أعرب أعضاء بالحزب الجمهوري عن مخاوفهم من أن تسفر التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط عن تكرار مأساة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية أن عددا من أعضاء الحزب عبروا عن تلك المخاوف على خلفية ما شهدته الأيام الأخيرة من سيطرة تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا باسم "داعش" على مناطق في العراق وسوريا، وما يتردد من أنباء عن اقترابهم من العاصمة بغداد. وأشاروا إلى أن "داعش" - التي سيطرت مؤخرا على مدينتي تكريت والموصل في العراق - قد تتخذ من المناطق التي سيطرت عليها قاعدة لإطلاق هجمات مماثلة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. واعتبر خبراء ومحللون أن هناك خطرا يتهدد أمن الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تتزايد فيه قوة "داعش" ويزداد فيه أيضا عدد مقاتليها، لدرجة اعتبروها مقلقة. وقال السيناتور ليندزي جراهام - في تصريح للشبكة - إن مسئولين أمريكيين حذروا من أن أي هجمات كبيرة قادمة تستهدف الأراضي الأمريكية ستكون نابعة من هذه المنطقة. وأضاف "بذور 11 سبتمبر يتم غرسها في العراق وسوريا، ومقاتلو داعش يرغبون في إقامة خلافة إسلامية تدار من العراق وسوريا، ويخططون لدحرنا من منطقة الشرق عن طريق مهاجمتنا في عقر دارنا." من ناحية أخرى، قال الجنرال المتقاعد بيتر تشيريلي إنه ينبغي أن يقلق الأمريكيون من التقدم السريع لتنظيم "داعش" ونجاحاته في العراق، فيما قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي مايك روجرز "إن هذه مشكلة يتحتم على واشنطن مواجهتها من الآن، وإلا فستكون هناك مواجهة داخل الأراضي الأمريكية". ويأتي ذلك بينما تتوالى الأنباء عن إحراز "داعش" تقدما في العراق، حيث استولى مسلحوها على مدينة تلعفر في محافظة نينوى، حسبما قال مسؤولون وسكان بالمدينة، فيما وصلت تعزيزات عسكرية منقولة جوا إلى تلعفر لإسناد القوات الحكومية الموجودة هناك. من جهة ثانية، أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن استعداده للتعاون مع إيران بشأن العراق، محذرا من أنه لا يستبعد خيار شن غارات بطائرات دون طيار لوقف تقدم المسلحين. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه سيبحث التعاون إذا قررت الولاياتالمتحدة اتخاذ إجراء بشأن العراق. وكان الرئيس أوباما قد قال إنه يدرس القيام بإجراء عسكري لكنه لم يذهب إلى حد القول بإرسال قوات أمريكية إلى العراق. وأعلنت الولاياتالمتحدة زيادة الإجراءات الأمنية في سفارتها في بغداد، ونقل بعض موظفيها إلى مناطق آمنة.