لا شك أن لهوليود دور أساسي في تعزيز وتقديم صورة سيئة للعرب، إذا راكمت فوقها العداء الصريح من قبل بعض الغربيين للعرب، فضلاً عن مصالح الغرب في إضعاف العرب، رأيت في نهاية النفق صورة سيئة للعرب، جاك شاهين الأستاذ في جامعة جورج تاون أصدر كتاباً هاماً منذ سنوات عنوانه (أكره العرب الأشرار:كيف شوهدت هوليود شعباً ) المؤلف اللبناني الأصل وأستاذ الاتصال المرموق، تتبع ما يقرب من 900 فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيوني حللها كلها، ليخرج لنا كتابه هذا الذي يستحق أن يترجم إلى اللغة العربية، لم يكن من السهل أن يتقبل الأمريكيين مقولته التي ترسخ كذب مؤسساته الإعلامية عليه لسنوات، لذا مثل هذا الكتاب صدمة نفسية وثقافية لدى كل أمريكي قرأه، تعود مصداقية هذا الكتاب لعدة أسباب، أنه مصدر أكاديمي لمن يريد أن يرصد صورة العرب في الإعلام الغربي، فقد أعد ببلبيوغرافيا للأفلام التي شاهدها وحللها، مما يجعل الباحث يختصر وقته من مرحلة جمع المصادر إلى مرحلة تحليلها، وهو ما قدم رؤيته فيها بشكل متقن، ليحدث هزة عنيفة أو كما سبق وأن قلت صدمة ثقافية، لكن ينبغي بذل مجهودات مضاعفة في الغرب ليس لتحسين صورة الإسلام، بل لتقديم الإسلام الصحيح، لأن القول بتحسين الصورة يعني ضمناً أن الإسلام دين سئ مطلوب إعادة تشكيل صورته، وهذه من المغالطات الكبرى التي يقع فيها كثيرين، المطلوب تقديم الإسلام في صورته الصحيحة كدين قائم على التسامح مع الآخر، وعلى الإيمان بموسى وعيسى، وعلى التعايش مع الآخر، وهي سمات اتصف بها هذا الدين منذ فترة مبكرة، لكن مع تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام الاسلاموفوبيا، وبعض الممارسات الخاطئة لمسلمي الغرب، ونقل المسلمين خلافاتهم لمسلمي المهجر، كلها عوامل أدت إلى تأكيد الصورة المشوهة للإسلام. إن الإنتاج الإعلامي باللغة الإنجليزية والفرنسية عن الإسلام ما زال دون المستوى المطلوب، لذا بات من الملح رسم خطط تقدم الإسلام بصورة عصرية عبر الأفلام الروائية والمسلسلات ومواقع الانترنت والكتب والمجلات، وأيضاً عبر السلوك اليومي للمسلمين في حياتهم والصدق مع أنفسهم أولاً، ومجابهتهم حقائق الأمور.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.