رغم مرور أكثر من ثلاثة شهور على سقوط أباطرة النظام الفاسد فى مصر ، إلا أن أدوات النظام - التى تربت على الفساد فى أحضان الحزب الوطنى المنحل ، ونالت رضا أمن الدولة - ما زالت باقية فى أماكنها القيادية الرسمية تمارس ما كانت تؤديه من كل صور الفساد والظلم والقهر !!.. تلك الأدوات التى عاثت فى الأرض فساداً منذ أكثر من ثلاثين عاماً ما زالت باقية كما هى ، كل شىء على ما كان عليه ، وكأن شيئاً لم يتغير فى مصر!!.. بقيت الوجوه الكالحه القبيحة على رؤوس الهيئات والمؤسسات الخدمية والإنتاجية بكل تصنيفاتها !!.... نعم !!... أدوات النظام الساقط هى التى تحكم حتى الأن بالأساليب الدكتاتورية الظالمة نفسها ، وما زال الظلم والفساد قائماً ، طالما بقيت بلطجية الحزب الوطنى والعملاء الذين جاء بهم أمن الدولة فى مناصبهم القيادية فى مؤسسات الدولة . هل نتوقع من هؤلاء المفسدين ... أدوات النظام السابق أن يقوموا بدور المصلح وإعادة الحق الى أهله ؟؟!!.. هل يكون عملاء أمن الدولة وبلطجية الحزب الوطنى هم الأمناء على تحقيق التغيير الثورى وإقامة العدل والقضاء على الظلم والفساد وهم أسبابه وجزء أصيل منه ؟؟ .. المؤكد انه ما لم تتغير هذه الوجوه فإن الأمور ستتحول الى الاسوأ ...(لا قدر الله) خاصة وان هناك من استكانوا خلال الفترة السابقة بينما يتحينون الفرصة للإنتقام من أنصار الثورة ومؤيديها !! والبعض الآخر يمارس بعض التغييرات التكتيكية مؤقتاً حتى تنتهى الموجة ثم يرجع الى استراتيجيته الأصلية فى أقرب فرصة آتية !!.. إن أدوات النظام السابق تشكل الأن خلايا سرطانية نشطة يجب الإسراع باستئصالها قبل أن يستفحل خطرها فى تكبيل الاقتصاد المصرى وشل حركتة ، كل ما يسعون اليه هو افشال الثورة والإستمرار فى تحقيق مكاسب غير مشروعة لأنفسهم وذويهم بأى كيفية على حساب امتصاص دماء الغلابة ، ولذلك فهم الخطر الأكبر الذى يهدد ويدمر الإقتصاد المصرى حالياً. ومن غير المتوقع أن ينهض الاقتصاد المصرى فى ظل الظروف الراهنة ... ذلك ان المجتمعات التى لا توفر العدالة والكرامة لمواطنيها ، وتدفع عنهم الشعور بالقهر والظلم وعدم الرضا ، لا يمكنها أن تكون فى مصاف الدول التى تسلك طريقها لتحقيق التقدم والرقى ، حيث لا يتوفر للمواطن المناخ النفسى المناسب الذى يمكنه من القدرة على العمل الجاد والانتاج الذى يحقق للبلاد الوفرة اللازمة للنهضة الاقتصادية والاجتماعية المرجوة ... وفى إطار ما سبق أقول للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء : ان ما قام ويقوم به مجلسكم محل تقدير واحترام ، وبإذن الله سوف تخرج مصر من عنق الزجاجة بالعمل الجاد وزيادة الإنتاج ... ولكنى أرجوكم قبل أن تطالبوا الناس بالعمل وزيادة الانتاج ، أن توفروا المناخ المناسب الذى يسمح بانطلاق الطاقات والقدرات ، وذلك من خلال محاكمة أو إقصاء جميع القيادات المعادية للثورة ... والذين كانوا من المنتفعين بالنظام الفاسد ومازالوا يتربعون على كراسى المناصب فى التعليم والصحة والشباب والإسكان والضمان الاجتماعى والسياحة والإعلام والصناعة والجامعات والمجالس الشعبية المحلية والمحافظين ... وفى كل المجالات ، لابد من نظرة فاحصة حقيقية لمن يتولون القيادة فى مختلف المؤسسات وتفعيل التقارير الرقابية التى لم يكن يلتفت اليها ابداً قبل 25 يناير ، لا نريد تغيير أشخاص بأشخاص على نفس الشاكلة أو ربما أسوأ ...نريد قيادات من الشرفاء الأكفاء الجادين المخلصين المحبين لمصر وما أكثرهم فى بلادنا .. وإلا فلا فرق واقعى حقيقى ما بين قبل ثورة يناير وما بعدها !!... ، إن النجاح الحقيقى للثورة مرتهن بإسقاط النظام الفاسد ... والأهم إستئصال أدواته فى أسرع وقت ممكن حتى يمكننا الخروج من عنق الزجاجة التى مازال غطاؤها محكماً !!!! يكتم أنفاسنا منذ أكثر من ثلاثين عاماً!!.. [email protected]