارفور أمر حتمي حتى لا يجد السودان الوقت لتركيز جهوده باتجاه تعظيم قدراته لصالح القوة العربية ، حيث أن السودان بموارده المتعددة كان بإمكانه أن يصبح دولة إقليمية قوية ، إلاّ أن الأزمات الداخلية التي يواجهها حالت دون ذلك، وقال : إن رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقاً جولدا مائير ذكرت أن إسرائيل مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض الأوضاع من الداخل بالسودان، نظرًا لوجود الفجوات والثغرات في البنية الاجتماعية والسكانية للسودان.
إسرائيل ومنذ زمن أصبحت موردا رئيسي للأسلحة والأجهزة العسكرية والعتاد الحربي وتكنولوجيا الحرب المتطورة، وأجهزة التشويش ، وبالعديد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين، ورجال المخابرات، ومجموعات أمنية خاصة لتدريب الوحدات الخاصة في بعض الدول الإفريقية، والجماعات المتمردة لكي تكون نقطة الانطلاق للاعتداء على السودان ومصر والتجسس عليهما، وتعتبر إسرائيل مصدر أساسي للصواريخ وطائرات الاستكشاف والقنابل المحظورة الاستعمال .
فإسرائيل قدمت للمتمردين في جنوب السودان دعم عسكري ومالي يقدر بمليارات الدولارات، ومعلومات هامه بواسطة الأقمار الصناعية عن تحركات الجيش السوداني، حيث قتل عام 1988 خمسة ضباط إسرائيليين في معارك داخل جنوب السودان، كذلك كانت إسرائيل هي من نقلت المعارك من جنوب السودان إلى شماله.
وكشفت مصادر عن الدور اليهودي في دارفور ، عن تورط منظمات أجنبية وسودانية في أنشطة استخباراتية بإقليم دارفور لمصلحة إسرائيل، وإلى الدور الذي لعبته الوكالة اليهودية الأمريكية العالمية ، التي دخلت إلى الإقليم عن طريق لجنة الإنقاذ الدولية واجهة النشاط اليهودي، قيام تلك المنظمات بأعمال مخابراتية في دارفور لمصلحة إسرائيل ودول أجنبية أخرى ، لتنفيذ مخطط صهيوني من ثلاثة محاور لزعزعة الأمن بدارفور.
الأول : نشر معلومات مضخمة عن الأوضاع بإقليم دار فور.
الثاني : خطة عسكرية شاملة.
الثالث : خطة سياسية تعتمد على تحريك البرلمانيين ، استطاعت إصدار عشرين قرارا من الأمم المتحدة.
اللوبي الصهيوني وراء صناعة تحالف إنقاذ دارفور، وإلى ما تم الكشف عنه من تورط الإسرائيلي داني ياتوم في تهريب أسلحة إلى دارفور، ولاننسى ما ورد على لسان حاييم كوش رئيس جماعة اليهود الزنوج من أن تشاد تحولت إلى مركز إسرائيلي تحرص تل أبيب على الوجود فيه، فإسرائيل تدخلت لإنقاذ نظام إدريس ديبى حين أوشك على السقوط بعد أن حوصر في قصره لعدة أيام في فبراير 2008 ، كما أشارت إلى ذلك وكالة الأنباء الفرنسية في حينه.
وها هي علاقة التحالف بين إسرائيل وشريف حرير واحمد إبراهيم دريج القياديين في حركة التمرد في دار فور ، حيث تلقى الأول الدعم المالي الإسرائيلي عبر إحدى السفارات الإسرائيلية في غرب أفريقيا وزار الأخير إسرائيل علنا ، وكذلك حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور الذي لديه مكتب في إسرائيل ، وليكن معلومات أن إسرائيل متفاهمة مع أمريكا على كل ما تقوم به في إفريقيا.
هذا هو الوجه الحقيقي لإسرائيل الدولة المغتصبة للحقوق العربية ، والتي تحتل ارض فلسطين وترتكب المجازر بحق شعبها وتغتصب القدس وتعتدي على لبنان وسوريا ، والتي مازالت ومنذ تأسيسها وهي تبطش بالأمة العربية وتتلاعب بأمنها ومصيرها خدمة لأهداف أسيادها في واشنطن ، ولكن للأسف الكثير منا ما زال يضع رأسه في الرمال ويراهن على تغيير النمر لجلده وعلى اندماج هذه الدولة المعتدية في المحيط العربي .
فهل المطلوب ألآن وليس غدا موقف مصري وعربي قوي وحازم؟ ... هل المطلوب رد حاسم ومباشر؟... على غرار الرد الروسي في القوقاز والمقاومة في لبنان، حيث سيشكل هذا الموقف وهذا الرد رسالة قوية ورادعة للمتآمرين ولمن خلفهم، مفادها بان العرب أقوياء إلى حد يستطيعون منع أية مؤامرة على أمنهم الوطني والقومي، أم المطلوب مزيدا من الاستجداء والتخاذل والانبطاح والتفريط والزحف على البطون!!!لتسقط الاقنعه عن وجوه عملاء جدد بالمنطقه .
... فهاهو المؤرخ الإسرائيلي أورى ميلشتاين في حوار مطول لإذاعة أورشليم الجديدة، قال: إن إسرائيل لن تصمد في مواجهة مصر إذا اندلعت حرب جديدة ، خاصة أن الحرب المقبلة لن تدور في الميادين العسكرية فقط، بل قد تلجأ مصر لقصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ المتطورة، بما يهدد بإصابات بالغة في صفوف المدنيين، قد تؤدى إلى انهيار إسرائيل، مشيراً إلى أن ثقافة الشارع الإسرائيلي تقوم على الصراخ والبكاء، ولا يتحمل الإسرائيليون مواجهة مقاتلين يتحلون بالعناد والشراسة أثناء القتال.
تقرير استخباري :
عندما نستقرئ معطيات الانتشار الإسرائيلي في إفريقيا وكذلك التواجد بأبعاده العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية فإننا سنكتشف بسهولة أن الناظم والحاكم لمنظومة هذا التواجد هي قيادات عسكرية إسرائيلية أو قيادات استخباراتية وعلى الأخص قيادات تولت مناصب عليا في الموساد.
فإذا ما قمنا بجردة بسيطة موجزة نجد أن هناك على الأقل ستة قيادات من الموساد تعمل في إفريقيا في إدارة مشاريع أمنية واقتصادية نذكر من بين هؤلاء:
1. شبطاي شافيط رئيس المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة الموساد الأسبق، شافيط ينشط في نيجيريا في المجال الأمني استشارة وسلاح وتدريب قوات الأمن من خلال شركة إتنا، هذا ويدير شافيط مشاريع في مجال الطاقة ومشاريع زراعية في أنجولا.
2. داني ياتوم الرئيس الأسبق للمؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة ينشط من خلال عدة مؤسسات في مجالات عدة:
· إسداء الخدمات الأمنية تدريب إعداد وتجهيز وتسليح.
· إدارة شركات تنشط في عدة مجالات مثل الطاقة النفط والموارد والثروة المعدنية من خلال شركة جلوبال وBSG.
3. رافي إيتان الذي تولى رئاسة الشعبة العلمية في المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة والصديق الحميم للرئيس الأوغندي يووري موسوفيني يدير شبكة من الأعمال الناشطة في عدة قطاعات في أوغندا أمنية وزراعية.
4. حجاي هداس مسؤول العمليات الخارجية في الموساد والرجل الذي يوصف برجل المهمات الصعبة فقد تولى قيادة عدة وحدات عملياتية في الموساد وحدة كيدون وهو الذي خطط لاغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997.
هداس يمتلك عدة شركات في أوغندا وهو مقرب من الرئيس الأوغندي موسوفيني منذ وصوله إلى السلطة عام1986 فهو مستشار خاص للرئيس الأوغندي وتاجر سلاح والمسؤول عن عقد صفقات أسلحة إسرائيلية أوغندية بالإضافة إلى نشاط تجاري واسع.
5. الجنرال دافيد تسور رئيس الهيئة العملياتية بوزارة الأمن الداخلي والذي التحق بمؤسسة جلوبال عام 2008 وينشط في نيجيريا في مجال التدريب وأجهزة الأمن والتسليح.
6. يورام كوهين مساعد رئيس جهاز الأمن العام الشافاك سابقا قبل أن يعين مدير للشافاك حاليا.
إذا كانت القيادات الاستخباراتية الإسرائيلية هي من تدفع قاطرة التواجد والانتشار الإسرائيلي بمكل مكوناته الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية إلا أن للقيادات العسكرية التي تبوأت مراتب قيادية ذات شأن كبير دور في تخليق هذا التواجد وتعميقه وتعزيزه وإدارته.
قد يتراءى للبعض أن هناك فجوة بين دور القادة السابقين للمنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية ودور القيادات العسكرية أو أن هناك فصل بين هذه الأدوار.
هذا الالتباس لدى البعض بدده الجنرال داني ياتوم الشخصية المركزية في المنظومة الإسرائيلية العاملة في إفريقيا، جاء ذلك في ندوة نظمها المؤسسة التي يقف على رأسها GSG.
يقول ياتوم: منظومتنا أشبه بمؤسسة كبيرة تتعدد وتتنوع صنوفها وسلاحها ومهامها ولكنها بالتالي تعمل على تحقيق هدف واحد وهو الانتصار في المعركة وتحت إمرة واحدة.
ذلك الأمر الواقع الذي يؤكده أكثر من حقيقة، حقيقة الاختيار الدقيق والولاء الشديد للمشروع الإسرائيلي والانصهار في بوتقة واحدة لجميع القيادات التي تدير هذه المنظومة الاستخباراتية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.
