وذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" في تقرير لها في 14 يونيو أن ما يجري الآن في العراق من حرب أهلية مستعرة هو نتيجة مباشرة للاحتلال الأمريكي, حيث ظهر "وحش جديد", اسمه "تنظيم الدولة الإسلامية", حقق مكاسب مذهلة على الأرض. وبدورها, نشرت صحيفة "الإندبندنت" مقالا للكاتب أمول راجان في 15 يونيو قال فيه إن الرعب الذي يشهده العراق حاليا, يثبت "أن من قاموا بغزو العراق كانوا على خطأ". وأبرز الكاتب تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في 14 يونيو حول أن واشنطن لن ترسل أي قوات برية إلى العراق، وتأكيده أنه لا فائدة من أي عمل عسكري, إذا لم يتم تجاوز الخلافات الطائفية هناك. وتابع الكاتب أن واشنطن أدركت أخيرا حجم المأزق, الذي تسببت فيه السياسات الطائفية, لحكومة نوري المالكي, المدعومة أمريكيا. وفي السياق ذاته, ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن منطقة الشرق الأوسط شهدت مؤخرا قيام أنظمة إسلامية, كما في إيران ومصر وتركيا وغزة", ولكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش", سيكون مختلفا، فمقاتلوه متعددو الأعراق, يقاتلون في سوريا وهم متحمسون للسيطرة على العراق, وكسر حدود الحقبة الاستعمارية بين الدول القائمة في المنطقة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 14 يونيو أن تنظيم "الدولة" سيطر على الموصل العراقية في غضون أربعة أيام، وسط مقاومة عسكرية ضعيفة، وفي ظل "السياسة الطائفية", التي يتبعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما يتعلق بالسنة والشيعة، والذي فرض حالة من العزلة على "السنة" في العراق. وكانت الحكومة العراقية أعلنت في 10 يونيو أن مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" سيطروا على مدينة الموصل بمحافظة نينوي في شمال البلاد بالكامل, بعد أن سيطروا في وقت سابق على محافظة الأنبار في غرب العراق. وبدورها, ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الفوضى دبّت في الموصل بعد "فرار" الجيش العراقي منها، محذرة من أن المسلحين يتقدمون بقوة في مناطق شمال ووسط العراق, باتجاه العاصمة بغداد. وحسب شهود عيان, سيطر المسلحون أيضا في 10 يونيو على ناحيتين في محافظة صلاح الدين وسط العراق, فيما قال متحدث باسم قوات البشمركة الكردية إن قواته تسيطر تماماً على محافظة كركوك النفطية في شمال العراق, بعد أن تخلى الجيش الاتحادي عن مواقعه فيها