ما هي العلاقة بين جهاز المخابرات وعالم المال في مصر قبل ثورة يناير؟ يبدو السؤال غريبا لكنه فعلا بحاجة الى اجابة واضحة بعد ان تعددت الحالات الصارخة لضباط سابقين في هذا الجهاز – المحترم الذي لا غنى للدولة عنه – الذين دخلوا الى عالم المال من اوسع ابوابه، وصاروا من علامات «الفساد» البارزة فيه. وعقب فتح ملفات الفساد بعد الثورة برز على السطح ثلاثة أسماء لمعت حروفها في ملفات اجهزة الكسب غير المشروع، والنيابة العامة، والرقابة الادارية وغيرها من الاجهزة الامنية، ولا تشمل هذه الاسماء بالطبع اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق الذي قرر النائب العام احالة جميع البلاغات المقدمة ضده الى النيابة العسكرية لانه يظل حتى الآن مجرد «مشكو في حقه»، اما الأسماء الثلاثة فهي: صفوت الشريف الشهير ب«موافي»، وحسين سالم، الصديق المقرب لحسني مبارك، وسمير زكي رئيس جمعيتي 6 اكتوبر، والوادي الاخضر. وثلاثتهم كما قلنا، يجمعهم انهم من رجال جهاز المخابرات العامة السابقين، ثم وبدون مبررات اصبحوا من اصحاب الملايين والمليارات احيانا، ناهيك عن النفوذ «الراسخ» في عالمي الفساد والافساد. صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، ووزير الاعلام الاسبق، ونزيل سجن مزرعة طره الذي تجري محاكمته حاليا كتبنا وكتبت الصحف عنه ما فيه الكفاية، ولم يعد في مصر من لا يعرف مهنته السابقة، وطبيعة عمله في الكنترول والسيطرة، وكيف صنع قصوره وقصور ابنائه واحفاده وشركاتهم وملايينهم. حسين سالم، ملك سيناء المتوج، وحاكم شرم الشيخ بلا منازع، والصديق «الاوفى» للرئيس المخلوع – الذي كان اول الهاربين خارج مصر – كان ايضا ضابطا بالمخابرات قبل ان يتقاعد ورغم انه من اسرة بسيطة الا انه «عصامي» اصبح مليارديرا، وابتعد عن الاضواء تماما، ولولا ان تقدم النائب السابق علوي حافظ رحمه الله باستجواب شهير عام 1990 يوثق فيه مخالفات حسين سالم لما عرف احد عنه شيئا، حتى تم كشف دوره في صفقة الغاز الشهيرة، حيث يملك %65 من شركة (EMG) المسؤولة عن تصدير الغاز لاسرائيل، اضافة لشراكات مع شركات اسرائيلية في قطاع النفط، وحديث عن عمولات في صفقات سلاح ذكرتها القضية 147 لعام 1983 التي بحثتها محكمة فرجينيا الامريكية. الثالث هو سمير زكي عبدالقوي، رجل المخابرات السابق ايضا، والرئيس السابق لجمعيتي 6 اكتوبر، والوادي الاخضر، والشهير بلقب «سمسار الوزراء»، والذي تم تقديم بلاغ ضده للنائب العام يحمل رقم 4343 يصفه بانه غطاء لاكبر عملية منظمة لنهب اراضي الدولة وتوزيعها على رموز الدولة، وكان يشيع اثناء توليه المنصبين انه احد قادة المخابرات، حتى كشفت الوثائق انه لم يرق لرتبة ضابط حتى تقاعد واسندت اليه ادارة الجمعيتين، فقام بتخصيص اراضي 6 اكتوبر والحزام الاخضر المحيط بالمدينة تحديدا الى جهات «سيادية» وافراد من ذوي المناصب والنفوذ بأسعار رمزية، فمنح حبيب العادلي 16 فدانا بالحوض رقم 1، و15 اخرى في الحوض 12، وباع 80 فدانا لاحد قيادات الحزب الوطني بسعر رمزي، وعدة افدنة اشتراها فتحي سرور، والعديد من الاسماء والجهات السيادية والرقابية. التي استفاد اعضاؤها بشكل مباشر من الاراضي التي «وزعها» عليهم سمير زكي. وبعد كل ما سبق هل يجيبني احد عن طبيعة الرقابة على رجال هذا الجهاز المحترم بعد تقاعدهم؟ وما هي العلاقة بين عالمي المخابرات.. والمال؟ حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 قالوا الزمن مصلوب انا قلت مين صلبه الاّ اللي شق الجيوب باع عفته ونسبه الا عديم الحسايس ابوقلب من قصدير وكثير على المنهوب يرضى بمين نهبه مختار عيسى (رباعيات الحوام)