أسامة حافظ: موقفه شخصي ومواقفه وقيمته غير قابلة للنقاش.. أبوسمرة: مَن يهاجمونه لا يدركون قيمة تضحياته وما قدمه للحركة الإسلامية موجة واسعة من الجدل أشعلها مقال عبود الزمر، القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية"، الذي نشرته "المصريون" عبر موقعها الإلكتروني الاثنين الماضي، تحت عنوان: "الأسير لايقود والجريح لايقرر"، لم تخل من انتقادات من قبل بعض المحسوبين على التيار الإسلامي لرؤيته الرامية للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عام، وعلى رأسها تجاوز معضلة التمسك بالرئيس محمد مرسي، الذي أطاح به الجيش في يوليو الماضي عقب احتجاجات شعبية حاشدة. وقاوم الزمر ضغوطًا مشددة مورست عليه من قيادات بارزة في مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، وعلى رأسهم الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة، ونائبه المهندس أسامة حافظ، مبديًا تمسكه بوجهة نظره، محملاً جماعة "الإخوان المسلمين"، المسئولية عما آلت إليه الأمور، كونها ضربت عرض الحائط بالدعوات المتتالية للاستفتاء على استمرار الرئيس محمد مرسي في منصبه وجعلته يصل لاختبار العزل، متجاهلة جميع الدعوات للوصول لحل وسط. وأبدى الزمر استياءه الشديد من الانتقادات التي وجهت إليه، وخاصة تلك التي صدرت بشكل "قاس من بعض قيادات الجماعة، سواء من الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، وابن عم الزمر ورفيق دربه، والدكتور صفوت عبدالغني، عضو مجل شورى "الجماعة الإسلامية"، واللذين يعدان من أكبر حلفاء الزمر داخل شورى الجماعة. وقطع الزمر، الطريق أمام أي احتمال بالتراجع عن موقفه؛ قائلاً: "لقد اعتدت في مواقفي الدفاعية عن الحق ألّا أتراجع حتى تتضح الحقيقة للكافة ويعلم القاصي والداني ما تم تحقيقه فعلى من أراد أن يعرف حقيقة مقالي أن يقرأه الآن بروية فسيكتشف أنه ماكنا بحاجة إلى هذا الصخب وأن هناك قدرًا من التجاوزات وقعت في حقي شخصيًا ولكني تنازلت عنها وتسامحت". وأكد مصدر مسئول ب "الجماعة الإسلامية"، أن "الزمر كان له رأى ثابت في أداء جماعة الإخوان بالحكم، قبل عزل الرئيس مرسي، وأن موقفه لم يتغير، وكان رأيه "أن الإخوان لا يقودون مسيرة ناجحة فى الحكم، متوقعًا بذلك عزل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي". وكشف الزمر في مقاله "نواصل ولا نتراجع" الذي خص "المصريون" به ويرد فيه على منتقديه، عن بعض كواليس ما قبل الإطاحة بمرسي خلال الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2013 قائلاً إن الرئيس الأسبق "كان على علم بأنه أمام خيارين "إما أن يجري الاستفتاء طواعية وإما العزل من الوظيفة". وتابع: "تعجبت كيف تركوا الدكتور مرسي في هذه الحالة حتى يؤل به الحال إلى السجن وكان الأولى بمن حوله أن يجبروه على الاستفتاء وقاية للوطن من ردة الفعل التي وقعت بعد العزل وأضرت بمصر كثيرا وحملت الشباب الأعزل مسئولية كفاح لاتجب عليه". وانتقد الزمر، عدم إخلاء ميداني "رابعة" "والنهضة" من المعتصمين، قبل مداهمتهما في 14 أغسطس الماضي، متسائلاً: "فبأي دليل شرعي تم ترك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال دون أن يؤمروا بالخروج من المكان قبل المداهمة، ثم ماهو الدليل على الحث على الثبات بالصدور العارية تحت صدمات النيران وماهي المصلحة العليا التي تحققت من هذا المشهد نرجو التوضيح". من جانبه، قال المهندس أسامة حافظ، نائب رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، إن "مجلس الشورى راجع الزمر في المقال قبل إصدار البيان، الذي أكدت فيه أن هذا الموقف يخص الشيخ عبود شخصيًا ولا يعكس مواقف الجماعة، حيث أوضح أن ما جاء فى المقال هو وجهة نظر شخصية، وأنه ساقها فى إطار اجتهاد شخصى ورغبة فى إيجاد "حلحلة" للأزمة السياسية التي تمر بها". وتابع، "قبل أن تتخذ الجماعة قرارًا باعتبار ما جرى رأيًا شخصيًا رجعنا إليه، وتم إبلاغه بوجهة نظر الأغلبية"، ممتدحًا الزمر بالقول: "هو قامة كبيرة بداخل الجماعة، ولا يمكن أن يهمش رأيه بل نحترمه وتقدره وحتى إن كان لا يعبر عن موقف الجماعة الرسمى". ومضى حافظ قائلاً: "سأجتمع قريبًا بالشيخ عبود الزمر ومعه عدد من قيادات الجماعة الإسلامية، لمحاولة إقناعه بالعدول عن موقفه"، مبديًا ثقته فى وحدة الصف داخل الجماعة الإسلامية. من جهته، أعرب محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامي، رفضه الهجوم على الزمر، قائلاً إنه "قدم اجتهادًا لحل الأزمة والخروج بالتيار الإسلامى من النفق المظلم رغم اختلافنا مع هذه الرؤية لكننا لا نستطيع الافتئات على سابقته وجهاده". وأضاف أن "مَن يهاجمون الشيخ عبود تناسوا ما قدمه للحركة الإسلامية ولا يدركون القيمة الحقيقية له كواحد من أكبر رموز الحركة طوال الأربعين العام الماضية"، منتقدًا بشدة اتهامه بالانبطاح، "مَن يعرفون الرجل يدركون أنه لا يمكن أن يكون منبطحًا، بل أنه يدرك أن الطريق الذي يسير عليه تحالف الإخوان لن يصل بنا لشيء". ورجح أبو سمرة، وجود نوع من التباعد بين موقف الزمر ومجلس شورى "الجماعة الإسلامية" بشكل دفعه لتبنى مواقف تخالف مقترحاتها، مطالبًا قادة الجماعة بمناقشة هذه الرؤية بشكل هادئ وبتعظيم إيجابياته وتجنب سلبياته بدلاً من الهجوم المستمر على رجل بقيمة عبود الزمر.