رأت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أن نسبة المشاركين في الانتخابات الرئاسية "مبالغ فيها"، ووصفت العملية الانتخابية ب "المخزية"؛ بالرغم من فوز المشير عبدالفتاح السيسي باكتساح بنسبة بلغت 96.9% ليصبح الرئيس المصري الجديد. وقالت إن الرئيس سيؤدي اليمين؛ بالرغم من نسبة الإقبال المنخفضة "المخيبة للآمال"، وأشارت إلى أن انخفاض نسبة الإقبال "غير المتوقعة" على التصويت تثير التساؤلات حول شرعية السيسي بينما يحاول النهوض بالاقتصاد المتعثر، والقضاء على الفقر، وتجنب الدخول في المزيد من الأزمات السياسية. ورأت الصحيفة، أنه علي الرغم من أنه كان لدى المصريين آمال كبيرة لتحقيق ديموقراطية حقيقية، حينما أطاحوا بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من حكمه، بات أقصى ما يطمحون إليه الآن هو العيش في "هدوء". ونقلت عن رأفت أحمد، صاحب متجر قوله لوكالة "رويترز": "إلى الآن، أعتقد أنه من الأفضل التنازل عن الحريات مقابل تحقيق الاستقرار، والأمن. ما فائدة الحرية دون الاستقرار"؟! وأضافت أن معارضي السيسي يرونه ديكتاتورًا أخر سيحمي مصالح الجيش، ويسحق المعارضة مثل مبارك، بينما تشير الجماعات الحقوقية إلى تصاعد الانتهاكات منذ سقوط نظام الرئيس السابق محمد مرسي، مع اعتقال وتعذيب معارضي نظام السيسي العسكري. وتنكر السلطات حدوث مثل تلك الانتهاكات، فالأسبوع الماضي، قالت منظمة "العفو الدولية" (أمنستي)، إنه من المحتمل استمرار مواجه مصر داومة انتهاكات حقوق الإنسان حتي بعد الانهاء من الانتخابات الرئاسية. وطالبت الصحيفة، الشركاء مثل الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، بألا يستغلوا الانتخابات كغطاء لعودة العلاقات كما كانت في الماضي مع مصر، وبدلاً من ذلك، لابد من الاعتراف بحجم وخطورة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت على مدى العشرة أشهر الماضية. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي تحديات تحقيق الاستقرار في بلد تهزها المظاهرات. وأشارت إلى عن أن فوز السيسي كان محسومًا من البداية ولم يتطرق إليه أدنى شك؛ لكن الصدمة أنه كان يسعى لتحقيق إقبال جماهيري "ضخم" لإضفاء الشرعية على "الانقلاب" الذي قاده في يوليو الماضي للإطاحة بالرئيس الأسبق مرسي وهذا لم يتحقق علي أرض الواقع. وقالت الصحيفة إن الحملة التي استهدفت جماعة "الإخوان المسلمين"، وأنصارها، حظرت على نحو فعال حزب "الحرية والعدالة" الحزب المعارض الرئيسي في مصر. وأشارت إلى أن بعض معارضي السيسي يزعمون بأن نسبة الاقبال علي التصويت مبالغ فيها بعدما بدت مراكز الاقتراع "خاوية" إلى حد كبير خلال الثلاث أيام التي جرت بها الانتخابات. وأوضحت أن نسبة المشاركة كانت "ضعيفة"؛ بالرغم من تحذير السلطات من فرض غرامة مالية علي المقاطعين، كما أعلنت عن "عطلة رسمية" في اللحظات الأخيرة، وتمديد الاقتراع ليوم ثالث. وعقدت الصحيفة مقارنة تبرز فيها مدي الفجوة ما بين انتخابات 2012 ، و2014، وقالت إن الانتخابات التي فاز بها مرسي حظيت بمراقبة دولية واسعة النطاق، وبلغت نسبة المشاركة فيها 52%؛ لكن بعد ذلك النجاح لم يستطع البقاء في منصبه لأكثر من عام بعدما خرجت حشود المصريين للمطالبة بالإطاحة به. وقالت "الديلي ميل" إن جماعة "الإخوان المسلمين" المعتقل أنصارها اعتبرت الانتخابات التي فاز بها السيسي "مخزية" ، زاعمة أن 90% من المصريين قاطعوا الانتخابات. ووصفت الصحيفة، مشاعر مؤيدي السيسي بانتصاره، وقالت "حتى الآن، بدا أنصاره سعداء للاحتفال باللحظة؛ إذ احتشدوا بالآلاف في ميدان التحرير رمز الثورة التي أطاحت بثلاثة عقود من نظام مبارك، وسُمع دوي الألعاب النارية في قلب العاصمة وضواحيها التي شهدت الكثير من أعمال العنف منذ أن بدأت قوات الأمن حملتها الضروس المستهدفة للإخوان عقب الإطاحة بمرسي". وأشارت إلى مقتل المئات من أنصار الجماعة، وإلقاء القبض علي الآلاف منهم، والحكم بالإعدام علي قيادات الإخوان، كما يواجه البعض الأخر من الشخصيات البارزة مصيرًا مشابهًا.