محللون: السيسى فى أزمة بسبب الوضع العراقى وعليه أن يتخذ موقفًا متوازنًا بين طرفى الصراع تصاعدت الأزمة في العراق خلال الفترة الأخيرة والتي انقسم الرأي حولها بين اعتبار ما يحدث "إرهابًا" يرعاه تنظيم "داعش" وما بين ثورة سنية ضد نظام نور المالكي رئيس الوزراء (الشيعي)، وانغمس ذلك في مواقف المجتمع الدولي ففي الوقت الذي تدعم فيه دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات والكويت "الثورة السنية"، تقف الولاياتالمتحدةوإيرانوروسيا موقف الحكومة العراقية.
ووسط هذه الأجواء، وجدت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى نفسها فى أزمة حقيقية مع الوضع المتدهور فى العراق، وذلك لأن النظام الحالى يحاول جاهدًا وبكل قوة أن يفتح علاقات مع كل دول العالم ولكنه يجد نفسه فى موقف صعب، خاصة أنه تربطه علاقات قوية مع كل من دول الخليج التى دعمته، بقيادة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، الذى جاء إلى مصر الأسبوع الماضى فى زيارة قصيرة تناول فيها الجانب السعودى والمصرى الكثير من القضايا والتى كان على رأسها الملف العراقى الحالى. فمن المتعارف عليه أن النظام السعودي يدعم الثورة السنية العراقية إضافة إلى دولة الكويت والإمارات ومعظم دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك نجد أن مصر لها علاقات قوية مع روسياوإيران التى تدعم أيضًا النظام العراقى الحاكم حاليًا بقيادة نور المالكي رئيس الوزراء العراقى، وقد أعلنت مصر أيضًا أنها لن تتدخل فى الشئون الداخلية لأي دولة. إضافة إلى أن هناك مأزقًا آخر يقع فيه الرئيس السيسى أيضًا وهو موقف الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسياوإيران من الأزمة العراقية؛ فنجد أن اللقاء الأخير الذى عقد بين كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى والرئيس عبد الفتاح السيسى بحث بشكل كبير جدًا الأزمة العراقية وكيفية حلها، خاصة أنه من المتعارف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعم وبشدة نور المالكى، رئيس الوزراء العراقى الحالى، وتعتبر هذه الزيارة هى الزيارة الأولى لمسئول أمريكي إلى مصر منذ أحداث 30 يونيو الماضى. ورأى محللون أن السيسى فى أزمة حقيقة واختبار صعب تجاه الموقف العراقى، خاصة أن مصر دولة سنية وهى تقف فى موقف واحد مع دول الخليج التى تدعم الثورة السنية فى العراق إلا أنه من الجانب الآخر فمصر تمتلك علاقات جيدة مع الحكومة العراقية برئاسة نور المالكى بعد تأكيدها بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وأظهرت احترامها الكامل للسيادة العراقية، خاصة أن روسيا التى دعمت مصر فى مرحلة القضاء على حكم الإخوان تؤيد النظام العراقى القائم والذي تسعى الولاياتالمتحدة إلى تفتيته بعد فشل تواجدها الأمني هناك. ويقول بهاء الدين محمد، الباحث السياسى بالمركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، إن موقف مصر الرسمى يعد صعبًا تجاه الموقف العراقى، خاصة أن مصر دولة سنية وهى تقف فى موقف واحد مع دول الخليج التى تدعم الثورة السنية فى العراق إلا أنه من الجانب الآخر فمصر تمتلك علاقات جيدة مع الحكومة العراقية برئاسة نور المالكي بعد تأكيدها بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وأظهرت احترامها الكامل للسيادة العراقية، خاصة أن روسيا التى دعمت مصر فى مرحلة القضاء على حكم الإخوان تؤيد النظام العراقى القائم والذى تسعى الولاياتالمتحدة إلى تفتيته بعد فشل تواجدها الأمنى هناك. فالحل الأمثل لمصر هو الوقوف فى موقف متوازن وعدم العصف بكل الحلفاء ودعم الحراك السنى فى العراق من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة وفاق وطنى والتى بدأت تحركات الجامعة العربية تتجه نحوها من خلال دعوتها