كشف الدكتور عبد الله عمر عبد الرحمن، نجل الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعات الإسلامية ل "المصريون"، أن الحكومة المصرية خاطبت الإدارة الأمريكية لمطالبتها بتسليم الشيخ المسجون بولاية نورث كارولينا إلى مصر. وقال إن أسرة الشيخ تلقت اتصالاً من المستشار هشام الدرندلي، المستشار بإدارة التعاون الدولى بوزارة العدل يخبرهم فيه بهذا الأمر، ويبلغهم بأنه يتعين عليه أن يتقدم بنفسه بطلب مماثل إلى الإدارة الأمريكية يبدي فيه رغبته بالعودة لمصر، نظرًا لعدم وجود اتفاقية لتبادل المحكوم عليهم بين مصر والولاياتالمتحدة. وأبلغ نجل الشيخ المستشار الدرندلى، أنه يحمل توكيلاً من والده يمنحه حق التصرف نيابة عن والده في أي شأن خاص به, وعلى ضوء ذلك تقدم بطلب رسمي إلى السفارة الأمريكية يوم الاثنين للمطالبة بإعادة الشيخ الضرير المسجون بالولاياتالمتحدة منذ 18 عامًا إلى وطنه مصر. وأكد أنه سلم هذا الطلب إلى مسئول بالسفارة الأمريكية يدعى بيل، وهو أحد مساعدى السفيرة مارجريت سكوبي، كما طلبت الأسرة من الشيخ عمر أثناء اتصال هاتفي معها من داخل محبسه بأن يتقدم هو الآخر بطلب مماثل إلى إدارة السجون الأمريكية برغبته بالعودة إلى مصر. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي رفض فيه نجل الزعيم الروحي للجهاديين في مصر الربط بين المؤشرات على احتمالية الإفراج عن والده وعملية مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" في عملية أمريكية داخل باكستان ليل الأحد الماضي. وكان مراقبون فسروا التطور الإيجابي في قضية الشيخ عمر عبد الرحمن بأنه محاولة أمريكية لامتصاص غضب الشعوب العربية والإسلامية من اغتيال زعيم "القاعدة" وطريقة التخلص من جثته عن طريق إلقائها بالبحر. وأكد نجل عبد الرحمن أن الرابط الوحيد بين القضيتين هو ان استمرار سجن والده بالولاياتالمتحدة سيؤدي إلى تنامي حالة الغضب والسخط العارم بين الرأي العام في مصر ودول العالم الإسلامى، وسيؤكد أن الإدارة الأمريكية لم تهدف إلى محاربة ما يسمى "الإرهاب" كما تزعم دائمًا بل تحارب الإسلام كدين يعتنقه مئات الملايين من البشر. وشدد على أن والده لم يكن له أي صلة بما يسمى بالإرهاب ولم يتورط في أي عمل يهدد الأمن والاستقرار في أي بلد من بلاد العالم، علمًا بأنه كان من المؤيدين لمبادرة وقف العنف في مصر التي أطلقت عقب حادث الأقصر الشهير في عام 1997. والشيخ عمر عبد الرحمن (73 عاما) التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان الأول فى دفعته تم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على درجةالماجستير ثم حصل على الدكتوراة الفخرية بجامعة الأزهر الشريف، وكانت عنوان الرسالة "موقف القرآن من خصومه" والتى كانت لها صدى واسعًا ونال بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى - عمل معيدًا بكلية أصول الدين ثم أستاذًا بها بجانب نشاطاته الدعوية. أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل, واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ التى فعلها الرئيس أنور السادات، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. ونظرا للتضييقات الأمنية فى مصر اضطر للسفر إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، وهناك تم اتهامه ومحاكمته بتهمة التورط في تفجيرات مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993. ، ومنذ ذلك الحين أودع السجن حيث صدر في عام 1995 حكمًا بسجنه مدى الحياة.