عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالأسماء.. معتزلو السياسة.. من التبشير بإسقاط "المخلوع".. ل "الرهبنة" فى عهد "المشير"
نخبة لم يَصدقوا ما عاهدوا الشباب عليه.. وشباب محبطون أصابتهم لعنتها
نشر في المصريون يوم 19 - 06 - 2014

البرادعى وحمزاوى ومحفوظ صدمتهم دماء الشوارع.. باسم رفع لافتة النهاية.. وعبد الغفور والجنزورى فى استراحة محارب

بشروا بثورة الملايين، حين نزلوا بوحى يناير، لكل رسول منهم آية وأتباع، ضربوا رأس الثعبان، ضربة رجل واحد، تركوه دون أن يحرقوا جسده، فعادت الروح إلى الجسد وأخذ يتلقف أتباعهم واحدًا تلو الآخر .
تركوا الجمل بما حمل، شاركوا فى خلع مبارك، ومنهم من بارك عزل مرسي، وجدوا أنفسهم دون دائرة الاهتمام، وخارج معادلة السلطة، رغبات بركوب الموجة، وأخرى بإنجاح الثورة.. منهم من فضل الرحيل وآثر الصمت، ومنهم من هرب من الميدان، وآخرون وجدوا العزلة هدفًا لراحة البال، وآخرون أرادوها استراحة محارب.

باسم يوسف.. لن يرفع "حاجبه" مرة أخرى!
بعد عام كامل من سقوط رئيس ظل يطارده بتعليقات ساخرة وصلت فى بعض الأحيان إلى سب وقذف يعاقب عليه القانون، تراجع باسم يوسف ورفع لافتة النهاية، بعد ثلاث سنوات من الشهرة والمجد، طارد خلالها كل شيء من الرئيس للخفير، لكنه ما استطاع أن يرفع حاجبه فى وجه المشير.
باسم رأفت محمد يوسف، طبيب جراحة القلب والصدر، عمل فى أمريكا وأوروبا لمدة سنتين ونصف فى إحدى شركات الأجهزة الطبية، ومع اشتعال ثورة يناير 2011، انطلق باسم فى 5 دقائق فقط عبر موقع "يوتيوب"، ساخرًا من معارضى الثورة، محققًا نسبة مشاهدات خيالية، ما لبث بعدها إلا وأن أبرم صفقة مع قناة "أون تى في"، بقيمة نصف مليون دولار، لإنتاج "البرنامج" الأكثر مشاهدة فى مصر والعالم العربي، تنقل بعدها بين قنوات إماراتية وسعودية.
منحت "يناير" الإخوان الرئاسة، ومنحت باسم الحرية، ثم جاءت "يوليو" وسلبت الاثنين الثورة والحرية، مع تزامن صعود المشير السيسى إلى سدة الحكم.
أعلن باسم وقف برنامجه نهائيًا، وعدم تقديمه على أى قناة عربية أو أجنبية، مدعيًا تعرضه لتهديدات وخسائر مادية ومعنوية، بعد أن كان يرفع لواء الثائر المناضل الذى لا يهمه أحد خلال عهد مرسي.
فى عشائه الأخير مع فريق عمله، قال: "أنا مش قادر أديك" فى إشارة ساخرة لحديث سابق للمشير السيسي، فى أثناء عرضه لبرنامجه الانتخابى مع بعض الإعلاميين، إلا أن تسريبات صحفية قالت إن النظام خشى من سخريته فى حلقته الأخيرة الممنوعة من العرض من اللجان الانتخابية الخاوية، والإعلاميين الذين ألحوا على المصريين للنزول للتصويت حتى لا يقال إن 30 يونيو انقلاب، ومن أغنية "بشرة خير"، والرقص أمام اللجان.
غاب باسم واعتزل تقديم برامج سياسية ساخرة، بعد أن صنع مجدًا وشهرة لن ينالها بعده أحد، فى مقابل عداء الجميع، فباسمون الأمس أصبحوا أعداء اليوم، ولن يشفع لهم رفع حاجبه مرة أخرى.