لتشكيل حكومة وفاق وطنى تضم جميع التكتلات السياسية فى العراق وتضمن تمثيل حقيقي لجميع الفئات السنية والشيعية فى العراق، وبذلك يتم احتواء القوى السنية الغاضبة فى العراق، على أن يتم تشكيل تعاون إقليمي يجمع بين العراق ودول الخليج ومصر لمنع تمويل الجماعات المسلحة فى العراق سواء كانت من تنظيم داعش السني أو الجماعات الشيعية المتنوعة. وأوضح "بهاء الدين" أن الجماعات المسلحة فى العراق والتى يتصدرها "داعش" تؤثر بشكل سلبى فى أمن منطقة الخليج بشكل كبير، خاصة أن هناك عددًا من رجال الأعمال الذين يحاولون دعم مصالحهم بشتى الطرق تمويل الجماعات السنية والشيعية التى تستخدم السلاح كوسيلة رئيسية لتحقيق أغراضها. فالدول العربية يمكنها القضاء على الجماعات الإرهابية من خلال تفعيل شبكة معلومات تربط بعضها البعض وتبادل المطلوبين بشكل عاجل، فمصر أضاعت فرصة كبيرة لتصدر المشهد الدولى من خلال الأزمة فى ليبيا، وعلى الرغم من ذلك يمكنها لعب دور حقيقى فى العراق بشرط إرسال دبلوماسيين على قدر من المسئولية بخلاف السفير المصرى الحالى الذى يخشى على نفسه الاستهداف، مما يعيق عمله كمسئول دبلوماسي. من جانبه يقول اللواء دكتور أحمد شوقى الحفنى، أستاذ الاستراتيجية والأمن القومى السابق بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العراق ينقسم إلى ثلاثة أقسام سنّة وشيعة وأكراد ومشروع التقسيم مستمر من فترة، خاصة وأن الأكراد أعلنوا استقلالهم من زمن ليس ببعيد وهو إقليم حكم ذاتى له برلمان وله حكومة وحاليًا تعمل القوى المختلفة على توسيع التقسيم سواء بمعرفه المالكى المتحيز للشيعة وبالتحالف مع إيران أو السنّة الذين غير راضين عن حكم المالكى، وخصوصًا أن لهم خلافات معه بسبب صدام حسين وآل صدام حسين ومعظم الذين أعدموا من طاقم صدام حسين كانوا من السنّة فى وسط العراق ومن تكريت، ولكن الوضع فى العراق سيئ للغاية ومصر يهمها أن العراق يتوحد مرة أخرى لأن التقسيم فى العراق يشكل خطورة على المنطقة فحينما توجد معارضة على أساس سنة وشيعة وعرب وأكراد ممكن جدًا أن الشيعة فى أى دولة خليجية تطالب بالتقسيم وهكذا السنة. فالنظام الحاكم فى مصر يهمه أن يلتئم الجرح العراقى ويحدث مصالحة وطنية وتصبح دولة واحدة تحت راية واحدة وهذا هو رأى مصر الذى لابد أن يعبر عنه الرئيس السيسى لأننا إن تحيزنا لأحد الأطراف فهذا يعنى أننا نبارك الانفصال فأنا حين أتحيز للشيعة يبقى أنا ضد السنة والأكراد والعكس صحيح، لكن الموقف إن كان موقف أمن قومى فلابد من وحدة العراق بالأكراد والشيعة والسنة وكله يصب فى الأمن القومى فى مصر، فلابد أن يعلم الجميع أن بوابة العالم العربى الأمنية فى الحدود الشرقية تبدأ من العراق. بدوره، يقول الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن الوضع فى العراق سيهدأ باختفاء المالكى من المشهد، وذلك لأن المالكى رجل طائفى وشيعى متعصب، والسنة والأكراد لا يريدونه وغيرهم، وبالتالى فإن تنظيم داعش، أو كما يسمونها، تكره سياسة نور المالكى، رئيس الوزراء العراقى، وتطالب برحيله فإيرانوروسيا تريد بقاء المالكى الشيعى على حساب السنة ودول الخليج ومنها السعودية والكويت تريد السنة ولا تريد بقاء المالكى. وشدد حسين على أنه لابد أن يكون دور مصر فى هذه الأزمة بالعراق تهدئة جميع الأطراف، ويجب على الرئيس السيسى عدم مساندة المالكى لأن ذلك من الممكن أن يحدث أزمات مع دول الخليج. فيجب أن لا يتورط الجيش المصرى فى أزمة خارجية وعلى السيسى إن طلب منه أحد الأطراف سواء إيرانوروسيا أو السعودية أن يتدخل بجيشه فعليه ألا يستجيب لهذا وعليه أن يوضح لهم أن أزماتنا الداخلية لم ننته منها بعد، وأظن أنهم سيتفهمون لهذا، لكن لا يمنع هذا أن ترسل مصر رجال سياسة مخضرمين يكون دورهم تهدئة الوضع ليس إلا.