إمرأة أخري في حياة الزوج ذلك أمر وارد الحدوث في كل زمان و مكان , مهما اختلفت الشرائع والملل ومهما فرضت القيود ورفع سيف التحريم ,إلا أن ذلك يحدث. ربما يكون تعدد النساء في حياة الرجل المسيحي الغربي يتم بنسبة أعلي مما يتم به في حياة المسلم الشرقي. أحيانا يبحث هو عن تلك المرأة لحاجته إليها وأحيانا تتسلل هي لحياته لحاجتها إليه ,الأسباب لا يمكن حصرها فهي كثيرة ومتنوعة بتنوع الشخصيات و الظروف و القدرات ,لاشئ يؤلم الزوجة الأولي و أم الأولاد مثل سماعها نبأ زواج زوجها بأخري ,خاصة أنها تحار في تكييف وضع تلك المرأة التي غزت حياتها ماذا تسميها إمرأة زوجي؟ أم تلك التسمية الشائعة المشتقة من الضرر ضرتي؟ لايهم المسمي المهم أن الموقف يكون شائكا حساسا بدرجة لا يقدرها إلا من عاني منها وجربها ,ولكن الأكثر أهميه من مشاعر الزوجة الأولي الحرص علي سلامة و طهارة المجتمع ,وبما أن دخول امرأة في حياة الزوج يحدث في كل المجتمعات بنسبة معينة أي أنه أمر واقع فكان لابد من وضع ضوابط له. في الغرب تتم العلاقة في إطار الحرام المطلق و عدم المشروعية الذي يصل إلي حد التجريم فلو حاول الزوج أن يضع تلك العلاقة في إطار الزواج الثاني فإنه يسجن ويعاقب وكل ما يترتب علي تلك العلاقة فهو غير معترف به الأبناء أبناء سفاح لا حق لهم في حمل اسم الأب أو الحصول علي نسبة من ميراثه بعد وفاته بل ليس لهم مجرد الحق في تلقي العزاء في وفاته ,والمرأة التي عاشت سنوات في ظله يكون مصيرها الطرد بعد وفاته فلا حقوق لها ولا حد أدني من احترام عشرتها معه ,ولذلك انتشرت العلاقات الحرة لديهم لغياب الواقعية عن القوانين المعمول بها . أما في ظل الإسلام فهي زوجة ثانية تعيش مع زوجها مرفوعة الرأس مصانة العرض ,أرجو أن تفطن الأخوات الذين يهاجمونها أنها هي أيضا امرأة,أبناؤها أبناء شرعيين أولا د حلال أعضاء صالحين في المجتمع ربما يتكفل أحدهم ذات يوم بزوجة أبيه الأولي والتي أغضبها يوما مجيئه إلي الحياة ,بل ويحدث أن ينفعها الله به أكثر من أبنائها يبيح الإسلام للمرء كل ما يعينه علي الطاعة ويقطع كل الذرائع والعلل للسقوط في المعصية أما تعارض رغبة الزوج مع الزوجة الأولي فهو أحد أشكال تعارض الإرادات و تقاطعها الذي يحدث كثيرا لسبب أو لآخر . وعموما مع الضوابط الشرعية التي تحد من التعدد وأهمها تفضيل الواحدة في قوله تعالي ,و إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة,ومن هو الرجل الذي يضمن العدل؟كذلك فإن كثيرا من الظروف الاقتصادية والاجتماعية و المزاجية التي تتأثر بالتيار العام السائد قد أسهمت في تحجيم تعدد الزوجات ,وأعتقد أن الرجل الذي رزق بزوجة صالحة حقق معها كل أهداف و مقاصد الزواج من السكن والمودة والرحمة والولد وكون معها أسرة صالحة مستقرة لن يفكر أبدا في إضافة أعباء أسرة وزوجة و أبناء آخرين . ولكن يظل إباحة التعدد صمام أمان للمجتمع المسلم وتنظيم لأحوال واقعية قائمة بالفعل وسدا للذرائع وإغلاقا لجميع الأبواب و المداخل أمام الشيطان لتحقيق مجتمع الطهارة والعفاف . المشكلة أننا نستعير عيون الغرب عند النظر لمشكلاتنا,فنسبة تعدد الزوجات في مجتمعنا أصبحت نسبة هامشية ضئيلة لا تؤرق المرأة لندرتها الشديدة ولكن النظرة الغربية تضعها تحت عدستها المكبرة و تتخذها ذريعة للنيل من الإسلام وإدعاء وقوع القهر علي النساء في ظله أنا شخصيا لا أعرف حالة واحدة من بين من أعرف من عشرات الزوجات تعاني من تلك المشكلة ,حتي الزوج الذي فعلها سرعان ما تراجع إرضاء للزوجة الأولي . أكثر الشكاوي التي أسمعها هي الشكوى من الحماه أم الزوج أو أخته فهل نطلب من الرجل أن يقاطع أمه وأخته بمجرد زواجه حتى لا يكدر صفو زوجته؟ و إذا كانت الزوجة تكره أن تشاركها أخرى في زوجها فإنها تكره أشياء أخرى كثيرة فهى تكره المرض والموت والكوارث ولا يمكنها إلغائها ,ليس الدين بالرأى و لا بالحب والكره.ولن نكون أبدا ممن قالوا سمعنا و عصينا بل سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير.