توقع سياسيون مؤيدون ل "خارطة الطريق" أن تصل نسبة المشاركة مع نهاية التصويت لليوم الثاني على الانتخابات الرئاسية إلى 30% في المتوسط، فيما أرجع خبراء عزوف المصريين عن التصويت خلافًا للمتوقع إلى اطمئنانهم لفوز المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، واعتقادهم أن صوتهم لن يكون سببًا في فوزه. وقال جورج إسحق، الناشط السياسي وأحد مؤسسي حركة كفاية (أبرز الحركات المناهضة لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك) لوكالة "الأناضول" إنه يتوقع أن "يكون هناك نسبة إقبال في المساء (لهذا اليوم) أعلى مما كانت عليه بالصباح، أو أن تبقى المؤشرات كما هي، وأن التحسن سيكون نسبيًا". إسحق عبر عن دهشته جراء عدم خروج ملايين المصريين للانتخابات الرئاسية هذا العام، معتبرًا أنها "حالة تستحق الدراسة". لكن أحمد بهاء شعبان، رئيس حزب الاشتراكي المصري، قال إن "هناك أسبابًا واضحة لعدم الإقبال بشكل لافت للمصريين اليوم (الثاني للانتخابات)، والذي يتوقع أن يكون مع نهاية اليوم 30% (يقصد المشاركة)". وذكر أن من هذه الأسباب "الحملة الدعائية التي صاحبت العملية الانتخابية، والتي كانت تؤكد على أن المنافس الفلاني (يقصد المشير عبدالفتاح السيسي) سيفوز بالانتخابات الرئاسية، فيما سيخسر منافسه (حمدين صباحي)، وهو ما سبَّب دعاية مضادة للانتخابات، لأن الناخبين شعروا أن النتيجة محسومة". وتابع شعبان "أما القطاع المقاطع فلديه مشاعر سلبية من الحملة الانتخابية برمتها، ويشعر غالبيتهم أن النظام القديم عاد من جديد، وأنهم يختارون مبارك في ثوب مدير مخابراته (يقصد السيسي الذي عينه مبارك في هذا منصب مدر المخابرات العسكرية)". واتفق معه حسام الخولي، عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، الذي توقع أن تبلغ نسبة المشاركة 30% مع نهاية اليوم الثاني للعملية الانتخابية، قائلاً إن "سبب ضعف المشاركة يرجع إلى أن الناخبين يشعرون بعدم المنافسة بين مرشحهم ومنافسه، خاصة أن وسائل الإعلام أظهرت السيسي أنه الفائز باكتساح، فيما أظهرت صباحي بالخاسر، وبالتالي فقدت الانتخابات الرئاسية معناها". وتشهد القنوات المصرية المحلية سواء الخاصة أو الحكومية حالة من الحشد الإعلامي لحث الناخبين على النزول والإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من الانتخابات. ورأى الخولي أيضًا أن حملات المرشحين وقعت في أخطاء جسيمة من بينها "عدم التنظيم، والاعتماد على شعبية مرشحها، سواء السيسي لدى القطاع الذي يؤيده منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، أو صباحي لدى مؤيديه من الشباب الذين يرون فيه منقذ الثورة". وقال محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، إن "نسبة المشاركة مع نهاية التصويت لن تزيد عما كانت عليه أمس (في اليوم الأول)، وستكون قرابة 30%، كما أن الإجازة الرسمية لن تتسبب في إقبال مكثف". وبعد دقائق من إغلاق مراكز الاقتراع في يومه الأول أمس، أعلن رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، في لقاء مع التلفزيون الرسمي، أنه تقرر منح المصريين إجازة من العمل اليوم الثلاثاء نزولا على "رغبة الإرادة الشعبية وحتى يتمكن الجميع من الإدلاء بصوته" . على الجهة المقابلة، ورغم توقعه بوصول نسبة المشاركة مع نهاية التصويت إلى 30%، قال محمود نفادي، المتحدث باسم حزب "إحنا الشعب" (تحت التأسيس) "أعتقد أن نسبة المشاركة اليوم تقترب من 30% أو تزيد قليلاً". وتابع أن "السبب ليس أن المواطنين اطمأنوا لفوز المرشح ولكن لأنهم يخشون أعمال العنف المحتملة والتهديدات التي يطلقها الإرهابيون، فضلاً عن أن بناء الدولة يستغرق وقتا بينما محاولات الهدم سهلة". ووقع صباح اليوم انفجار محدود بمنطقة مصر الجديدة، جراء انفجار عبوة ناسفة بدائية، دون إصابات. وقال المتحدث باسم الداخلية، هاني عبداللطيف، اليوم، إن "الانفجار المحدود نتج عن وجود هذه العبوة البدائية، وسط مخلفات بمنطقة مصر الجديدة"، مشيراً إلى أنه "الانفجار لم ينتج عنه إصابات أو وفيات". والانتخابات الرئاسية، التي تجرى يومي الاثنين والثلاثاء، هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت عدلي منصور، بعد عزل الرئيس محمد مرسي. وبحسب مراقبين، فإن الوصول إلى نسب مشاركة تتعدى انتخابات الرئاسة في عام 2012، يمثل تحديا للسلطة الحالية، ويعطي الرئيس القادم شرعية على المستويين الدولي والمحلي.