تسعى السلطة الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الأيام الأولى لتوليه، إلى الحصول على "شرعية الإنجاز"، وتحقيق الخدمات التي يأملها المواطنون، وذلك بعد أن نجح في اجتياز شرعيتي الانتخاب والاعتراف خلال فترة الانتخابات وإعلان النتائج والتنصيب. وكان السيسي، دعا المصريين، خلال كلمته في حفل تنصيبه، الذي حضرته وفود عربية وأفريقية وغربية، إلى "العمل الجاد وتنمية الحرية، في إطار واع ومسؤول بعيدًا عن الفوضى"، مشيرًا إلى أنه "آن الأوان لكي نبني مستقبلاً أكثر استقرارًا ولنعمل لصالح نشر قيم الحق والسلام". ويواجه السيسي مهام صعبة تتمثل في تحقيق المستويات المطلوبة للنمو الاقتصادي والتقليل من حدة البطالة وضرورة توفير الوظائف الكافية للسكان الذين تتزايد أعدادهم بسرعة وتخفيف وطأة الفقر المنتشر بالبلاد، فضلا عن أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ سنوات. ويأمل المصريون أن يلبي السيسي حاجتهم العاجلة لإصلاح الاقتصاد والتصدي للإرهاب وتنشيط قطاع السياحة وجذب الاستثمارات للبلاد. وحصل السيسي علي 96.91% من أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي، فيما أدي اليمين الدستورية الأحد الماضي، واستقبل بعدها رؤساء وزعماء وممثلين عن دول افريقية وغربية قدموا لتهنئته وحضور مراسم تنصيبه. ومع الأيام الأولى لحكم السيسي، شهدت البلاد استنفارًا كبيرًا خاصة في قطاع الداخلية، بدأتها مع مواجهة أزمة التحرش، والتي واجهها السيسي بزيارة ضحية التحرش التي تم الاعتداء عليها في الأحد الماضي، في ميدان التحرير. وقال السيسي مخاطبًا السيدة خلال زيارته لها اليوم: "حقك علينا، معلش، متزعليش، حمد لله على السلامة، أنا تحت أمرك.. أنا آسف". وكان إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قال أمس، إن السيسي، قد وجه اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، بضرورة إنفاذ القانون بكل حزم واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لظاهرة التحرش الدخيلة على المجتمع المصري. أما اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، فقال إن وزير الداخلية، محمد إبراهيم، يشرف بنفسه على خطة الانتشار الخاصة بالضباط والقوات والأفراد؛ لمنع حالات التحرش، ووعد بأن الفترة القريبة المقبلة، مع إعادة انتشار الضباط، ستختفى فيها حوادث التحرش. وبعيدًا عن أزمة التحرش، واستمرارا في محاولة السلطات الحالية تنفيذ بعض الإنجازات على الأرض، قال اللواء حسن البرديسي مدير مرور القاهرة، في تصريحات للصحفيين، اليوم، إن وزارة الداخلية شنت 40 حملة مرور ومرافق لإزالة التعديات والإشغالات في أحياء القاهرة، مؤكدًا أن هذه الحملات ستتكرر بشكل مستمر، حسب قوله. وشهدت القاهرة خاصة في منطقة وسط العاصمة، حملات مرورية مكثفة، وإزالة لكل التعديات، فضلا عن بدء حملات نظافة واسعة. وأوضح البرديسي: "سنعمل علي تطبيق القانون بكل حزم"، مناشدًا جميع المواطنين بضرورة "تطبيق القواعد المرورية والالتزام بها"، بحسب قوله. وتابع: "نطبق القانون في إطار توعيه المواطنين، ويجب ارتداء أحزمة الأمان عند قياده السيارات، وإلا سيتم تحرير مخالفة بذلك، وسنتحفظ علي كافه السيارات المركونة منذ شهور في شوارع القاهرة بداية من الغد". وبحسب بيان لوزارة الداخلية، اليوم، تم ضبط عدد 4541 مخالفة مرورية متنوعة. ومنذ يومين، قاد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية حملة لإزالة التعديات بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، وأمر بإزالة كل أشكال التعديات وضبط الخارجين على القانون. واقتصاديًا، التقى السيسي مع أول أيام عمله كرئيس، هشام رامز، محافظ البنك المركزي، حيث تم استعراض السياسات النقدية للبنك، وسبل زيادة الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة. وعلى الصعيد الخارجي، شهد اليومان الأولان لرئاسة السيسي، عدة لقاءات منها لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني، واتفقا على التنسيق والتشاور المستمر "بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية". كما التقى السيسي، مع صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، حيث تم بحث آخر المستجدات إقليميا ودوليا. والتقى السيسي، صباح أمس، عبدالواحد الراضي، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورحب ببروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين أمانة مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي خلال شهر مارس 2014؛ لتدريب ورفع كفاءة جهاز أمانة مجلس النواب (البرلمان). وعلى الصعيد الأفريقي، التقى السيسي تيدروس أدحانوم؛ وزير خارجية جمهورية إثيوبيا، وأكد على عمق وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، وعلى كون نهر النيل يمثل شريان الحياة الذي يربط الشعبين الإثيوبي والمصري، في إشارة إلى إمكانية حل أزمة سد النهضة المثارة بين البلدين، بالحوار. كما التقي ريموند تشيباندا وزير الخارجية والتعاون الدولي والفرانكوفونية بجمهورية الكونغو الديمقراطية. والتقى السيسي أيضا مياو وي وزير الصناعة والمعلوماتية الصيني المبعوث الخاص للرئيس شي جينبينغ، بالإضافة إلى خضير الخزاعي، نائب رئيس جمهورية العراق. وكان ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، قال في مقال له في وقت سابق، إن "الفوز فى الانتخابات الرئاسية يعطى الصك الأول للشرعية أو ما يمكن تسميته ببداية الشرعية، أما دوام الشرعية واستمرارها فى قلوب ونفوس الجماهير، فهو الإنجاز الجيد والمستمر والمتواصل وحل كل المشكلات التي يحتاج إليها المواطن المصري، الذى يحب أن يرى تحقيقًا للوعود الانتخابية على أرض الواقع وفى دنياه وحياته". وأضاف: "صكوك شرعية الإنجاز أراها أقوى بكثير من صك شرعية الانتخابات والصناديق، حيث إن شرعية الإنجاز تلزم من صوت للرئيس السيسي ومن لم يصوت له بقدرته على الإنجاز فى كل الملفات". وتابع إبراهيم: "شرعية الإنجاز هي الشرعية الأعظم والأبعد مدى، ولكنها شرعية صعبة جدًا، خاصة إذا أدرك الجميع حجم العقبات التي تئن منها مصر والمشكلات التي تواجهها".