اعتصم العشرات من صحفيّ "روزاليوسف" داخل نقابة الصحفيين، احتجاجا على عدم قيام المؤسسة بتعيينهم رغم مرور 6 سنوات على عملهم. ونظم الصحفيون وقفة احتجاجية مساء أمس على سلم نقابة الصحفيين طالبوا فيها بحقهم فى التعين ورددوا الهتافات المنددة بإدارة المؤسسة التي ترفض تعينهم، مثل "يا تعيين فينك فينك روزاليوسف بينا وبينك،" "روزاليوسف قومية دي سرقوها الحرامية"، "المهية جنيه والنهاية مفيش كارنيه". وقال الصحفيون إن مجلس إدارة المؤسسة كان قد أصدر قرار عقب الثورة بتعيين 113 صحفيت من جريدة ومجلة "روزاليوسف" ثم جاء مجلس الإدارة الجديد وأوقف تنفيذ القرار بحجة عدم وجود موارد مالية بالمؤسسة. وأضافوا إنهم يعملون منذ 6 سنوات بالمؤسسة نظير مكافآت متدنية ودون أن يربط بالمؤسسة أي عقد أو أوراق، مشيرين إلى أن رئيس التحرير الجديد للجريدة قال لهم إنه سيقيمهم من جديد. وذكروا أنهم نظموا أكثر من وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء وقدموا عدة مذكرات لرئيس الوزراء للمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الإدارة بتعيينهم. من جانب آخر، نظمت "اليونسكو" الثلاثاء احتفالية اليوم العالمي للصحافة بالقاهرة تكريما للثورة المصرية، وبدا الاحتفال بدقيقة حداد دعا إليها الكاتب محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين على أرواح شهداء الثورات العربية، وتم تكريم أسرة الشهيد أحمد محمود، الصحفي ب "الأهرام"، الذي استشهد فى ثورة 25يناير. وأكد عبد القدوس أن مصر لم تتذوق طعم حرية الصحافة إلا عقب سقوط النظام السابق، الذي كان يتعامل مع وسائل الإعلام بمنطق "تكلموا كما تريدون ونحن نفعل ما نشاء"، وإن حرية الإعلام التي كان يتزعمها النظام السابق "وهمية"، والدليل ما كانت تشهده مصر من إغلاق العديد من الصحف واشتراط إصدار أي جريدة بموافقة أمن الدولة. وكرمت النقابة أحمد سعداوى - المصور الصحفي بجريدة "الجمهورية" – والذي اعتبر أن إصابته أثناء تغطيته لمظاهرات لثورة والتي أفقدته النظر فى العين اليمنى هي "وسام على صدره". وقال: "أتمنى أن أرى مصر التي أحبها ولو كان بعين واحدة، مصر التي يمتلكها المصريون وليس الموجودين حاليا فى طره، فالرد الذي قابل به النظام السابق خروج الشعب أملا فى تحقيق عدالته الاجتماعية كان أقوى من رد العدو الصهيوني على شعب غزة، لأن من واجهنا كانوا أخوتنا". وقال السعداوى إن خطأ استخدام النظام السابق ل "تلإخوان المسلمين" كفزاعة لتخويفنا منهم وقبولنا بهم لا يجب أن يتكرر مع السلفيين، مؤكدا أن الأصوات العاقلة فى مصر كثيرة ويجب التركيز عليها أكثر من أي صوت مشتت. كما طالب بإجراء التغييرات فى نقابة الصحفيين حتى تستطيع أن تواجه التحديات المقبلة وتتخطى كافة المعوقات التي عانت منها على مدار السنوات الأخيرة. وقالت المدير العام لليونسكو خولة مطر إنه فقد أكثر من 500 صحفي وقتل 60 خلال عام 2010 وتعرض الصحفيين للتغييب والعنف ونطالب السلطات الحكومية بالا تدخر جهدا لملاحقة الجناة. وناقش المؤتمر التحديات المهنية الجديدة لإعلام الجديد والتقليدي وتحديات تطوير الكفاءة المهنية. وشارك فى المؤتمر المستشارة تهاني الحبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وكمال أبو عيطة رئيس نقابة الضرائب العقارية المستقلة، وعبير السعدي مسئولة لجنة التدريب والتطوير بمجلس النقابة ومحمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وفى الجلسة الثانية للاحتفالية أكد عبد الله السناوي – رئيس تحرير العربى الناصري - على ضرورة تعديل التشريعات الخاصة بالصحافة حتى تشمل حرية تداول المعلومات وحق الإطلاع على الوثائق بما فيها وثائق ثورة 23 يوليو وحرب 6 أكتوبر بالإضافة إلى إلغاء الحبس في قضايا النشر وغيرها من القوانين. وأضاف السناوي أن بعض الصحف كانت تحصل على "حريات عرفية" أي سقفا عاليا من الحرية تنتزعه وهي مهددة بالسجن والتنكيل والقضايا، واصفا التحول الذي حدث لبعض الصحف في ارتفاع سقف الحرية يعد مرحلة مؤقتة حيث ستكون هناك سلطة بعد فترة و"ترجع ريما لعادتها القديمة". وقال إن هناك طفرة حدثت في معدلات توزيع الصحف بعد ثورة 25 يناير معتبرا ذلك أهم تحول للصحافة المصرية بعد الثورة حيث زاد عدد قراء الصحف من مليون إلى مليون و300 ألف مشيرا إلى أن هذا العدد شبه ثابت وان أي صحيفة جديدة تسحب منه متوقعا أن تشهد الصحافة المصرية نقلة نوعية إلا أن ذلك مرتبط بالحراك السياسي في الفترة المقبلة. لكن حسين عبد الغني –رئيس قطاع الأخبار- أكد أن النقلة النوعية في الصحافة المصرية مرتبطة بنضال الصحفيين لتحويل الثورة وأهدافها إلى واقع ملموس وحماية مهنتهم وحرية التعبير وانه لا يجب أن ننتظر كل التحولات السياسية مشيدا بإعلان الائتلاف الوطني لحرية الإعلام مضيفا انه كيان مدني مهمته أن يكون حائط صد للإعلام والإعلاميين من خلال مجموعات عمل تساهم في وضع مشاريع جديدة وتصليح البنية التشريعية "الإرهابية" التي تسمح بحبس الصحفيين في قضايا النشر كما تهدف إلى إلغاء جميع أشكال الاحتكار والسيطرة على وسائل الإعلام المختلفة.