دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني اليوم، الكتل السياسية إلى الاتفاق على اختيار رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد المجلس يوم الثلاثاء القادم. وقال بعد صدور المرسوم الرئاسي الذي دعا إلى انعقاد البرلمان يوم الثلاثاء لبدء تشكيل حكومة عراقية جديدة، إن المطلوب من الكتل السياسية أن تتفق على "الرؤساء الثلاثة" خلال الأيام المتبقية قبل هذا الموعد. والسيستاني هو كبير مراجع الشيعة في العراق والعالم، وأفتى قبل أسابيع بضرورة مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بعد سيطرتهم على عدة مدن، وتطوع عشرات الآلاف في المحافظات الشيعية بالجيش عقب تلك الفتوى وغيرها من الفتاوى المماثلة. وكان السيستاني قال في خطبة الأسبوع الماضي إن البرلمان الجديد يجب أن يبدأ العمل ويشرع في عملية تشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن. ويتصدى رئيس الوزراء نوري المالكي لدعوات من خصومه وحلفاء سابقين له للتنحي ويسعى إلى الفوز بفترة ولاية ثالثة في المنصب، وقال إنه ملتزم بعملية تشكيل حكومة جديدة في الوقت المحدد. وقرأ خطبة اليوم الجمعة مساعد السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي في مرقد الإمام الحسين بمدينة كربلاء أمام الآلاف من أنصار المرجع الشيعي الأعلى في العراق. ودعا الكربلائي، مجلس النواب إلى الالتزام بالتوقيتات الدستورية وعقد جلسة البرلمان في موعدها المحدد، يوم الثلاثاء المقبل، محذرًا من تفتيت البلاد وتقسيمها، داعيًا المنظمات الدولية والمحلية لإغاثة العوائل النازحة. وقال الكربلائي: "أدعو الكتل السياسية إلى عقد جلسة البرلمان الأولى يوم الثلاثاء المقبل بعد صدور المرسوم الجمهوري من رئاسة الجمهورية "، مشددا على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية والاتفاق خلال الأيام المقبلة. ودعا الكربلائي الشعب العراقي، بجميع قومياته، الوقوف صفا واحدا للتصدي للإرهاب، من أجل تفويت الفرصة للذين يرغبون بتفتيت البلاد، داعيا المنظمات الدولية والمحلية لإغاثة العوائل النازحة التي ازداد عددها بسبب أعمال الإرهاب، فيما دعا الذين يستطيعون على حمل السلاح للقتال والذين يستطيعون إغاثة تلك العوائل إلى المبادرة لإغاثتهم. وحذر ممثل السيستاني أفراد القوات المسلحة والمواطنين للحذر من الإشاعات المغرضة التي يبثها من وصفهم الأعداء لأنها من الأسلحة الفتاكة على حد قوله. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة مجموعات سنية مسلحة، يتصدرها مقاتلو "داعش"، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل، في العاشر من الشهر الجاري، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها من دون مقاومة، تاركين كميات كبيرة من الأسلحة. وهو ما تكرر في مدن بمحافظات صلاح الدين (شمال) وديالى (شرق) والتأميم (شمال) وقبلها بأشهر في مدن الأنبار غرب. ويردد المالكي أن هذه المجموعات "إرهابية متطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.