حماس: الكرة الآن في ملعب إسرائيل    أبرزها «السيطرة على أوضة اللبس».. نجم الزمالك السابق يكشف مزايا عبدالله السعيد    رسميًا.. الرجاء المغربي يعلن التعاقد مع هدف الزمالك    محامي أسرة ضحية حادث «الجيت سكي» بالساحل الشمالي يطالب بإعادة تحليل المخدرات للمتهمة    4 أبراج تتصرف بعشوائية وتكره التخطيط المسبق.. هل أنت منهم؟    مصدر للبروتين.. 4 أسباب تدفعك لتناول بيضة على الإفطار يوميًا    الشعب الجمهوري يشيد بجهود القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني    تفاصيل صفقة الصواريخ التي أعلنت أمريكا عن بيعها المحتمل لمصر    ارتفاع حصيلة القتلى ل 14 شخصا على الأقل في اشتباك حدودي بين تايلاند وكمبوديا    فقدان الاتصال بالسفينة "حنظلة" خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة    تنسيق الجامعات 2025، شروط الالتحاق ببعض البرامج المميزة للعام الجامعي 2025/2026    سليمان وهدان يرد على المشككين: حزب الجبهة الوطنية جاء ليُحرك الجمود السياسي    وسيط كولومبوس كرو ل في الجول: صفقة أبو علي تمت 100%.. وهذه حقيقة عرض الأخدود    "قلب أبيض والزمالك".. حامد حمدان يثير الجدل بصورة أرشيفية    الحمامي ورشدي وسهيلة يتأهلون إلى نصف نهائي بطولة العالم لناشئي الإسكواش    منهم هدف الأهلي.. ثنائي مرشح للانضمام إلى الزمالك (تفاصيل)    محمود محيي الدين: الاقتصاد المصري تجاوز مرحلة الخطر وخرج من غرفة الإنعاش وهذه نصيحتي للحكومة    العظمى في القاهرة 40 مئوية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    العثور على رضيعة حديثة الولادة أمام مستشفى الشيخ زويد    جوجل تعوّض رجلًا التقط عاريًا على "ستريت فيو"    القبض على طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء في الجيزة    سليمان وهدان: المستأجر الأصلي خط أحمر.. وقانون الإيجار القديم لم ينصف المواطن    أحمد سعد: ألبوم عمرو دياب مختلف و"قررت أشتغل في حتة لوحدي"    يوسف حشيش يكشف كواليس صعبة بعد ارتباطه ب منة عدلي القيعي    ميريهان حسين على البحر وابنة عمرو دياب مع صديقها .. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    "صيفي لسه بيبدأ".. 18 صورة ل محمد رمضان على البحر وبصحبة ابنته    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    سعاد صالح: النقاب ليس فرضًا أو سنة والزواج بين السنة والشيعة جائز رغم اختلاف العقائد    ذكر وطعام مجاني، الطرق الصوفية بالإسكندرية تحتفل بالليلة الختامية لمولد أبو العباس (صور)    محافظ الإسكندرية يبحث استعدادات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل (صور)    وكيل النواب السابق: المستأجر الأصلي خط أحمر.. وقانون الإيجار القديم لم ينصف المواطن    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    جريمة قتل في مصرف زراعي.. تفاصيل نهاية سائق دمياط وشهود عيان: الجاني خلص عليه وقالنا رميته في البحر    "كنت فرحان ب94%".. صدمة طالب بالفيوم بعد اختفاء درجاته في يوم واحد    نقلة نوعية في الأداء الأمني.. حركة تنقلات وترقيات الشرطة وزارة الداخلية 2025    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 25 يوليو 2025    سعر المانجو والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    ما هي عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص؟.. القانون يجيب    مبارتان وديتان للزمالك عقب نهاية معسكر العاصمة الإدارية    بدأت بفحوصات بسيطة وتطورت ل«الموضوع محتاج صبر».. ملامح من أزمة أنغام الصحية    إليسا تشعل أجواء جدة ب«أجمل إحساس» و«عايشة حالة حب» (صور)    الثقافة المصرية تضيء مسارح جرش.. ووزير الثقافة يشيد بروح سيناء (صور)    في ختام معسكر الإسكندرية.. مودرن سبورت يتعادل وديًا مع زد بدون أهداف    داليا عبدالرحيم تنعى أسامة رسلان متحدث «الأوقاف» في وفاة نجل شقيقته    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    طارق فهمي: أكثر من 32 حركة احتجاج في تل أبيب ترفض الواقع الإسرائيلي    ماذا قال مندوب مصر بالأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط؟    لتخفيف حرقان البول في الصيف.. 6 مشروبات طبيعية لتحسين صحة المثانة    حقيقة رسوب 71% من طلال أولى طب بقنا و80% بأسنان في جامعة جنوب الوادي    انطلاق مؤتمر جماهيري حاشد بقنا لدعم مرشحة الجبهة الوطنية وفاء رشاد في انتخابات الشيوخ    أسباب تأخر إعلان الحد الأدنى للمرحلة الأولى لتنسيق الجامعات 2025    وزير الطيران المدني يشارك في فعاليات مؤتمر "CIAT 2025" بكوريا الجنوبية    خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة    "الصحة" تتخذ خطوات للحد من التكدس في المستشفيات    جامعة الإسكندرية تبحث التعاون مع التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات طبية متكاملة    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سترفع نجمة داوود على القارة السوداء؟
نشر في المصريون يوم 30 - 06 - 2014

هذا سؤال وجيه يتردد منذ فترة ، فأفريقيا هذه القارة التي كانت تعتبر إلى وقت قريب منطقة نفوذ عربية بامتياز ، تنازلت الأنظمة العربية عن دورها التاريخي فيها فاسحة المجال إلى إسرائيل لتسرح وتمرح كيفما أرادت مقدمة خبراتها العسكرية والأمنية وغيرها ، وقد تكون قد بنت في بعض دولها مثل إثيوبيا
واريتريا قواعد عسكرية سرية ، على غرار قواعدها في جمهورية جورجيا في القوقاز ، كي تستخدمها إسرائيل متى شاءت وكيفما أرادت كرأس حربة مسمومة تغرسها في خاصرة الدول العربية وخاصة مصر والسودان.
فحينما فشلت إسرائيل في التفاهم مع مصر بخصوص حصولها على مياه نهر النيل ، لجأت إلى الأساليب الملتوية في محاولات التدخل في دول مصب النيل ، للي ذراع مصر ولإجبارها على الرضوخ لمطالبها ، فجريدة هئارتس الإسرائيلية نقلت عن المصري اليوم قولها: لقد بدأت حرب المياه وجيراننا الأشرار (إسرائيل) مشغولون بمحاولة تدمير علاقات مصر مع دول المنبع.
وفي هذا السياق وصف دبلوماسيون أفارقة جولة ليبرمان في بعض دول منبع النيل بالغامضة من حيث التوقيت والأهداف ، ويرى خبراء أن توقيت الزيارة يؤكد وجود مساع إسرائيلية لإجهاض المفاوضات التي تجريها مصر مع هذه الدول للحفاظ على حصتها من مياه النيل.
فمصر تعلم وتعي تماما خطورة التحريض الإسرائيلي المتواصل والمستمر لدول حوض النيل ،وهذه المساعدات المالية السخية والتقنية الحديثة التي ستستخدم في إنشاء سدود ومشاريع عملاقة على النيل ، تهدف بالأساس إلى تقليل كمية المياه التي تصل إلى مصر لتخنقها .
في هذا السياق أيضا تتواصل الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية على مصر ، من اجل تنازلها وقبولها ببعض التعديلات على اتفاقية دول الحوض الموقعة عام 1929م بين الحكومة المصرية وحكومات دول المنبع ، والتي تعطي لمصر حق النقض الفيتو ضد إنشاء أي دولة من دول المنبع مشروعات جديدة على نهر النيل أو أي من أفرعه .
تقول بعض المصادر أن الضغوط التي يمارسها قطبي الرحى أمريكا وإسرائيل تهدف إلى إثارة الرأي العام العالمي ضد مصر ، بالإضافة إلى دول المنبع لإجبارها على تعديل الاتفاقية ، فإسرائيل تتسلح بحجة واهية تتمثل فيما تدعي بكمية المياه الكبيرة التي تهدرها مصر في الصحراء ، وهذه الضغوط المبرمجة تهدف في المقام الأول لإجبار مصر على الرضوخ والموافقة على نقل مياه النيل إلى إسرائيل، وآخر ما تفكر وتعمل عليه إسرائيل هو مساعدة الدول الإفريقية في استغلال المياه في مجال التنمية .
تقول بعض المصادر إن أمريكا وإسرائيل تحاول وضع مصر أمام خيارين أحلاهما مر، الأول: أن توافق مصر على تزويد إسرائيل بحاجتها من مياه النيل ، والثاني : إذا رفضت مصر الخيار الأول يتمثل بإنشاء سدود عملاقة في إثيوبيا وبتخفيف المياه المتدفقة إلى السودان ومصر إلى أدنى درجة ، وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث يعني ذلك نقص شديد في مياه السد العالي وبحيرة ناصر ، وما يعنيه ذلك من الانعكاس السلبي الكبير على توفير مياه الشرب والزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية. , وهذا ماحدث بالفعل.
يجب أن نعي مدى خطورة المؤامرة على وحدة السودان أرضا وشعبا ،ومدى التدخل الأجنبي (أمريكا ، بريطانيا ، فرنسا ، ايطاليا ، وكينيا) ، وخصوصا الدور التخريبي المميز لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، وتحديدا في إقليم دار فور ومنطقة الجنوب ، حيث اتضحت معالم مخطط تآمري إسرائيلي دولي لتقسيم السودان ، وما يشكله ذلك من خطر حقيقي على أمن واستقرار ومستقبل دول المنطقة وخصوصا جمهورية مصر العربية.
منذ اندلاع أزمة دارفور والتي أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار السودان، ومدخلا قويا للتدخلات الخارجية، كانت هناك العديد من المؤشرات الواضحة على وجود دور استخباراتي إسرائيلي يعمل على توسيع الأزمة وتكريسها، حيث عملت إسرائيل على توفير كل ما يلزم من التمويل والدعم في العديد من المجالات، واستغلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الاختلافات في إيقاد نار الفتنة ألإثنية والقبلية، لتحويل مجرى هذه الاختلافات إلى أزمة سياسية مركبة ومعقدة ذات طبيعة أثنية، تعمل على إضعاف السودان وتمزيقه من الداخل وصولا إلى تفكيكه وتحويله إلى دويلات صغيرة متصارعة.
فمحاولة تفكيك السودان وإضعافه ليست وليدة سياسات إسرائيلية جديدة ، بل هي جزء من الإستراتيجية الإسرائيلية منذ أكثر من نصف قرن ، فمنذ خمسينات القرن الماضي شكل مؤسس دولة إسرائيل دافيد بن غوريون فريق عمل إسرائيليا لوضع الاستراتيجيات اللازمة لاختراق الدول العربية، وخاصة دول الطوق ودول المحيط ومن ابرز هذه الدول السودان ، ومنذ عشرات السنين ديفيد بن غوريون قال : أن الجهد الإسرائيلي لإضعاف الدول العربية لا يجب أن يحشد على خطوط دول المواجهة فقط ، بل في الجماعات غير العربية التي تعيش على التخوم في شمال العراق وجنوب وغرب السودان وفي جبال لبنان .
وفي سنة 1990 ذكر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في محاضرة بمركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة تل أبيب ، أن الدور الإسرائيلي تجاه حركة التمرد في السودان كان حاسماً ، وان دوافعه الأخلاقية كانت بمثابة الجسد للإستراتيجية التي وضع أساسها القادة الإسرائيليون الأوائل منذ عهد ديفيد بن غوريون وقولدا مائير وحتى الوقت الراهن.
وفي حديث لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (أفي ديختر) قال أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا قد وضعوا خطة للتدخل في إقليم دارفور، وأردف قائلا : كنا سنواجه مصاعب في الوصول إلى دارفور لممارسة " أدوارنا المتعددة " بعيدا عن الدعم الأمريكي والأوروبي ، وتدخلنا في دارفور أمر حتمي حتى لا يجد السودان الوقت لتركيز جهوده باتجاه تعظيم قدراته لصالح القوة العربية ، حيث أن السودان بموارده المتعددة كان بإمكانه أن يصبح دولة إقليمية قوية ، إلاّ أن الأزمات الداخلية التي يواجهها حالت دون ذلك، وقال : إن رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقاً جولدا مائير ذكرت أن إسرائيل مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض الأوضاع من الداخل بالسودان، نظرًا لوجود الفجوات والثغرات في البنية الاجتماعية والسكانية للسودان.
إسرائيل ومنذ زمن أصبحت موردا رئيسي للأسلحة والأجهزة العسكرية والعتاد الحربي وتكنولوجيا الحرب المتطورة، وأجهزة التشويش ، وبالعديد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين، ورجال المخابرات، ومجموعات أمنية خاصة لتدريب الوحدات الخاصة في بعض الدول الإفريقية، والجماعات المتمردة لكي تكون نقطة الانطلاق للاعتداء على السودان ومصر والتجسس عليهما، وتعتبر إسرائيل مصدر أساسي للصواريخ وطائرات الاستكشاف والقنابل المحظورة الاستعمال .
فإسرائيل قدمت للمتمردين في جنوب السودان دعم عسكري ومالي يقدر بمليارات الدولارات، ومعلومات هامه بواسطة الأقمار الصناعية عن تحركات الجيش السوداني، حيث قتل عام 1988 خمسة ضباط إسرائيليين في معارك داخل جنوب السودان، كذلك كانت إسرائيل هي من نقلت المعارك من جنوب السودان إلى شماله.
وكشفت مصادر عن الدور اليهودي في دارفور ، عن تورط منظمات أجنبية وسودانية في أنشطة استخباراتية بإقليم دارفور لمصلحة إسرائيل، وإلى الدور الذي لعبته الوكالة اليهودية الأمريكية العالمية ، التي دخلت إلى الإقليم عن طريق لجنة الإنقاذ الدولية واجهة النشاط اليهودي، قيام تلك المنظمات بأعمال مخابراتية في دارفور لمصلحة إسرائيل ودول أجنبية أخرى ، لتنفيذ مخطط صهيوني من ثلاثة محاور لزعزعة الأمن بدارفور.
الأول : نشر معلومات مضخمة عن الأوضاع بإقليم دار فور.
الثاني : خطة عسكرية شاملة.
الثالث : خطة سياسية تعتمد على تحريك البرلمانيين ، استطاعت إصدار عشرين قرارا من الأمم المتحدة.
اللوبي الصهيوني وراء صناعة تحالف إنقاذ دارفور، وإلى ما تم الكشف عنه من تورط الإسرائيلي داني ياتوم في تهريب أسلحة إلى دارفور، ولاننسى ما ورد على لسان حاييم كوش رئيس جماعة اليهود الزنوج من أن تشاد تحولت إلى مركز إسرائيلي تحرص تل أبيب على الوجود فيه، فإسرائيل تدخلت لإنقاذ نظام إدريس ديبى حين أوشك على السقوط بعد أن حوصر في قصره لعدة أيام في فبراير 2008 ، كما أشارت إلى ذلك وكالة الأنباء الفرنسية في حينه.
