استنكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، غناء القرآن الكريم بطريقة أوبرالية، كما ظهر في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة من المسيحيين في إندونيسيا، فيما اعتبره "محاولة لكسر قداسته"، الأمر الذي وصفه بأنه "محرم شرعًا". وقال جمعة لبرنامج "الله أعلم" على قناة "سي بي سي": "إندونيسيا تحت هجمة شرسة من الأفكار والآراء، وهي أكبر بلد مسلم في العالم فيوجد بها 200 مليون مسلم، ولذلك وجد بها حركات إلحاد وأخرى من التبشير وهجمة من المقارنات والمقاربات وكذلك تتعرض إندونيسيا لهجمات اقتصادية". وتابع: "عند الاطلاع على هذا الذي قامت به الفرقة الموسيقية فتجده لا شيء، لا فنّ فيه ولا شيء سوى أنهم أرادوا كسر قداسة هذا الكتاب وهذا القرآن، وقد اختار هذا الشخص البداية ب "بسم الله الرحمن الرحيم" لأنه أراد أن يؤكد أن ما يتغنى به هو القرآن وليس غيره". واستدرك: "لو سألنا كافة المسلمين على مستوى العالم "هل ترضى بكسر قداسة القرآن؟" فستجد إجابة واحدة من كل شخص مسلم العالِمِ منهم والأميّ والصغير والكبير أنه لا يريد كسر قداسة القرآن، ولذلك فما فعلته هذه الفرقة الموسيقية محرم شرعًا". وشدد جمعة على أن "المسلمين قدسوا القرآن الكريم فجعلوه فوق كل شيء حتى عند وضعه على المكتب فلا يضعوا فوقه كتب حتى ولو كانت كتب حديث أو فقه لأن له العلو والمقامة السامية"، وقد عدّ بعض الفقهاء الإلقاء بالمصحف على سبيل الإهانة من المكفرات". وكان تسجيل انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويعرض لأداء آية من القرآن بطريقة الأوبرا، بشكل أثار استهجان المسلمين، إلا أن مصادر صحفية إندونيسية أكدت أن مجموعة من المسيحيين قامت بذلك كرسالة تقارب مع المسلمين دون قصد الإساءة للقرآن. وأكد إسماعيل العطاس، الكاتب والصحفي الإندونيسي الذي يرأس تحرير موقع "خبر" الإلكتروني لموقع CNN بالعربية، أن "الواقعة جرت في دار للأوبرا المسيحية التي تقرأ الإنجيل والتسابيح الخاصة بهم عن طريق الموسيقى، فقاموا ببادرة عن حسن نية بترتيل القرآن واختاروا آية من القرآن تدل على التسامح بين الشعوب والعقائد المختلفة ظنا منهم أن ذلك يؤدي إلى التقارب بين الأديان، دون أن يكون القصد الإساءة إلى القرآن". وأضاف: "الإندونيسيون المسلمون يبرأون إلى الله من فعل منكر كهذا.. والمسيحيون يعتذرون لجهلهم بهذا الفعل ويقدمون اعتذارهم للمسلمين في كافة أرجاء الأرض لأنهم لا يريدون الإساءة أبدا للإسلام".