شهد يوم تنصيب عبدالفتاح السيسي، رئيسًا لمصر، أمس، شطحات في مدح وزير الدفاع السابق، (59 عامًا) اقتبس بعضها آيات من القرآن، وشبهت إحداها الرئيس الجديد بالإسلام. ولم تكن تلك الشطحات (الشطحة في اللغة الابتعاد بالخيال والتفكير) هي الأولى من نوعها مع السيسي، بل امتدادًا لسلسلة من أشكال المدح، المبالغ فيه بحسب منتقدين، بدأت عند إطاحته بالرئيس الأسبق، محمد مرسي، يوم 3 يوليو الماضي، وبلغت حد تشبيهه بالأنبياء والإسلام. وفيما يلي أبرز الشطحات التي رصدتها وكالة "الأناضول": القرآن في مراسم التنصيب أمس الأحد: بدأت مراسم التنصيب داخل المحكمة الدستورية (أعلى سلطة قضائية) بقراءة القرآن من خواتيم سورة البقرة، والتي قرأ فيها الشيخ أحمد نعينع قوله تعالى: "وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، وقوله: "لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا"، وقوله: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ". في الوقت الذي كان فيه الشيخ نعينع قد قرأ في خطاب الرئيس محمد مرسي بجامعة القاهرة عقب تنصيبه في يونيو 2012، آيات من سورة فُصّلت، فيها قوله تعالي: "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ"، وقوله: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، وقوله: "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ". كلمة أنور العاصي نائب رئيس المحكمة الدستورية: بدأ القاضي أنور العاصي نائب رئيس المحكمة الدستورية، كلمته، خلال مراسم تنصيب السيسي أمس، بقوله تعالي في سورة "الفتح": "إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا". تغريدة محمود بدر مؤسس حركة تمرد: احتفل محمود بدر مؤسس حركة تمرد (التي دعت إلى الإطاحة بالرئيس محمد مرسي)، بتولي عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، ونجاح أهداف حملة تمرد، فى تغريدة عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، قائلا: "اليوم أتممنا لكم تمردكم ورضينا لكم السيسي رئيسا"، في إشارة إلى تلاوة النبي محمد عليه السلام في حجة الوداع لقوله تعالي في سورة "المائدة": (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا). قبل أن يحذفها بعد الهجوم عليه لتحريفه في آيات القرآن الكريم. كما تهكم بدر على أنصار مرسي، قائلا: "يا ترى إيه شعور مرسي وخرفانه دلوقتى بعد السيسي ما دخل القصر؟". ومضى قائلا: "زمانه بيغني دلوقتى أنا اللي جبت ده كله لنفسي". وشهدت الشهور الأخيرة العديد من الشطحات الأخرى في التعامل مع السيسي منها: تهنئة إماراتية: خصصت صحف مصرية، صادرة ثاني أيام إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، جزء من صفحاتها الأولى، لإعلان تهنئة شركة إنشاءات إماراتية لمصر بنجاح الانتخابات الرئاسية، وفوز السيسي برئاسة الجمهورية. وتصدرت التهنئة الخاصة بالشركة، والمنشورة بأكثر من 10 صحف مصرية، كلمة "هنيئا لمصر"، لتتحول تهنئة السيسي بالمنصب إلي تهنئة مصر علي فوز السيسي بمنصب الرئيس. وقال الإعلان إن "مصر تحت قيادة السيسي ستمضى لتضيف أمجادا أخرى في سِفر الخلود". السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم "رسولان": في فبراير الماضي، قال سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الله بعث المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي وقتها، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، "رسولين لحماية الدين". في كلمته على هامش حفل وزارة الداخلية لتكريم أسر ضحايا الشرطة في أعمال عنف، قال الهلالي: "تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تنكر ويأتي من يقول لا إسلام إلا ما نمليه عليكم ولا دين إلا ما نعرفه لكم، ويقيض الله للمصريين من يقف في مواجهتهم لكي يحققوا أن يكون الدين لله كما أمر الله، فابتعث الله أيضا رجلين، كما ابتعث الله موسى وهارون أرسل وابتعث رجلين، ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو، خرج السيسي ومحمد إبراهيم، لتحقيق قول الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله". "نساؤنا حبلى بنجمك" : نشرت جريدة "الوطن" الكويتية، في نوفمبر 2013، قصيدة بعنوان "نساؤنا حبلى بنجمك"، لصاحبها المصري مختار عيسى، والتي امتدح فيها السيسي، قائلا: "حتما تجيء.. نورًا يزغرد في الحَلكْ.. فتزفنا خُضرًا إلى أسمائنا الأولى.. وتفك أسر أميرتكْ.. يا سيدي.. الخفق لكْ.. والعزف لكْ.. خُذنا معكْ.. فنساؤنا حبلى بنجمك في الفلك". "احكم فأنت الواحد القهار" : نشرت جريدة "الأخبار" المصريثة، المملوكة للدولة، مقالا للكاتب الصحفي أكرم السعدني، في أكتوبر الماضي، بعنوان "السيسي والمتفلسفون"، كتب في نهايته: "أما أنت سيدي الفريق أول عبد الفتاح السيسي فاسمح لي أن أعيد على أسماعك ما قاله أحد الشعراء للخليفة الحافظ ( 1130-1149م) وكانت البلاد تمر بظرف دقيقة.. قال الرجل: ما شئت.. لا ما شاءت الأقدار، فاحكم فأنت الواحد القهار، فكأنما أنت النبي محمدا، وكأنما أنصارك الأنصار!. "مصر للسيسي: زوجتك نفسي" : نشرت جريدة "الوطن" المصرية الخاصة، مقالا للكاتب الصحفي محمود الكردوسي، في أغسطس 2013، بعنوان "مصر للسيسي: زوجتك نفسي". "أنت تغمز بعينك بس (فقط)" : نشرت جريدة "المصري اليوم" الخاصة، في يوليو 2013، مقالا للكاتبة غادة شريف، قالت فيه: "طالما السيسي قالنا ننزل يبقى ننزل.. بصراحة هو مش (ليس) محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس (فقط).. سيجدنا جميعاً نلبى النداء.. هذا رجل يعشقه المصريون !.. ولو عايز (يريد) يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا (يريدنا) ملك اليمين، ما نغلاش (لن نتأخر) عليه والله!. وأدى السيسي، أمس اليمين الدستورية، رئيسا للبلاد، أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية، نظرا لعدم وجود مجلس للنواب (برلمان)، حيث يجرى انتخابه في وقت لاحق من العام الجاري لم يتحدد بعد. وكان السيسي، الذي استقال في مارسأذار الماضي من منصبه كوزير للدفاع كي يترشح للرئاسة، قد حصل على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة، في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت في صحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي.