قال مصدر عسكري إن الجيش اليمني قتل مسلحين اثنين وإصابة 6 آخرين من المتهمين بتخريب شبكات الكهرباء واحتجاز ناقلات النفط في محافظة مأرب (شرق)، وذلك في مواجهات مع الجيش منذ مساء أمس. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن المصدر، لم تسمّه، أن "حملة عسكرية اشتبكت مع مجموعة من عناصر التخريب وقطاع الطرق في منطقة السحيل على خط مأربصنعاء؛ ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ستة وتدمير سيارتين تابعتين لهم، وضبط سيارتين مع مدفع هاون وأسلحة متوسطة".
ولم يوضح المصدر ما إذا كان سقط ضحايا في صفوف الجيش.
وأضاف أن "الحملة، التي شاركت فيها وحدات من اللواء 13 مشاة واللواء 14 مشاة وفرع الشرطة العسكرية وقوات الأمن العام، تمكنت من رفع قطاع (قطع طريق) فرضته هذه العناصر و(تسببق في) منع الفرق الهندسية المكلفة بإصلاح خطوط الكهرباء".
وأوضح المصدر أن تلك العناصر كانت قد قطعت طريق مأربصنعاء واحتجزت ناقلات النفط والغاز ومنعت المسافرين من التحرك واعتدت على شبكات الكهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار عن العاصمة صنعاء والمدن الأخرى منذ أمس.
وأضاف أنه تم فتح طريق مأربصنعاء وبدأ فريق هندسي بإصلاح أبراج التيار الكهربائي التي تعرضت للاعتداء من قبل تلك العناصر.
فيما دعا حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي (عضو الائتلاف الحكومي) الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة إلى إصدار قائمة سوداء بأسماء المتهمين بالوقوف وراء الاعتداءات على الكهرباء والنفط.
كما طالب الحزب، في بيان، بأن تشمل القائمة أسماء الداعمين أيضاً لأعمال الاعتداءات والتخريب التي تطال خطوط الكهرباء وأنابيب النفط ونشر القائمة على الرأي العام المحلي والدولي.
ورأى الحزب، الذي يملك 3 حقائب وزارية، أن نجاح التسوية السياسية التي ترعاها دول الخليج والمجتمع الدولي مرهون بإجراءات عاجلة وسريعة لتوفير المشتقات النفطية واستمرار تدفقها، وعودة خدمة الكهرباء وحمايتها من أي اعتداء.
واتهم الحزب "أطرافاً" قال إنها معروفة (في إشارة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح) بتنفيذ أعمال تخريب ممنهجة، قائلاً: "هذه الأطراف التي لفظها الشعب المعروفة بعدائها له تستهدف إفشال الدولة وإعاقة مسيرة التغيير والانتقال السلمي للسلطة وفقا للمبادرة الخليجية".
واضطر صالح، تحت وطأة ثورة شعبية، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وبعد 33 عامًا من الحكم، إلى التوقيع على "المبادرة الخليجية"، التي نقل بموجبها السلطة إلى نائبه حينها والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، مقابل حصول صالح على حصانة من الملاحقة القضائية، وظل على رأس حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم سابقًا، والشريك في حكومة الوحدة الوطني (50%).
وكان مسلحون اعتدوا، أمس، على خطوط نقل الكهرباء في مأرب للمرة الرابعة على التوالي؛ ما أغرق العاصمة صنعاء ومدنا أخرى بالظلام.
ويعتدي رجال قبائل في اليمن بصورة متكررة على خطوط نقل الكهرباء، لمطالب قبلية وفئوية، بحسب مصادر محلية مسؤولة.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء باليمن حذّرت في وقت سابق من "انهيار" المنظومة الكهربائية في ظل الاعتداءات المتكررة على خطوط الكهرباء.
ويعتبر التحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات التي تواجه اليمن، حيث بشهد أعمال عنف وتفجيرات وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين ونشطاء تم استهدافهم من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.