ردًا على موجة الهجوم الشديدة التي تعرض لها الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مصر وعدد من دول الخليج ووصفه بالمتشدد، قام بعض محبي الشيخ وتلاميذه بتدشين مركز في الهند للوسطية يحمل مسمى الشيخ. والتقى يوسف القرضاوي بمكتبه بالدوحة فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني رئيس المجمع الفقهي بالهند والوفد المرافق له، حيث أوضح الشيخ الرحماني ما يقوم به مجمع الفقه الإسلامي بالهند من ندوات سنوية حول الموضوعات الكبرى التي تهم الأمة الإسلامية، وما قاموا به من ترجمة لأكثر من عشرة كتب من مؤلفات سماحة الشيخ القرضاوي كما أكد فضيلة الشيخ الرحماني أنهم بصدد وضع اللمسات الأخيرة على إنشاء مركز القرضاوي للوسطية بالهند. وأشار رئيس المجمع الفقهي، طبقًا للصفحة الرسمية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أن من مميزات المجمع أنه يجمع المدارس الفقهية والفكرية المختلفة بالهند، ومنها مدرسة ديوبند، ومدرسة ندوة العلماء، والمدرسة السلفية، والجماعة الإسلامية، وغير ذلك. وقد أثنى القرضاوي على الدور الذي يقوم به مجمع الفقه الإسلامي بالهند، وما قامت به المدارس الفقهية والفكرية المختلفة بشبه القارة الهندية، والدور الكبير الذي قام به علماء الهند الكبار ومفكروه وشعراؤه، ومنهم الشيخ شاه ولي الله الدهلوي، والشيخ المباركفوري، والشيخ أبو الحسن الندوي، والشيخ أبو الأعلى المودودي، والشاعر والمفكر محمد إقبال، مؤكداً على أهمية الدور الذي قام به علماء الهند من خلال مدارسه الكبرى كندوة العلماء وديوبند من العناية بالفقه الحنفي، وشروح الحديث الشريف. وأوصى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يعمل المجمع على وحدة المسلمين، وأن يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، وأكد سماحته أن المسلمين يستمدون قوتهم من هذه الوحدة التي تجمع المسلمين: وحدة العقيدة ووحدة العبادة، ووحدة القبلة، ووحدة الثقافة، ووحدة المشكلات؛ بل ووحدة الأعداء! وقال: "المسلمون في الشرق والغرب، في مصر والشام، والمغرب والهند، وإندونيسيا وماليزيا، وغيرها من بلاد الإسلام، تجمعهم أخوة الإسلام ومحبة الإسلام، يجمعهم القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الصحابة واجتهادات التابعين، والتاريخ الإسلامي، ومن هنا نستمد قوتنا. وقد عرض الشيخ الرحماني مقترحات المجمع في المرحلة القادمة، ومنها عرض الملتقى الفكري حول "الأمة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين"، ومؤتمر حول المسجد الأقصى والآثار الإسلامية في القدس. إلى غير ذلك من الاقتراحات التي أقرهم فضيلة الشيخ عليها، ووعد بالتعاون في سبيل تحقيقها.