سبحان الله والحمد لله من يصدق ما يحدث فى مصر الآن وهل هو حلم أم حقيقة، فأنا أؤكد أن أى مصرى كان يحلم بالتغيير فى مصر قبل 25 يناير سواء فى أحلام اليقظة أو النوم لم يستطع أن يصل مدى الحلم الذى يصل اليه الى ما حدث فى مصر يوم 25 يناير وماذال يحدث حتى هذه اللحظة ولكنها ارادة الله قبل أن تكون ارادة شعب أو وطن بعدما أضحت حقيقة ماثلة لكل من له قلب يبصر به وعيون يرى بهما وآزان يسمع بهما، انها الحقيقة التى لا يستطيع أن ينكرها أحد فى أى مكان من العالم. انها حقيقة جسدها شباب وشعب مصر وشارك فيها وحماها بكل قوة رجال القوات المسلحة المصرية قيادة وجيشا ولذلك أوجه كل الشكر لهؤلاء القادة لأنهم منذ البيان رقم واحد تعهدوا بالوقوف الى جانب الثورة والثوار وحماية مطالب الشعب المشروعة باقامة دولة ديمقراطية حرة يسودها العدل والى الآن وبكل جدارة وفوا بما تعهدوا به، وحتى الآن هم على العهد والوعد وكل من يشكك فى ذلك لا يبغى الا الوقيعة بين الجيش والشعب وأن القوات المسلحة لو تريد السلطة فقد جاءتها على طبق من ذهب ولكنهم فضلوا بحسهم الوطنى أن مصلحة مصر فوق الجميع وفوق أى شخص كائنا من كان. من يصدق أن الشباب النقى الطاهر الذى خرج فى يوم 25 يناير عارى الصدر لا يملك من السلاح سوى صوت الحق ينادى به الطغاه والجبروت طالبا الحرية والعدل والمساواه واذا به يفاجأ بأنه يواجه عدوا لا حاكما، يواجه نظاما تخطاه الزمن ولم يعد له وجود الا فى رؤوس أركانه، يواجه أنصاف آلهه ظنوا أنهم منزهين عن أن يسألهم أحد لأنهم تعودوا على أن ما أريكم الا ما أرى، شعب يواجه الصمت والاستعلاء لا أحد يجيبه بل يستنكر عليهم طلبهم الحرية والعدل، واعتبرهم البعض مجموعة من الغوغائيين أو مجموعة من المرتزقة، ونسى المغيبون من الحكام وعملاء النظام من الاعلاميين أن مصر كلها نزلت خلفهم تشد أزرهم، لأن مطالب الناس هى نفس مطالب الشباب الحرية والعدل، والكرامة وهذه مطالب فى البداية كانت متواضعة جدا ويمكن تلبيتها لأنها ببساطة مطالب عادلة ولن تكلف خزينة الدولة أى مبالغ مالية وبرغم ذلك فوجئ الشعب والشباب ووجه فى عز البرد بخراطيم المياه الساخنة، والقنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطى، وتلى ذلك الرصاص الحى فى جمعة الغضب مما أدى الى استشهاد ما يقارب من 1200 شاب وفتاه ومواطن غير اصابة العديد من الناس الأبرياء قدرت أعدادهم بأكثر من خمسة ألاف شخص ما بين اصابات بليغة وخطيرة ومتوسطة وخفيفة، غير المختفين، وقد تيقنت لجنة تقصى الحقائق بأن هؤلاء قتلوا غدرا وغيلة بأوامر مباشرة من القيادة العليا حسب ما ذكر فى التحقيقات وباعترافات ممن أعطوا الأوامر حسب التسلسل، كل هذا وقبله التجاهل واللامبالاه والاستهانة بالناس وأروحهم وممتلكاتهم وأعراضهم والنظرة الفوقية من مجموعة كانو بالأمس صعاليك أصبحوا بين ليلة وضحاها سادة المجتمع مما استفز الشباب وخلفهم المواطنون من كل الفئات فى الميادين العامة فى كل المدن وارتفع سقف المطالب مع كل تردد أو صلف من النظام الفاسد، الذى تعود طوال فترة حكمه أن يعطى أقل القليل بعد طول معاناه وانتظار ممن يقف على أعتابه وكأنهم يتلذذون بتعذيب المواطنون وهذا أقصى ما يصل اليه الأشخاص الساديون، ومع كل تردد وتباطؤ من النظام يقابله غضب من