البرادعى.. السيسى يسقط جمهورية "تويتر"
اعتزم الرجل الصمت منذ أن صعد السيسى سلم الرئاسة، وغاب عن التغريد لأنصاره على "تويتر"، وقالوا غابت الثورة حين غاب البرادعى، "رجل نوبل، صاحب الضوء الأخضر لضرب العراق، العميل، أيقونة الثورة"، ألقاب لرجل احتفى به النظام، عبر آلته الإعلامية عام 2005، عندما حاز نوبل للسلام، وهو ذات النظام الذى شن ضده حربًا شعواء عندما طالب بشروط جديدة تحكم المشهد السياسى وتقضى بتراجع حظوظ جمال، نجل المخلوع، فى أن يرث الرئاسة خلفًا لوالده.. فى صالة الوصول بمطار القاهرة الدولى، وبعد أن هبطت الطائرة القادمة من فيينا، وعلى متنها محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خطب البرادعى فى آلاف الشباب والناشطين السياسيين الذين اصطفوا على أرصفة المطار لاستقباله، ربما كانت أقصر خطبة سياسية شهدتها الحياة السياسية فى مصر "التغيير قادم لا محالة".
أسس البرادعى "الجمعية الوطنية للتغيير"، بعد عودته للقاهرة، حملة تهدف لجمع المليون توقيع على بيان التغيير الذى تضمن مطالب بتعديل بعض مواد دستور 1971، وإنهاء حالة الطوارئ، اهتزت أواصل النظام حينها، البرادعى والإخوان وكفاية وشباب السادس من إبريل يحاربون فى خندق واحد ضد معسكر الخوف .
"معًا سنغير"، شعار حرّك الماء الراكد، وكسر حاجز الخوف لدى الكثيرين وخلق زخمًا كبيرًا مهّد الطريق أمام الثورة.
انطلق الشباب وأشعلوا فتيل الثورة فى 25 يناير، لم يكن البرادعى حينها على أرض مصر، ثم عاد سريعًا من الخارج ليقود مسيرة "الاستقامة" بميدان الجيزة ظهر جمعة الغضب فى 28 يناير، ليهتف عاليًا "الشعب يريد إسقاط النظام".
تحول الرجل بعد الثورة من الملهم، لرئيس جمهورية "تويتر"، اكتفى بقيادة الشباب عبر التغريدات، ودخل معترك العمل السياسى ضد المجلس العسكرى الذى تولى إدارة المرحلة الانتقالية، ليصبح فيما بعد أحد رموز جبهة الإنقاذ المعارضة لنظام الرئيس محمد مرسى.
سقط مرسى ببيان السيسي، وجيء ب"البرادعى" نائبًا لرئيس الجمهورية المؤقت، وعقب مجزرة الاعتصام، الذى قال إنه رفضها وكان يرغب فى حل سياسي، ترك العمل السياسى واعتزم الصمت، حزينًا على ضياع دماء شباب الثورة بيدى النظام.

وائل غنيم .. الثورة تأكل أبنائها
أصبح منبوذًا فى الشارع المصرى المنقسم، فيقابله أنصار مرسى والإخوان فيهاجمونه لموقفه الرافض لهم وسياسات مرسى، ثم يقابل معارضى الإخوان فيتهمونه بأنه ذيل للإخوان وبوق لهم، ثم يقابله كارهو الثورة ومحبو نظام المخلوع فيهاجمونه ويصفونه بالعمالة والخيانة.
مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد" صاحبة الدعوة لثورة يناير، شاهده الملايين لأول مرة عقب الإفراج عنه بعد اعتقال دام7 أيام فى حضرة "أمن الدولة"، دموعه فى عبارة "بقول لكل أسرة شهيد أنا آسف.. هدفنا البلد تبقى أحسن مش كل الناس دى تموت"، جعلته "فتى الثورة الأول وأيقونتها المتفجرة"، فى جمعة التنحى هدد المخلوع : "أقسم بالله العظيم..أنا أقوى من حسنى مبارك"، وبعد إسقاطه تحول الاحتفاء ب"غنيم" ل"مسلسل هابط من السخط والغضب"، وجه المجلس العسكرى ضده فى الفترة الانتقالية سهام الملاحقة والتدمير الشعبى فطارده الفلول بالانتماء لمذهب الماسونية الصهيونى وتارة بتنفيذ الأجندة الأمريكية فى تدمير مصر، بعدها عاد إلى عمله كمدير للتسويق لمنطقة الشرق الأوسط بشركة "جوجل"، حاصلاً على هدنة ثورية، واضعاً عبارة شهيرة على صفحته الشخصية ب"الفيس بوك": "النخبة أثبتت أنها غير مستعدة للديمقراطية".
نشر كتابًا عن تجربته فى الثورة باللغة العربية والإنجليزية وخصص عائداته للعمل التنموى فى مصر.
وجاءت انتخابات الرئاسة وجولة الإعادة وحدث مؤتمر "فيرمونت" ووقف وائل مع مجموعة من الرموز السياسية والوطنية التى رأت مجتهدة أن هناك فرصة للتعاون مع الدكتور مرسى إذا أصبح هو الرئيس القادم عبر تعهدات أخذوها عليه.
صدمة أداء مرسى والإخوان كانت لها موقفًا واضحًا من رفض استمرار مرسى ودعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة قبل30 يونيو، وسبق ذلك عدة مقالات منشورة فى نقد النظام الحاكم وخروجه عن خط الثورة.

