تعيش أسرتان بالفيوم مأساة منذ 30 يناير الماضى, توجه نجلاهما للعمل بحثا عن لقمة العيش فى ظل الأحداث التى مرت بها البلاد فى أعقاب ثورة 25 يناير وتحديدا يوم 30 يناير مستقلين سيارة نقل ثقيل يعملان عليها "تباعين" واستوقفتهما الشرطة العسكرية بطريق القاهرة -الفيوم وبالتحديد بالقرب من مدخل دهشور وأخذتهما لأنهما لا يحملان بطاقات الهوية، ومنذ ذلك التاريخ وهما فى عداد المفقودين. بحثت أسرتيهما فى كل مكان، فى المستشفيات وأقسام الشرطة والمحافظات دون جدوى ولم تفقد الأمل فى عودتهما خاصة أنهما يتمتعان بسمعة طيبة وسلوك حسن. تلك هى البداية لقصة اختفاء رمضان ماهر عبد الستار 17 سنة، وجمال فرج رمضان 22 سنة من قرية هوارة عدلان بمحافظة الفيوم واللذين خرجا بصحبة السائق صلاح عبد الفتاح صاحب السيارة النقل الثقيل التى يعملان عليها يوم 30 يناير واستوقفتهما الشرطة العسكرية وأخذتهما لأنهما بدون بطاقات الهوية وتركت السائق الذى رجع إلى القرية وحكى القصة لأسرة كل منهما. سعاد على عبدالعزيز "ربة منزل" ووالدة رمضان تقول إن دموعها لا تجف منذ خرج ابنها دون رجعة خاصة أنه ينفق على الأسرة المكونة منها و3 أولاد بعد وفاة زوجها، مؤكدة أن رمضان كان يعمل فى محل كاوتشوك ولتحسين دخله قرر أن يعمل "تباعا" على سيارة نصف نقل وسافر مع السائق 3 مرات وفى الرابعة لم يعد ولا نعلم عنه شيئا وبحثنا عنه فى كل مكان ولم نجده. وأضافت آمال ربيع محمود والدة جمال 22 سنة أنها حزينة على فراق ابنها فلا هى تعلم هل هو حى يرزق أم فى عداد الأموات، وجمال ولدها الأكبر وينفق على الأسرة وزوجها عامل بالوحدة المحلية بالقرية ويتمتع جمال بسمعة طيبة بين أقرانه فى القرية وليس له أى عداوات مع أحد. وطالبت أسرتا الشابين المجلس العسكرى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء للتدخل الفورى والسريع ومعرفة مصير نجليهما وهل هما على قيد الحياه أم لا حتى يرتاح بالهما بعد ان جفت الدموع فى العيون من كثرة البكاء على الشابين المفقودين.