تباطئ السلطات فى محاكمة أتباع مبارك مكنهم من تدبير اضطرابات مجتمعيه لافشال الثوره,منها الالتفاف على نتيجة الاستفتاء وأهمها استغلال الرواسب الطائفيه لمبارك الذى كان يزكى الاحتقان بين المسلمين والنصارى(الطرفين) لتفتيت واضعاف المجتمع حتى يستمر فى الاحتفاظ بالسلطه دون شعبيه ,"ان فرعون علا فى الارض وجعل أهلها شيعا" أى أنه لا بد للحاكم المستبد أن يتبع سياسة (فرق تسد). -أى ثوره لها اعداء وهم المتضررون منها,لذلك نحن بصدد تدبيروتحالف يستهدف الفوضى,حيث نجد بيئه اقتصاديه فقر وبطاله,بيئه سياسيه كانت مغلقه تماما,يعنى بيئه اجتماعيه ضعيفه وبالتالى يتم تدبير امكانات ماديه واعلاميه هائله,لتحويل أى مشاكل فرديه لازمات طائفيه ومجتمعيه. -صحيح أن معظم الازمات(أطفيح وقنا وامبابه وماسبيرو)خرجت منها الاقليه بمخرجات معظمها غير شرعيه,أكثر من الحقوق والمطالب,وعلى حساب الوطن وسيادة القانون,لاثارةالاغلبيه لاستهداف الحرب الاهليه أو على الاقل اثارة الفوضى للضغط على الجيش لعدم تسليم السلطه وفقا للاراده الشعبيه,يعنى عدم تنفيذ المسار الديمقراطى تبعا لما أقره الاستفتاء الاخير, لان هذا المسار يستهدف البدء بانتخابات برلمانيه تنتج برلمان حر يقوم بكل ترتيبات بناء النظام السياسى الجديد من دستور كامل وانتخابات رئاسيه وخلافه, فى حين أن عناصر هذا التحالف يعلمون تماما أنهم الخاسرون من هذا المسار لانهم منعدمى الشعبيه,ولذلك يريدون عمل الدستور الجديد والانتخابات الرئاسيه قبل وجود البرلمان أو يحاولون المطالبه بمجلس رئاسى من خلال مظاهرة هذه الجمعه دون دعم الاغلبيه التى أيدت الاستفتاء ,الامر الذى مازال الجيش يقاومه بكل اصرار. -هذه المخرجات التى تبدو وكأنها مكاسب للنصارى لا تمثل أى فائده لهم,فالقدر أراد توزيعهم جغرافيا دون تركيز فى أى منطقه مما يمثل استحالة استهداف الغرب لانفصال دوله للاقليه لاضعاف مصر كما فعل بالعراق والسودان ويحاول ذلك فى ليبيا وغيرها.وبالتالى ما هو الانجاز من زيادة عدد الكنائس بمصر بنسبه كبيره عن التعداد المعروف للنصارى؟؟ وما هوالمكسب من الاحتفاظ بالقوه ببعض السيدات فى الكنائس فى حين أنهم يريدون التحول للاسلام؟؟هذه استعراضات قوه مؤقته لان الطرفين يعانان من الاحتقان المدبرالذى اذااستفحل ستتضررمنه الاقليه أكثر من الاغلبيه لكن الاحوال ستعود لما كانت عليه قبل مبارك بمجرد استقرار النظام الجديد وعودة الحريه والمواطنه,حيث أن الصوره مجتمعيا كالاتى : -الاحوال تاريخيا كانت تؤكد انتماء الطرفين للوطن على حد سواء والتعاون الايجابى للمصلحه المشتركه من خلال مؤسسات المجتمع المدنى,الاحزاب النقابات الجمعيات اتحادات العمال والطلاب وخلافه,دون أدنى علاقه أو تاثير للاختلاف العقائدى,فلما استهدف مبارك اضعاف المجتمع انهارت مؤسساته وتلاشى التعاون المشترك فانهار الانتماء العام للوطن الامر الذى يمثل احباطا هائلا للمواطن الذى لابد أن يبحث عن انتماء يعيش فى ظله وكنفه فلا يجد الا الانتماء الوحيد المتبقى ,المسلم للمسجد والنصرانى للكنيسه,الانتماء فقط لمساحة الاختلاف العقائدى المساحه التى لايمكن بل غير مطلوب أصلا التعاون المشترك فى اطارها,هذه هى الكارثه التى تمثل أخطر رواسب مبارك, -لايوجد فتنه طائفيه فى مصر بل هم يستهدفونها,أما الحرب الاهليه كانت ممكنه أيام مبارك لكنهاأصبحت مستحيله لان المجتمع ينتفض ايجابيا فى ظل الحريه لمواجهة هذه الازمات المدبره مطالبا بتنفيذ القانون على الجميع,حتى اعتصام ماسبيرو له سلبياته لكنها ستمر وتستوعب كفاتورة الثورات,وله ايضا ايجابياته الهامه حيث تحول النصارى من اللجوء الى الكنيسه لتحقيق مطالبهم أيام مبارك الى اللجوء الى المجتمع والدوله الامر الذى يمثل تقدما كبيرا ننشده جميعا. -لابد أن نعى أن " النخب ضد الشعب" أمر يبدو مذهلا لكنه حقيقيا لانه ميراث نظام مبارك الذى تغلغل بالمجتمع عن طريق نخب فكريه واعلاميه وسياسيه وماليه وأمنيه معظمها كانت ومازالت تعمل ضد الديمقراطيه والاراده الشعبيه, -مشوار الثوره طويل لكننا نسير نحو الهدف بفضل تكاتف الجيش والشعب لاعلاء الشرعيه الشعبيه وصولا لبناء نظاما سياسيا جديدا,برلمان ودستور جديد وحكومه ورئيس كلهم بالانتخابات الحره ,عند ذلك ستستقر الاحوال المصريه ويقينا سيتم محاكمة كل من تحالفوا ضد الشعب وارادته. رئيس جمعية المقطم للثقافه والحوار [email protected]