حمزاى.. "30 يوليو" لا تحتاج ل"كارنيجي"
ثمرة من ثمار الثورة تركها "الخولي" حتى عطبت واعتزلت، لم يكن من دعاة "الشيفوينة" المتعصبة لحزب أو جماعة، ولا مارس يومًا من الأيام "ديماجوجية" لتخوين الآخرين باللعب على أوتار مصالح الوطن، لا ينتمى لطبقة"البروليتاريا" الكادحة، "برجوازيا" صاحب البزات الغالية، رفض من وجهة نظره حكم "الثيوقراطية"، وكان"دوغماتيا" فى موقفه هذا.. مصطلحات ربما اكتشفها حمزاوى بعد ما يقرب من ثلاث سنوات غير مناسبة لخطاب شعب ما زال يزيغ ب"العسكرية"، ولربما كان سببًا فى قراره الاعتزال .
عمرو حمزاوي.. "كبير الباحثين لدراسات الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رئيس حزب مصر الحرية، عضو مجلس الشعب السابق، عضو هيومن رايتس ووتش" .. ألقاب لجنتل مان السياسة المصرية بعد الثورة، ترك كل هذه الألقاب ورحل عن الساسة والسياسة، حين أصبح فى دولة لا تقدر العلم والعلماء ومن يرسم استراتيجيتها القادة العسكريين لا الساسة ولا المثقفين، فأصبح بلا قيمة .
رفض حمزاوي، منصب وزير الشباب فى حكومة شفيق لتصريف الأعمال فى فبراير 2011، واعتذر عن شغل نفس الحقيبة الوزارية لاحقًا فى حكومة عصام شرف، لرفضه أن تكون المناصب التنفيذية بالتعيين، وتم تعيينه فى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى إبريل 2011، وبعدها أعلن حمزاوى عن المشاركة فى تأسيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فى نهاية مارس 2011 قبل أن ينفصل لإنشاء حزب مصر الحرية.
فى 18 أغسطس قرر حمزاوى اعتزال الممارسة السياسية قائلاً: "لا سياسة اليوم فى مصر، ولا دور لى إلا فى إطار الدفاع المبدئى عن الحريات وحقوق الإنسان والاجتهاد مع الآخرين للبحث عن مخارج ممكنة تباعد بين مجتمعنا وبين الاحتراب الأهلي، وتحمى السلم والعيش المشترك وتماسك مؤسسات الدولة".
كان سندًا للمهندس حاتم عزام فى صياغته لقانون العزل السياسى لأعضاء الوطنى المنحل فى دستور 2012، ويعتبر مهندسًا سياسيًا لقرارات العزل، رفض الانقلاب على مرسي، وهاجم فض الاعتصام، ليتبع مسار البرادعى فى خلع رداء السياسى حزنًا على الدماء.

أسماء محفوظ.. متمردة على كل الأنظمة
"بطش العسكر وقمعهم لكل مَن يعارضهم سيعجل بسقوطهم وانهيار دولتهم الدموية لا محالة"، جملة آمنت بها أسماء محفوظ كما آمنت ب"ثورة أخرى آتية".
في السادس من إبريل من عام 2008، دعت أسماء محفوظ ونشطاء آخرون إلى انتفاضة عمالية وإضراب عام بمدينة المحلة، احتجاجًا على غلاء المعيشة، متبنين فكرة الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين، أن يكون الإضراب عامًّا في مصر وليس للعمال فقط، وبالفعل نجح شعار "خليك في البيت"، في زلزلة نظام دولة يحكمها حسني مبارك.
كانت أسماء على رأس الداعين لإسقاط النظام في 25 يناير، واشتهرت بالفيديو الذي أطلقته والذي يحض على التظاهر وتغيير الوضع الحالي في مصر، وهي أحد أعضاء حزب التيار الشعبى المصرى.
مازالت تدفع ضريبة نشاطها السياسي، قبل ثورة 25 يناير وبعدها، والإعلام مازال يوجه سهامَ التجريح لكل رموز الثورة، حتى وإن كانوا أيدوا معسكر الفلول بعد إسقاط مرسي، حيث توجد بلاغات ضدها تتهمها بتكدير السلم العام وتهديد الأمن القومى، وقضايا في الأدراج محفوظة لوقت العوزة .
لم تستبعد مصالحة قوى الثورة والإخوان في حال عدم تمسكهم بعودة مرسى، والاعتراف بأخطائهم، وعلي الرغم من غيابها عن المشهد السياسي الحالي الا انها ابت الا تضع بصمتها الثورية بمقاطعة انتخابات الرئاسة القادمة .

الجنزورى.. رئيس وزراء كل العصور
فضل الجنزوري الحصول على قسط من الراحة مبتعدًا عن الأضواء والشهرة تمامًا، لكن اسم الرجل كان ومازال مطروحًا على موائد كبار المسئولين منذ عهد "مرسى"، حتى اللحظة من النظام الجديد القديم .
شهد ستة أنظمة، منذ العصر الملكي إلى عصر الجمهورية الأولى، فضل الابتعاد عن هموم السياسة ومتاعبها اختار لنفسه الراحة النفسية والجسدية بعد عقود طويلة أمضاها فى العمل العام كانت مليئة بالصراعات والإخفاقات.
كمال أحمد الجنزورى، رئيس وزراء مصر فى عهد مبارك والمجلس العسكرى، تولى وزارته الأولى عام 1996 لثلاث سنوات ونصف فقط، قبل أن يصدر مبارك قرارًا بإقالته فى عام 1999، فيخرج من الوزارة، ويلزم بيته معتزلاً الجميع، ومؤثراً الصمت التام، ورافضاً التعليق على أسباب إقالته والاستغناء عنه بعد رحلة طويلة قضاها فى خدمة الدولة، بدأها محافظاً للوادى الجديد، ثم وزيراً للتخطيط، فنائباً لرئيس الوزراء، فرئيساً للوزراء، وبدأ رئاسته الأولى بتنفيذ مشروعات ضخمة مثل مشروع توشكى وشرق العوينات، وترعة السلام.
وقع اختيار المجلس العسكرى عليه كثالث رئيس للوزراء بعد ثورة يناير، قاد صاحب الثمانين عامًا دفة البلاد تحت شعار "تقدم السن ليس عورة، وأنا مش جاى أشيل حديد".
دعم مجلس طنطاوي له ضيع على الإخوان تشكيل أول برلمان للثورة بحكم الأغلبية، حاولت الجماعة إبعاده بشتى الطرق، لكنه صمد، حتى استقال بعد صعود مرسي إلى سُدة الحكم في صيف 2012.

