أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن استعداد بلاده لعقد قمة رباعية تجمع مصر وتركيا والسعودية إلى جانب إيران قريبًا. وقال عبداللهيان، لوكالة الأناضول، على هامش مؤتمر صحفي، عقده عصر اليوم في مقر السفارة الإيرانيةبالقاهرة: "خلال محادثتنا مع المسؤولين المصريين أبدينا كامل استعداد إيران حول نقاش على أعلى مستوى، ونعتقد سيكون ذلك بمشاركة تركيا والسعودية ومصر، وإيران، إلى جانب بلدن أخرى في المنطقة". ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يعني بذلك عقد قمة رباعية بين الدول التي ذكرها، أوضح عبداللهيان "نعم قمة رباعية وأكثر من رباعية". ولم يوضح المسؤول الإيراني الموقف المصري من هذا الطرح، كما لم يشر كذلك حول ما إذا كانت بلاده تحدثت حول هذا الطرح مع تركيا والسعودية أم لا. وحول زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لأنقرة، اليوم، قال عبد اللهيان: "العلاقات بين طهرانوأنقرة استراتيجية وزيارة حسن روحاني إلى تركيا نقطة تطور تاريخي في العلاقات الثنائية بين البلدين". يأتي ذلك فيما قال عبداللهيان، إن التعاون بين مصر وتركيا "ضروري" لحل مشاكل منطقة الشرق الأوسط. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت طهران ستقوم بدور للتقارب بين أنقرةوالقاهرة في ضوء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لتركيا، وقبول دعوة مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، قال إن إيران "تعتقد أن التعاون بين مصر وتركيا ضروري لحل قضايا منطقة الشرق الأوسط". وأضاف: "نرى أن التعاون بين مصر وتركيا ليس مهما فحسب، بل ضروريا من أجل حل المشاكل في الشرق الأوسط"، موصيا الطرفين (مصر وتركيا) بالتعاون الكبير من أجل مصلحة العالم الإسلامي، كما أن لهما دور في "قضايا مكافحة الإرهاب في المنطقة أيضًا". وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا بعد أن أطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى سياسية ودينية، بالرئيس محمد مرسي، يوم 3 يوليو الماضي، عقب احتجاجات شعبية. وعلى خلفية ما اعتبرته تدخلاً تركيًا في الأزمة المصرية، قررت القاهرة في نوفمبر الثاني الماضي تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة من مستوى السفير إلى القائم بالأعمال، وردت أنقرة بإجراءات مماثلة. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني إن مصر "غير قابلة للعودة للوراء، ونعتبر إجراء الانتخابات الرئاسية فيها خطوة للأمام"، معربا في الوقت نفسه عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمصر في كافة المجالات. وأضاف "إيران مستعدة لمساعدة مصر الشقيقة والحبيبة في كل مجالات التنمية الاقتصادية وكل المجالات الأخرى .. فوجودنا بالقاهرة لحضور حفل تنصيب (الرئيس الجديد عبدالفتاح) السيسي يحمل رسالة إيجابية للشعب المصري". وأوضح "لدينا اطمئنان بشأن المستقبل الخاص بالعلاقات الثنائية للبلدين ولدينا أمل كبير في أن نشاهد المصالحة الوطنية المصرية". وأشار إلى أنه، خلال لقائه القصير بالسيسي، أبلغه "التحيات الحارة" من جانب نظيره الإيراني حسن روحاني، وأعربت له كذلك عن استعداد إيران التام للتعاون القريب مع الحكومة المصرية، مضيفا "وفي المقابل سمعت كلاما رائعا وطيبا من فخامة الرئيس (السيسي). ووصف اللقاء القصير مع السيسي بأنه جاء في جو "حميمي" و"صادق جدا" حول المستقبل. وبخصوص دعوة السيسي لزيارة طهران قال اللهيان، في عبارة مقتضبة، إن "طهران سوف ترحب بلقاءات على أعلى مستويات". وأعرب عن أمله في عدم تكرار "الأخطاء"، التي ارتكبها الرئيس (المعزول) محمد مرسي، بشأن إقصاء بعض الأطراف الداخلية، متمنيا أن ينجح الرئيس الجديد في إعادة مصر لمكانتها الحقيقية. كما عبر المسؤول الإيراني عن شكره لمصر إزاء "تفهمها" حق طهران في الحصول على الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وقال إن بلاده مستعدة لمساعدة البلدان الصديقة في مجال التكنولوجيا النووية، غير أنه أشار إلى أنه لم يبحث تلك النقطة مع الجانب المصري. ولفت إلى أنه ناقش مع المسؤولين المصريين الملف السوري، معتبرا أن "طهرانوالقاهرة لديهما وجهات نظر متقاربة بالنسبة للشأن السوري". كما وصف العلاقات بين طهران والرياض بأنها "طبيعية"، وقال "ليس هناك أي مشكلة كبيرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن هناك نوع من سوء الفهم في بعض القضايا الإقليمية". ومضى قائلا "نعتقد بضرورة وجود حوار مؤثر وجاد مع السعودية حول القضايا الإقليمية". وقال اللهيان إن العلاقات بين مصر وبين دول الخليج الفارسي (العربي) "مميزة"، قبل أن يقول إنه ليست هناك حاجة لتكون العلاقات بين مصر وإيران موجهة "ضد أي بلد في الخليج". وأضاف "نحن نعتبر أمن مصر يمثل أمنا لإيران، وأمننا يعني أمن الخليج الفارسي ".