وها هي علاقة التحالف بين إسرائيل وشريف حرير واحمد إبراهيم دريج القياديين في حركة التمرد في دار فور ، حيث تلقى الأول الدعم المالي الإسرائيلي عبر إحدى السفارات الإسرائيلية في غرب أفريقيا وزار الأخير إسرائيل علنا ، وكذلك حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور الذي لديه مكتب في إسرائيل ، وليكن معلومات أن إسرائيل متفاهمة مع أمريكا على كل ما تقوم به في إفريقيا.
هذا هو الوجه الحقيقي لإسرائيل الدولة المغتصبة للحقوق العربية ، والتي تحتل ارض فلسطين وترتكب المجازر بحق شعبها وتغتصب القدس وتعتدي على لبنان وسوريا ، والتي مازالت ومنذ تأسيسها وهي تبطش بالأمة العربية وتتلاعب بأمنها ومصيرها خدمة لأهداف أسيادها في واشنطن ، ولكن للأسف الكثير منا ما زال يضع رأسه في الرمال ويراهن على تغيير النمر لجلده وعلى اندماج هذه الدولة المعتدية في المحيط العربي .
فهل المطلوب ألآن وليس غدا موقف مصري وعربي قوي وحازم؟ ... هل المطلوب رد حاسم ومباشر؟... على غرار الرد الروسي في القوقاز والمقاومة في لبنان، حيث سيشكل هذا الموقف وهذا الرد رسالة قوية ورادعة للمتآمرين ولمن خلفهم، مفادها بان العرب أقوياء إلى حد يستطيعون منع أية مؤامرة على أمنهم الوطني والقومي، أم المطلوب مزيدا من الاستجداء والتخاذل والانبطاح والتفريط والزحف على البطون!!!لتسقط الاقنعه عن وجوه عملاء جدد بالمنطقه .
... فهاهو المؤرخ الإسرائيلي أورى ميلشتاين في حوار مطول لإذاعة أورشليم الجديدة، قال: إن إسرائيل لن تصمد في مواجهة مصر إذا اندلعت حرب جديدة ، خاصة أن الحرب المقبلة لن تدور في الميادين العسكرية فقط، بل قد تلجأ مصر لقصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ المتطورة، بما يهدد بإصابات بالغة في صفوف المدنيين، قد تؤدى إلى انهيار إسرائيل، مشيراً إلى أن ثقافة الشارع الإسرائيلي تقوم على الصراخ والبكاء، ولا يتحمل الإسرائيليون مواجهة مقاتلين يتحلون بالعناد والشراسة أثناء القتال.
تقرير استخباري :
عندما نستقرئ معطيات الانتشار الإسرائيلي في إفريقيا وكذلك التواجد بأبعاده العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية فإننا سنكتشف بسهولة أن الناظم والحاكم لمنظومة هذا التواجد هي قيادات عسكرية إسرائيلية أو قيادات استخباراتية وعلى الأخص قيادات تولت مناصب عليا في الموساد.
فإذا ما قمنا بجردة بسيطة موجزة نجد أن هناك على الأقل ستة قيادات من الموساد تعمل في إفريقيا في إدارة مشاريع أمنية واقتصادية نذكر من بين هؤلاء:
1. شبطاي شافيط رئيس المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة الموساد الأسبق، شافيط ينشط في نيجيريا في المجال الأمني استشارة وسلاح وتدريب قوات الأمن من خلال شركة إتنا، هذا ويدير شافيط مشاريع في مجال الطاقة ومشاريع زراعية في أنجولا.
2. داني ياتوم الرئيس الأسبق للمؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة ينشط من خلال عدة مؤسسات في مجالات عدة:
· إسداء الخدمات الأمنية تدريب إعداد وتجهيز وتسليح.
