أهالى عزبة الهيمة، كل همهم أن يجدوا مأوى يحميهم من حر الشمس أو البرد القارس، لكن أن يجدوا مأواهم معرضًا للانهيار والتشريد، فهذا ما لم يكن فى الحسبان، فمنذ عشرات السنين وأهالى القرية يعيشون فى أمان ولا ينغص حياتهم سوى السعى وراء لقمة العيش، أكثرهم ثراء من يملك بيتًا لا تزيد مساحته عن 100 متر، وأقلهم حياة من يعيش فى عشة واحدة تسع ل7 أو 10 أفراد. بدأت الكارثة منذ عدة أشهر عندما أرسلت إدارة مطار المنيا العسكرى، إنذارات للأهالى بهدم الأدوار العليا لمنازلهم، بحجة أنها تحجب الرؤية لهبوط الطائرات، على العلم أن مبنى تدريب الطيران يزيد ارتفاعه عن 5 أو 6 أدوار. وقامت حملات الإزالة بتنفيذ التعليمات من إدارة المطار، بحجة أن الأراضى ملك المطار، على العلم أن الأهالى أكدوا أن الأراضى أملاك خاصة بهم لأكثر من 100 عام. "المصريون" التقت الأهالى لتقف على حقيقة هدم قرية كاملة وتشريد أكثر من 3 آلاف أسرة بعزبة الهيمة التابعة لمركز المنيا والمحاطة بسور المطار من ثلاث جهات. يقول ناصر محمد أحمد، ميكانيكى من أهل القرية، إن هناك قياديًا بمطار المنيا قريبًا لأحد القساوسة، تم الإبلاغ عن سيارته الخاصة بعد ثورة 25 يناير محملة بالأسلحة، وتم تسليمها إلى قسم الشرطة، ومنذ ذلك الحين يتوعد المسئول بالانتقام من الأهالى، وارتكن إلى أن مساحة مطار المنيا بما فيها 100 فدان و16 قيراطًا، تشمل مساحة عزبة المطار. وأضاف أن هذا المسؤول اعتاد تهديد الأهالى، حتى عدة شهور مضت، وبدأت خطابات الإنذارات تتوالى إلى أهالى القرية بهدم الأدوار العلوية من الدور الثالث فما فوق، ومن يعترض على القرار والإنذارات تحرر لهم محاضر وغرامات وصلت إلى 10 آلاف جنيه عن المخالفة الواحدة. فيما أشار محمد طه، فلاح من أهالى القرية، إلى أن "أراضى العزبة مملوكه لنا، أبًا عن جد، وطلعنا على وش الدنيا وجدنا آباءنا وأجدادنا يعيشون فى هذا المكان حتى بعد توزيع الإصلاح الزراعى للأراضى علينا، فامتلكنا أراضى، ومنذ 12 عامًا قامت إدارة المطار بانتزاع الأراضى الزراعية منا، وأجرتها لنا وندفع إيجارات سنوية مقابل حق الانتفاع السنوى". وأوضح أن "الأراضى التى نقوم بزراعتها هى مصدر معيشتنا الوحيد وليس لنا مطمع فى أن نجد مأوى يحمينا من برد الشتاء أو حر الصيف، لكن الحكومة عايزة تطردنا، واحنا عطينا السيسى كل أصواتنا، ووقفنا معاه فى الانتخابات، فهل يكون رد الجميل أن رجالة المطار اللى هما رجالة السيسى عايزين يطردونا حتى من السكن اللى احنا بنعيش فيه"؟ فيما أشار زين محمد على، عامل مسجد بالعزبة، إلى أن "بتوع المطار حرروا لى محاضر بإقامة مئذنة لمسجد الهيمة بالعزبة وتشوين مواد بناء ودفعت غرامة 500 جنيه، واتحبست 3 شهور على هذه المخالفة، وكمان عايزين يطردونى من بيتى وأنا معى 9 بنات وولدان وزوجتى، أروح فين وأنا أستغيث بالمشير السيسى وأقوله يا رئيس الجمهورية احنا بنستغيث بيك بعد ما تخلى عنا محافظ المنيا ورفض مقابلتنا". وأكدت الحاجة زكية محمد التى تجاوز عمرها ال70 عامًا: "فوجئنا بالحكومة عايزة تهد البيت، فقد قاموا منذ أسبوعين بهدم أكثر من 30 بيتًا بحجة أنها قريبة من سور المطار وتحجب الرؤية عن طريق هبوط الطائرات، طيب اروح فين؟ نقعد على الأسفلت ولا نقعد فين"؟ شاهد الصور: