لابد أن ننكر في هذه المرحلة وبكل قوة ما يحاول البعض الوصول إليه من سحق للعقول المصرية. إن تغيير القناعات أصبحت من المستحيلات السبع وانقسم الشارع المصري إلى طوائف وأحزاب والجميع يعتقد انه يمتلك عنوان الحقيقة وانعدم الحوار وقبول الآخر والجميع متحزب إلى فكرته وقناعاته . إن القاعدة التي ترسخ مبدأ التعايش تجعل قبول الآخر قاعدة وشراكة هي :"إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب ".تطبيق هذه القاعدة يجعلنا لا نقف متعصبين تجاه قناعاتنا بل يحثنا دوما على التحرك الدؤوب للوصول إلى الحقيقة أو على الأقل تأكيد تلك القناعات ولكن وفقا لمحددات وحقائق نتيجة بحث وتحرى.ومن هذا المنطلق وبمناسبة الانتخابات الرئاسية وانطلاق التصويت لاختيار رئيس من بين المتنافسين. أقول إننى لم أجد ما يحقق طموح وأمال هذا الشعب في كلا المرشحين . هل يمكن لقيادات المرحلة الانتقالية أن تتقلد مناصب رفيعة المستوى فيما بعد المرحلة الانتقالية.؟. نعم يمكن عندما يكون هناك توافق شعبي كامل ، ويكون هذا التوافق الشعبي محققا لرؤية محدده وهى أن الصالح العام يقتضى ذلك .بل وان الاختيار قد وقع على شخص له من الرؤى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ما يجعله يضع برنامجا محددا للنهوض بهذه الأمة لتحقيق الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية لاستعادة مكانتها بين الدول .و تكون المسميات وقتها انه تم اختيار رجل المرحلة وفقا لنبوغه ورؤيته وبرنامجه المدروس والقابل للتنفيذ بغض النظر عن دوره في المرحلة الانتقالية وماعدا ذلك تصبح المسميات مختلفة .وهنا التساؤل الأهم ماذا نسمى ذلك عندما لا تتوافر تلك الاشتراطات؟. إن مرشح الدولة العميقة جاء بلا رؤية واضحة بل إن الأفكار التي تم طرحها تنم عن عدم وضوح للرؤية وضبابية في الفكر مع عدم الإدراك الكامل لحجم المشاكل على ارض الواقع وكيفية حلها. هناك فارق بين صناعة الشخصية كعمل مخابراتي وبين الشخصية الحقيقية التي امتلكت الذكاء الفطري وتم تنميتها بالعلم المتواصل حتى أصبح العلم هو السلاح لشخصية قادرة على توظيف القدرات للنهوض بتلك الأمة .لا يوجد رجل للمرحلة بل العلم واستعادة بناء الإنسان المصري هي متطلبات المرحلة فلسنا بحاجة إلى شخوص أو مشخصاتيه يتم تأليههم على واجب فعلوه. عندما يتولى مرشح الدولة العميقة المنصب سيكون لزاما عليه سداد الفواتير واستمالة أصحاب السطوة والنفوذ سواء من أصحاب الخبرات مع تلك النوعية من الأنظمة الاستبدادية أو النماذج المصطنعة تحت مسمى حماة الثورة الوهميين. أي أننا سنصبح مع سلطوي جديد كل ما يستطيع تقديمه هو البطش بمعارضيه وادعاء أن اى إصلاح له ضحايا. !!!. وكذلك مرشح الفكر البالي المهتم بإحياء نموذج وتراث الأموات واستدعاء الأفكار التي تدعو إلى أنظمة انتهت وانتهى عصرها وزمانها نتيجة عدم تطور مع الزمن يعنى الرجوع إلى عصر الانتكاسات الكبرى من جديد رغم انه متوافق تماما مع الدولة العميقة التي تكونت بفضل تلك الأفكار البالية منذ تأسيسها على يد النموذج الأول.!!!. يقينا نحن نعيش مرحلة سحق العقول فلا بديل سوى رجل المرحلة وليكن ما يكون. سحق العقول بأيدي من مارسوا سحاق العقول. أصبحنا في زمن اللامعقول وبرؤية اللامنطق حتى ادعى احدهم أن المثل والقيم والدين مسئوليته. لا يمكن ان تكون مسئولية المثل والقيم والدين مطلقه لاى فرد أيا كانت مكانته حقا انه سحاق العقول...!