كشف مسئولون أمريكيون أنّ إيران أرسلت مدربين ومستشارين، بينهم عناصر من قوة النخبة "القدس", إلى سوريا للمساعدة في قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسئولين الأمريكيين قولهم: "إنّ التدفق الإيراني إلى سوريا يضاف إلى سلسلة المساعدات التي تتلقاها دمشق من طهران، منها الأسلحة والعتاد لمكافحة الشغب، فضلا عن أجهزة مراقبة لتعقب المعارضين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر". وأضاف المسئولان الأمريكيان ودبلوماسيون آخرون -طلبوا جميعا عدم الكشف عن هوياتهم- أن مدربي الجيش الإيراني حضروا إلى سوريا لتعليم السوريين تقنيات استخدمتها حكومة طهران ضد احتجاجات "الحركة الخضراء" على نتائج انتخابات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عام 2009. كما ذكرت "واشنطن بوست" أن قوة "القدس", وحدة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، هي المسئولة عن العمليات خارج البلاد. وقالت الصحيفة: "إن تأكيدات المسئولين الأمريكيين تهدف إلى الإشارة إلى عمق تدخل الجهاز العسكري الإيراني في عمليات القمع السوري العنيف ضد المحتجين المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد". واعتبرت أن تزايد ما وصفته بتدخل إيران في سوريا يعكس قلق طهران مما ينتظره الأسد الذي "فشل" في قمع الاحتجاجات على الرغم من زيادة اللجوء إلى أعمال العنف التي خلفت –حسب منظمات حقوق الإنسان- ما يزيد عن ثمانمائة قتيل ونحو عشرة آلاف معتقل. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية استولت يوم 23 مارس الماضي على البنادق الخفيفة وقاذفات القنابل على متن طائرة شحن إيرانية كانت متجهة إلى سوريا التي تلقت أيضا شحنات أخرى تتضمن أجهزة متطورة لمراقبة الإنترنت. يذكر أن سوريا تشهد منذ مارس الماضي مظاهرات تطالب بالإصلاح جوبهت بقمع شديد وإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن، في حين تتهم السلطات مجموعة مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن. وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام السوري تشمل حظرا على تصدير الأسلحة وسفر بعض المسئولين المشتبه في تورطهم في أعمال العنف، وعلى رأسهم الأسد وشقيقه ماهر، ثم فرضت أمريكا عقوبات على النظام استثنت منها الأسد.