المتظاهرين وارتفاع فى سقف المطالب حتى وصل سقف المطالب الى محاكمة النظام بكل مكوناته من الرأس الى القدم وليس اسقاط النظام فقط أو طلب الحرية والعدالة الاجتماعية كما كان فى البداية. حتى وصلنا الى اللحظة الفارقة وهى يوم 13 أبريل 2011 وسيذكر التاريخ هذا اليوم المضئ فى تاريخ مصر الحضارة، مصر القوة، مصر العزة والشموخ، مصر القضاء العادل رغم حقد الحاقدين. هذا اليوم الذى أمرت النيابة العامة المصرية على رأس النظام وعتاة الاجرام من أولاده ورئيس مجلس شعبه وليس شعب مصر بالسجن لمدة 15 يوما على زمة التحقبقات فى قتل المتظاهرين والتربح والفساد وأودعتهم سجن طرة المزرعة الذى أصبح هذا السجن الأشهر فى العالم وفاقت شهرته سجن الباستيل الشهير. كل هذا يقودنا الى أن ما حدث فاقت قدرته فوق كل تصور وأن الله غالب على أمره، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شىء قدير، هل اتعظوا بعد كل هذا لا أظن ذلك، هل يتوبوا ويردوا الحقوق الى أصحابها ويحاول أرباب المزرعة من دخلوها ومن هم فى الطريق اليها أن يتطهروا قبل فوات الأوان، هل يفيقوا من غيبوبتهم، هل يصحوا من سباتهم العميق ويردوا ما نهبوه من أموال الشعب التى نهبوها ظلما وزورا. هل يتعظ من لم تصلهم يد العدالة بعد وينتظروا الترحيل الى بورتو طره كما يحب الكثير من المصريين أن يسميه. لا أظن أنهم سيفعلون ذلك طواعية لأنهم سيلعبوا على سماحة الشعب المصري مع مرور الوقت وأن الشعب سينسى كعادته، ولكنهم نسوا أن الكثير ممن لهم حق الصفح والغفران هم ليسوا بيننا الآن فهل يسترجعوهم لنا كى نسألهم، وأقول لكل المتشدقين بعفا الله عما سلف وأن للرجل تاريخا وكان رئيسا وأن عودة المال المنهوب أهم من ذلك وكثير من الرغى الذى يحدث على شاشات التليفزيون الآن أقول هل استشهد أحد أبناؤكم، هل تيتم أحد أولادكم، هل عذب أحدكم أو أحد من زويكم، هل تسرطن أحدكم بسبب اللحوم والأكباد العملاقة التى كانت تباع فى الحوارى والأزقة فى الأحياء الفقيرة، هل أكلتم الطيور الجارحة التى كانت تباع على عربات الكارو فى نهاية الثمانينات، هل تناولتم فراخ توفيق عبدالحى المسمومة، هل غرق لكم فى البحر أخا أو أبا أو أما أو أسرة كاملة فى عبارات الحزب الوطنى، هل نقل لأحدكم أو أحد زويكم دما ملوثا من هايدلينا، هل احترق أحد أقرباؤكم فى قطار الموت السريع الذى كان يضم 1400 مواطنا غالبيتهم من الشباب، هل تشرد أطفالكم لأنهم لم يجدوا من يوفر الرعاية الكريمة أو الحد الأدنى منها، هل لفق لأحدكم تهمة مخدرات أو قتل، هل أصبح أحد من أولادكم نزبل تحت الطلب فى مباحث أمن الدولة لمجرد أن اسمه وجد على هاتف أحد زملاؤه لأنه كان يصلى الفجر هل أزيد، هل حدث لأحد منكم أى من ذلك، ان لم يكن أصابكم أى من هذه الأضرار فلتخرسوا وليضع كل منكم لسانه فى فمه وليسكت للأبد، والى بعض الاعلاميات والاعلاميين الجدد أو القدامى لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك وكفى لأن الشعب ذاكرته نشطة جدا هذه الأيام ويسجل كل هفوة ولن يرحم من يخطئ فى حقه مرة أخرى ومن يسقطه الشعب لن يرفعه مرة أخرى، فقد ولى عهد الاستسلام والركون وبدأ عهدا جديدا فيه صوت الحرية فى بلادى فى كل شارع بينادى والتى يحاول أن يتعلمها العالم أجمع بنفس اللغة [email protected]