عماد عبدالغفور.. أبي ذر الغفاري حين يصمت
عُزل مرسي ببيان من الجيش فقرر عبد الغفور الصمت، كغيره من رجال السلفية، رفض المغادرة عن مصر يراقب المشهد عبر عين مجردة، من أجل أن يتخذ قرارًا بخصوص مشاركته فى الحياة السياسية أم اعتزالها والبعد عنها.
الطبيب الجراح، صاحب الصوت الهادئ والابتسامة الخافتة، يتمتع بالاستقلالية والحضور والجاذبية ليس على غرار أقرانه السابقين في حزب النور، ذاع صيته قبل عقود من الزمان كان من ضمن المؤسسين للمدرسة السلفية أو ما يسمى حاليًا ب"الدعوة السلفية".
سافر عبدالغفور إلى أفغانستان ليشارك فى عمليات الإغاثة ثم إلى تركيا، حيث التقى سيدة تركية أصبحت لاحقًا زوجته وأمًا لأبنائه الخمسة، وكان من قلائل السلفيين الذين رأوا أن المشاركة فى ثورة يناير "لازمة" فى وقت حرم مشايخها الخروج على الحاكم، مجابها ادعاءات شيخهم "الألباني" بالابتعاد عن السياسة والتحزب، بما نسب ل"أبي ذر الغفاري": "عجبت لمن لم يجد قوت يومه، كيف لا يخرج للناس شاهرا سيفه".
كان من أوائل الداعين لتأسيس "النور السلفى" ليكون جناحًا حزبيًا للدعوة السلفية، رأس الحزب، ثم جالت الشكوك والرغبات وبزغت التوترات ورواسب من خلاف الماضي، بينه وبين برهامي والشحات وبكار والزرقا وبين كبار الدعوة فاهتزت وربت فأنبتت "الوطن" ثمرة كفاح عبدالغفور ووزيره يسري حماد، فشقت سفينة "الوطن" أمواج تمكين الدعوة السلفية، حتى رست بين أحضان المرشد وأبو إسماعيل.
اختاره "طنطاوي" ضمن المجلس الاستشاري الذي شكله الجيش في ديسمبر 2011، ثم عيّنه مرسي يوم 27 أغسطس 2012 مساعدًا له لملف "التواصل المجتمعي".

وحيد عبدالمجيد.. دوره انتهى بسقوط صباحي في الرئاسة
"بعد تجربة شاقة فى العمل السياسى المباشر (الحزبى والجمهورى والانتخابى)، أصبح اعتزال هذا العمل هو الخيار الصحيح الآن فى ظل أجواء محتقنة وإرهاب مادى ومعنوى وانهيار أخلاقى، فضلا عن طغيان الخرافات السياسية والاجتماعية على نحو يجعل العقل المصرى فى خطر".. بتلك الكلمات استهل وحيد عبدالمجيد، بيان اعتزاله العمل السياسي نهائيًا، وصفه بالتجربة الشاقة، وأن دوره انتهى بإنجاز برنامج المرشح الانتخابي حمدين صباحي.
وحيد عبدالمجيد الذي نجح في برلمان الثورة على قوائم الإخوان أصبح فيما بعد شوكة في ظهر الجماعة، أنكر التحالف معهم ثم صعد قاطرة "جبهة الإنقاذ"، ودعا لإسقاط نظام مرسي في الثلاثين من يونيو، وأدار بعدها ظهره لقائد "الانقلاب"، ليكون حليفًا لمنافسه في لجان الانتخابات، ويضع خطة برنامج صباحي الرئاسي.
وبعد أن هاجم المفكر الليبرالي الشهير، القوى السياسية التي طالبت بتأجيل الانتخابات الرئاسية السابقة، وتمكين مجلس طنطاوي من رئاسة البلاد، ساخرًا من مطالب تأسيس مجلس رئاسي مدني، أو مدني - عسكري، يحكم لفترة لا تقل عن سنتين بدون انتخابات أو تفويض، عاد ليناقض ذاته بالدعوة لنفس الفكرة التي هاجمها مسبقا، لكن الأشخاص تغيرت.
كان الليبرالي الكبير من المفوضين للمشير السيسي في المليونية الشهيرة التي تلاها بحور الدم، على الرغم من مهاجمته لمليونية "ضد الديمقراطية" لتمكين طنطاوي وعنان من إدارة البلاد .
وجاءت آخر كلمات اعتزاله العمل السياسي "كنت قد اعتزمت اتخاذ هذا القرار عقب الانتخابات الرئاسية، لكننى رأيت أن دورى فيها ينتهى بإنجاز البرنامج الانتخابى للسيد حمدين صباحى، وهو ما تم بالفعل، كما أن اعتزال العمل السياسى المباشر يتيح فرصة أكبر، للإسهام بالرأى الذى يستند إلى البحث والتحليل العلمى بشكل أكثر موضوعية، سعيًا إلى الحقيقة بدون انحياز، وانطلاقا من أن تثقيف السياسة يكتسب أولوية فى أجواء تسودها السطحية والتسطيح".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.