· إدارة شركات تنشط في عدة مجالات مثل الطاقة النفط والموارد والثروة المعدنية من خلال شركة جلوبال وBSG.
3. رافي إيتان الذي تولى رئاسة الشعبة العلمية في المؤسسة المركزية للاستخبارات والمهمات الخاصة والصديق الحميم للرئيس الأوغندي يووري موسوفيني يدير شبكة من الأعمال الناشطة في عدة قطاعات في أوغندا أمنية وزراعية.
4. حجاي هداس مسؤول العمليات الخارجية في الموساد والرجل الذي يوصف برجل المهمات الصعبة فقد تولى قيادة عدة وحدات عملياتية في الموساد وحدة كيدون وهو الذي خطط لاغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997.
هداس يمتلك عدة شركات في أوغندا وهو مقرب من الرئيس الأوغندي موسوفيني منذ وصوله إلى السلطة عام1986 فهو مستشار خاص للرئيس الأوغندي وتاجر سلاح والمسؤول عن عقد صفقات أسلحة إسرائيلية أوغندية بالإضافة إلى نشاط تجاري واسع.
5. الجنرال دافيد تسور رئيس الهيئة العملياتية بوزارة الأمن الداخلي والذي التحق بمؤسسة جلوبال عام 2008 وينشط في نيجيريا في مجال التدريب وأجهزة الأمن والتسليح.
6. يورام كوهين مساعد رئيس جهاز الأمن العام الشافاك سابقا قبل أن يعين مدير للشافاك حاليا.
إذا كانت القيادات الاستخباراتية الإسرائيلية هي من تدفع قاطرة التواجد والانتشار الإسرائيلي بمكل مكوناته الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية إلا أن للقيادات العسكرية التي تبوأت مراتب قيادية ذات شأن كبير دور في تخليق هذا التواجد وتعميقه وتعزيزه وإدارته.
قد يتراءى للبعض أن هناك فجوة بين دور القادة السابقين للمنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية ودور القيادات العسكرية أو أن هناك فصل بين هذه الأدوار.
هذا الالتباس لدى البعض بدده الجنرال داني ياتوم الشخصية المركزية في المنظومة الإسرائيلية العاملة في إفريقيا، جاء ذلك في ندوة نظمها المؤسسة التي يقف على رأسها GSG.
يقول ياتوم: منظومتنا أشبه بمؤسسة كبيرة تتعدد وتتنوع صنوفها وسلاحها ومهامها ولكنها بالتالي تعمل على تحقيق هدف واحد وهو الانتصار في المعركة وتحت إمرة واحدة.
ذلك الأمر الواقع الذي يؤكده أكثر من حقيقة، حقيقة الاختيار الدقيق والولاء الشديد للمشروع الإسرائيلي والانصهار في بوتقة واحدة لجميع القيادات التي تدير هذه المنظومة الاستخباراتية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.
هذا الاختيار كان وراء تولي قيادات عسكرية زمام المبادرة لتخليق الوجود والانتشار الإسرائيلي وتعظيمه واتساعه وهذا ما تؤكده قائمة أسماء هذه القيادات ومن أبرزها:
§ الجنرال يسرائيل زيف رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي.
§ العميد يوسي كوبرساور المدير الحالي لمؤسسة التهديدات الإستراتيجية.
§ جنرال الاحتياط مئير خليفي السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
§ عقيد الاحتياط لؤور لوتن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي.
§ عميد الاحتياط جال هيرش تحول بعد حرب لبنان الثانية 2006 إلى تاجر سلاح تولى إقامة شركة للتدريب العسكري وتشكيل الأطر العسكرية وهي شركة ديفنس شيلد المتخصصة في الأطر العسكرية إقامة وحدات عسكرية جديدة على غرار الوحدة 649 في البداية في جورجيا ثم بعد ذلك في إفريقيا ونيجيريا وغينيا وتوجو.
§ الجنرال إفرايم سنيه نائب وزير الدفاع السابق.
§ الجنرال عودي شيني مدير عام وزارة الدفاع المشارك والداعم للقيادات العسكرية عن طريق التصديق على صفقات السلاح لتتولى شركات الأمن الإسرائيلية تنفيذها وتسويقها.
الشركات التي تدار من قبل القيادات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية هذه القيادات وفي إطار حراكها وتحركها في إفريقيا أدركت أن الاقتراب من المؤسسات العسكرية في إفريقيا هو السبيل الأنجع والأقصر والأجدى لاختراق المؤسسة السياسية في إفريقيا، وهناك أكثر من سبب:
أولا: أن المؤسسة العسكرية هي الركيزة الأساسية لحماية الأنظمة وبقائها واستمرارها في إفريقيا لأن معظم هذه الأنظمة إما جاءت عن طريق الانقلابات أو تزوير الانتخابات.
ثانيا: أن السلاح له جاذبية كبيرة في إفريقيا خاصة إذا كان هذا السلاح يقدم أو يسوق بدون شروط، السلاح الإسرائيلي يقدم دون أي قيد أو شرط.
إسرائيل في مقدمة الدول التي تدخل السلاح كمحور أساسي في دبلوماسيتها.
وقد أحسن الباحث الإسرائيلي أمنون نويبخ توصيف دبلوماسية إسرائيل بأنها دبلوماسية السلاح أي أن السلاح هو الذي أنتج شبكة علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع أكثر من 50 دولة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
ولكنه ركز على بعض أسماء هذه الدول:
· في آسيا الهند تركيا جورجيا وأذربيجان والصين سابقا.
· في إفريقيا أوغندا نيجيريا كينيا إثيوبيا توجو أنجولا غينيا ودولة جنوب السودان.
· في أمريكا للاتينية كولومبيا وبيرو.
الشركات الأمنية
· شركة جلوبال GlobalCst تابعة للجنرال يسرائيل زيف.
· شركة جلوبال لاو التي يقودها دافيد تسور.
· شركة LR التي يملكها عامي لوسينج تاجر سلاح ويدير شبكة من مشاريع البنية التحتية والمشاريع الزراعية في إفريقيا.
· شركة إتنا التي يديرها رئيس الموساد الأسبق شبطاي شافيط وتنشط في مجال تسليح وتدريب الأجهزة الأمنية إضافة إلى مشاريع للطاقة والبنية التحتية.
· شركة ديفنس شيلد التي يرأسها عميد الاحتياط جال هيرش تجارة السلاح وتشكيل الوحدات العسكرية وخاصة الوحدات الخاصة.
السلاح والقيادات الاستخباراتية والعسكرية لم تنتج علاقات سياسية بل أنتجت مصالح اقتصادية وتخليق مجال حيوي اقتصادي إسرائيلي الوصول إلى مناجم الماس وخام الحديد والنحاس وإلى النفط والغاز بل إلى الثروة الطبيعية ومنها الزراعة المحاصيل المستخدمة في الصناعة النفطية والكاكاو والمطاط هذا إضافة إلى اليورانيوم والكوبالت.
المعادلة الإسرائيلية في إفريقيا بأضلعها الثلاثة سلاح+ قيادات+ علاقات سياسية= نشاط اقتصادي والوصول إلى أهم مصادر الثروة في إفريقيا مجال حيوي إسرائيلي.
لا نزعم أن هذا المجال الحيوي قد غطى إفريقيا من أقصاها إلى أقصاها ولكنه تشكل في مناطق حيوية وهامة في إفريقيا:
§ شرق إفريقيا بشكل شبه كامل كينيا أوغندا جنوب السودان وإثيوبيا.
§ مناطق في غرب وجنوب إفريقيا نيجيريا أنجولا ومنطقة حوض غينيا والجابون.
§ في غرب إفريقيا توجو غينيا ساحل العاج الكامرون والسنغال.
هذا إضافة إلى دول أخرى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.