هذا الاختيار كان وراء تولي قيادات عسكرية زمام المبادرة لتخليق الوجود والانتشار الإسرائيلي وتعظيمه واتساعه وهذا ما تؤكده قائمة أسماء هذه القيادات ومن أبرزها:
§ الجنرال يسرائيل زيف رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي.
§ العميد يوسي كوبرساور المدير الحالي لمؤسسة التهديدات الإستراتيجية.
§ جنرال الاحتياط مئير خليفي السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
§ عقيد الاحتياط لؤور لوتن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي.
§ عميد الاحتياط جال هيرش تحول بعد حرب لبنان الثانية 2006 إلى تاجر سلاح تولى إقامة شركة للتدريب العسكري وتشكيل الأطر العسكرية وهي شركة ديفنس شيلد المتخصصة في الأطر العسكرية إقامة وحدات عسكرية جديدة على غرار الوحدة 649 في البداية في جورجيا ثم بعد ذلك في إفريقيا ونيجيريا وغينيا وتوجو.
§ الجنرال إفرايم سنيه نائب وزير الدفاع السابق.
§ الجنرال عودي شيني مدير عام وزارة الدفاع المشارك والداعم للقيادات العسكرية عن طريق التصديق على صفقات السلاح لتتولى شركات الأمن الإسرائيلية تنفيذها وتسويقها.
الشركات التي تدار من قبل القيادات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية هذه القيادات وفي إطار حراكها وتحركها في إفريقيا أدركت أن الاقتراب من المؤسسات العسكرية في إفريقيا هو السبيل الأنجع والأقصر والأجدى لاختراق المؤسسة السياسية في إفريقيا، وهناك أكثر من سبب:
أولا: أن المؤسسة العسكرية هي الركيزة الأساسية لحماية الأنظمة وبقائها واستمرارها في إفريقيا لأن معظم هذه الأنظمة إما جاءت عن طريق الانقلابات أو تزوير الانتخابات.
ثانيا: أن السلاح له جاذبية كبيرة في إفريقيا خاصة إذا كان هذا السلاح يقدم أو يسوق بدون شروط، السلاح الإسرائيلي يقدم دون أي قيد أو شرط.
إسرائيل في مقدمة الدول التي تدخل السلاح كمحور أساسي في دبلوماسيتها.
وقد أحسن الباحث الإسرائيلي أمنون نويبخ توصيف دبلوماسية إسرائيل بأنها دبلوماسية السلاح أي أن السلاح هو الذي أنتج شبكة علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع أكثر من 50 دولة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
ولكنه ركز على بعض أسماء هذه الدول:
· في آسيا الهند تركيا جورجيا وأذربيجان والصين سابقا.
· في إفريقيا أوغندا نيجيريا كينيا إثيوبيا توجو أنجولا غينيا ودولة جنوب السودان.
· في أمريكا للاتينية كولومبيا وبيرو.
الشركات الأمنية
· شركة جلوبال GlobalCst تابعة للجنرال يسرائيل زيف.
· شركة جلوبال لاو التي يقودها دافيد تسور.
· شركة LR التي يملكها عامي لوسينج تاجر سلاح ويدير شبكة من مشاريع البنية التحتية والمشاريع الزراعية في إفريقيا.
· شركة إتنا التي يديرها رئيس الموساد الأسبق شبطاي شافيط وتنشط في مجال تسليح وتدريب الأجهزة الأمنية إضافة إلى مشاريع للطاقة والبنية التحتية.
· شركة ديفنس شيلد التي يرأسها عميد الاحتياط جال هيرش تجارة السلاح وتشكيل الوحدات العسكرية وخاصة الوحدات الخاصة.
السلاح والقيادات الاستخباراتية والعسكرية لم تنتج علاقات سياسية بل أنتجت مصالح اقتصادية وتخليق مجال حيوي اقتصادي إسرائيلي الوصول إلى مناجم الماس وخام الحديد والنحاس وإلى النفط والغاز بل إلى الثروة الطبيعية ومنها الزراعة المحاصيل المستخدمة في الصناعة النفطية والكاكاو والمطاط هذا إضافة إلى اليورانيوم والكوبالت.
المعادلة الإسرائيلية في إفريقيا بأضلعها الثلاثة سلاح+ قيادات+ علاقات سياسية= نشاط اقتصادي والوصول إلى أهم مصادر الثروة في إفريقيا مجال حيوي إسرائيلي.
لا نزعم أن هذا المجال الحيوي قد غطى إفريقيا من أقصاها إلى أقصاها ولكنه تشكل في مناطق حيوية وهامة في إفريقيا:
§ شرق إفريقيا بشكل شبه كامل كينيا أوغندا جنوب السودان وإثيوبيا.
§ مناطق في غرب وجنوب إفريقيا نيجيريا أنجولا ومنطقة حوض غينيا والجابون.
§ في غرب إفريقيا توجو غينيا ساحل العاج الكامرون والسنغال.
هذا إضافة إلى دول أخرى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.