ستة أشهر فقط تفصل اللحظة الراهنة عن موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ولم تتقدم أحزاب المعارضة بأسماء مرشحيها، ومعها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، الذي يصرّ رئيسه علي عبد الله صالح على عدم الترشح لولاية ثالثة. لكنّ النساء اليمنيات وفي خطوة غير مسبوقة؛ استطعن أن يكسرن حاجز الخوف من الاقتراب من القصر الرئاسي، الذي ظلّ لعقود معزولاً، ومحتكراً لمؤسسة الجيش، لتعلنا ترشحهما للانتخابات الرئاسية، ومن مربّعين مختلفين. فقد أعلنت سمية علي رجاء، رسمياً عن عزمها الترشح للانتخابات الرئاسية، وقالت في بيان تلقت وكالة "قدس برس" نسخة منه، بعنوان "المرأة اليمنية الوصول إلى القمة"، "تسجل المرأة اليمنية سابقة تاريخية عالمية في الحكم والإدارة والقيادة الناجحة، بل إنّ بلقيس ملكة سبأ تُعتبر من أول الملكات الديمقراطيات اللاتي عرفهن العالم". وأضافت سمية رجاء "أصبحت المرأة في المجتمع اليمني، جزءاً من المشكلة الاقتصادية والتنموية، التي تعاني منها اليمن، نتيجة تغييبها عن المشاركة الفاعلة في التنمية، وحصولها على موقعها الطبيعي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ووصولها إلى مراكز اتخاذ القرار، رغم أنها تشكل في الريف اليمني 80 في المائة من القوى العاملة والمنتجة اقتصادياً، وفي الحالة القليلة التي وصلت إلى مراكز القرار لم تسجل أي من النساء اليمنيات قصوراً في الأداء أو مشاركة في الفساد، وأقدمت المرأة اليمنية، وإن بشكل محدود؛ على خوض غمار المنافسة الانتخابية كمرشحة برلمانية، وقد حان الوقت لتخوض غمار المنافسة في الانتخابات الرئاسية". وأعلنت مرشحة الرئاسة سمية علي رجاء في بيانها، "أنّ المرأة اليمنية تشكل ما يقرب من 50 في المائة من التركيب السكاني، ولضرورة المبادرة في إحياء القيم الديمقراطية، غير الغريبة على المجتمع اليمني، وتنفيذاً للقاعدة الذهبية التي أرستها الملكة بلقيس، وأثبتها القران الكريم "ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون"؛ فإني قد بادرت إلى ترشيح نفسي للرئاسة اليمنية، عازمة على العمل من أجل خلق مجتمع يمني متكامل الأدوار مؤسسي البناء قادر على مواجهة المتغيرات العالمية، والتأقلم مع التطورات العالمية، دون المساس بثوابته وقيمه وعقيدته". وسمية علي رجاء، هي ابنة دبلوماسي سابق، عملت في السلك الدبلوماسي كإعلامية في عدد من دول أوروبا، واستقرت لفترة طويلة في باريس، قبل عودتها مؤخراً إلى اليمن. إلى ذلك؛ أعلنت الكاتبة الصحفية رشيدة القيلي، ترشحها لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، كمثقفة يمنية، قالت إنها تعبر عن "هموم شعبها، وتقاسمه الآم معاناته، وآمال تطلعاته"، حسب قولها. وقالت القيلي في بيان وُصف بأنه شديد اللهجة "إسهاماً في إنقاذ مسار النظام الجمهوري، الذي بات مهددا بأهواء الاستبداد الحاصل، من قبل العائلة الحاكمة المتصرفة تصرفاً مطلقاً بكل ثروات اليمن وخيراته، الأمر الذي جعل اليمن جمهورية المظهر ملكية الجوهر، حيث تسير السلطة الحاكمة في طريق توريث الحكم على كل الأصعدة الممكنة"، وفق تقديرها. وأضافت رشيدة القيلي في نبرة ناقد بشدة "إسهاماً في إنقاذ مسار الوحدة، التي اجتمع بها شمل أهل اليمن جميعاً، فحوّلها الطغيان الحاكم إلى معول هدم، يستهدف به كل كيان قائم بالتفريخ والتجنيح، وفق سياسة "فرق تسد" و"إدارة البلاد بالأزمات"، حتى وصل التشظي والتشطير إلى النفوس والمشاعر، وحتى أوشكت على الانفجار براكين الدعوات الانفصالية والمذهبية والطائفية والمناطقية"، قائلة إنّ ترشحها يأتي أيضاً "إسهاماً في إنقاذ مسار الديمقراطية، التي صار هامشها يضيق وبئرها تجفّ، وصارت السلطة الحاكمة تمنح صكوك الوطنية لمن يطبل لفسادها ويغض الطرف عن عبثها، أو لمن يسكت عن قول كلمة حق أمام باطلها، ويؤثر سلامة النفس على سلامة الوطن". ودعت القيلي من وصفتهم ب "الصالحين والأحرار والشرفاء"، إلى "تضافر الجهود، لتصحيح الوضع المعوجّ، وأن تجتمع أصواتهم لإيصال هموم الوطن إلى موقع القرار". وأكدت القيلي في بيانها التزامها "بالتطلع إلى التعبير الصادق عن عقيدة وشريعة وثقافة الوطن الطيب "بلدة طيبة"، والشعب المؤمن "الإيمان يمان"..."، وقالت "أثق في أنّ شعبي اليمني قد استوعب دروس الماضي، وأنّ تجاربه المريرة ستمنعه من "تجريب المجرب" الذي ثبت فساده، وتبين كساده"، في إشارة على ما يبدو إلى رموز الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد. وشدّدت مرشحة الرئاسة على أنّ اليمنيين "الذين قالوا لملكتهم الرشيدة الحكيمة بلقيس "نحن أولو قوةِ، وأولو بأس شديد"؛ لن يرضوا البقاء أكثر مما قد مضى، تحت سنابك خيول الطغيان والحكم العضوض"، على حد وصفها. وتعد رشيدة القيلي، من أجرأ الصحفيات اليمنيات التي كتبت مقالات شديدة النقد لسياسات الرئيس علي عبد الله صالح، وزاولت العمل الإعلامي كمعدّة برامج ومقدمة في إذاعة تعز.