في أول أزمة بينهما منذ إنهاء حالة الانقسام التي استمرت 7 سنوات، والاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني، أثار تكريم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للباحث المصري، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد حمزة، المعروف بسمير غطاس، ومنحه وسامًا، بوادر أزمة بين حركتي "فتح" و"حماس". ومنح عباس أمس غطاس وسام الاستحقاق والتميز في مقر إقامته بالقاهرة، الأمر الذي أغضب "حماس"، التي تعتبر هم الباحث المصري المتهم الرئيسي بتحريض وسائل إعلام مصرية على قطاع غزة، لاسيما منذ الإطاحة بالرئيس السابق، محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح مقتضب مساء السبت، إن "حماس" ترفض منح الرئيس الفلسطيني لسمير غطاس وسامًا تقديريًا، وتابع: "من غير المقبول مكافأة شخص يعتبر أحد المحرضين على الشعب والمقاومة الفلسطينية". فيما أعرب عباس عن تقديره لدور غطاس في المجال الإعلامي والسياسي دفاعًا عن قضايا الأمة العربية ووطنه مصر. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إنه وتثميناً لدوره النضالي والتزامه في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ونصرة قضيته العادلة، تم منحه وسام الاستحقاق التميز. وأضافت الوكالة أن غطاس شارك في "عملية استهداف المفاعل النووي الإسرائيلي بديمونا عام 1988 ودخل إلى الأراضي الفلسطينية عام 1996 وبقي فيها حتى عام 2005، وساهم في تطوير وإنشاء الأجهزة الأمنية". وتابعت أنه "أسس وترأس مركز (مقدس) للدراسات الاستراتيجية ثم عاد إلى القاهرة وأسس منتدى الشرق الأوسط، كما عمل مستشارا سياسيا للرئيس عباس". ووفق "حماس"، فإنّ غطاس يعتبر أحد أهم مفاصل ما تسميه ب "حملة الشيطنة" ضد "حماس وغزة" في الساحة المصرية. وتتهم السلطات المصرية حركة "حماس"، التي ترتبط فكريا بجماعة الإخوان، بالتدخل في الشأن الداخلي المصري والمشاركة في تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات" في مصر، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر. وأصدرت محكمة "الأمور المستعجلة"، بالقاهرة، في 4 مارس 2014، حكما قابلا للطعن، بوقف نشاط حركة "حماس"، داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ علي مقراتها داخل بمصر.