الذين يحاولون التخفيف من وطأة ما حدث في قرية صول مركز أطفيح وما شهدته إمبابة بمحافظة الجيزة.. يغمسون رؤوسهم في الرمال.. ولا يدركون خطورة المرحلة التي نحياها .. فالثابت المعتمد أن المؤامرات تحاك ليلاً ونهاراً للنيل من مكتسبات الثورة المباركة والمجيدة.. والمخرج مما نحن فيه يكمن في بلورة خطاب ديني وسطي يتبناه الجميع .. الإعلام بكل مستوياته والمنابر وإن تعددت مشاربها والأزهر بدوره الرائد.. غافل من يظن أن حادثه أطفيح هي الأولى وندعوا الله أن يكون ما حدث في إمبابة هو أخر الأحزان والملمات.. فالفتنه نائمة لعن الله من أيقظها وبالمرة كل من أشعل فتيلها .. هؤلاء الشباب الذين لقوا حتفهم وسقطوا صرعى للأحداث المؤسفة من المسلمين والأقباط.. بأي ذنب قتلوا.. لقد عاش المسلمون والأقباط زمناً طويلاً.. في حاله من الاستقرار والاستمرار والهدوء.. فماذا دهانا وإلى أين نحن ذاهبون ؟؟ ألم تمتزج دماء المسلمين والأقباط في كل الحروب التي خاضوها دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات.. في عام 48 مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر عام 56 وانتهاء بالعاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 73.. وفى كل النوائب التي حلت بنا وما أكثرها كنا جميعاً في الهم سواء وكنا على قلب رجل واحدة.. ألم تزهق أرواح المسلمين والأقباط عندما ضرب الزلزال أركان البلاد .. وهل فرق الصهاينة في غدرهم عندما قتلوا أسرانا بين المسلمين والأقباط.. وأخيرا ألم تمتزج دماء الشباب في ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.. القوانين الرادعة لا تكفى وحدها لوأد الفتنه ومحاوله البكاء بعد وقوع كل حادثه لم يعد يُجدى..ولكن الخطاب الوسطي المتوج بروح الشريعة الإسلامية هو الحل .. الخطاب الذي يرسخ محاورة الأخر وتقبله وإن اختلف معه.. الخطاب الذي يستنهض فينا التقدم لا التخاذل والتراجع .. الخطاب الذي يدعوا إلى مجادلة الآخرين بالتي هي أحسن وإن خالفونا الرأي.. الخطاب الذي يستوعب كل التيارات السياسية والفكرية وإن بلغ بها الشطط.. واختلفت المشارب والمعتقدات.. فهل نحن فاعلون ؟؟