قالت مجلة الإيكونومست إن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بدأ حملته الانتخابية بلقاء تلفزيوني من جزئين استمر خمس ساعات، بعد أن كان المرشح -الذي تقول إن من شبه المؤكد فوزه- "يبدو ذا حضور غامض، ويعرف عنه القليل عبر ظهور مخطط بعناية، وتسريبات تكشف عن خطاب شعبوي ناعم ووطنية جارفة وورع ديني". وتقول المجلة إن "حديث السيسي وزير الدفاع السابق، الذي تخلى رسميا عن زيه العسكري، لم يكن مريحا لمعارضيه". وتضيف أنه وصف جماعة الإخوان المسلمين، التي يعاني قادتها في السجن منذ إسقاطهم عن السلطة قبل شهور، بالغباء السياسي والديني، وقال إنه لن تكون هناك مصالحة معهم.. وإن الشعب المصري رفضهم. وتقول المجلة إن السيسي كان متدفقا في توضيح معارضته العميقة للإسلام السياسي، مؤكدا أن الخطاب السائد في العالم الإسلامي حاليا يجعل الإسلام يبدو وكأنه "يفقد طبيعته الإنسانية". وترى الإيكونومست أن الرئيس المحتمل أثار قلق المعارضين العلمانيين أيضا، وأنه "صمت عن إجابة سؤال بشأن رقابة البرلمان على قوات مصر المسلحة القوية"، قائلا بعد فترة صمت "إنها مؤسسة عظيمة وأتمنى من الله أن ترتقي مصر كلها لهذا المستوى". وترجح المجلة أن "طريقته الحميمة المدروسة في الكلام وهالة السلطة –التي تبدو في عيون البعض مشابهة لأسلوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- ستجذب طيفا واسعا من الجماهير المصرية". وتضيف إن إصراره على النظام والعمل الجاد، والاتجاه بمصر لوضع أكثر استقرارا في السياسة الخارجية يلقى صدى قويا بين الطبقة الوسطى التي عانت من اضطراب ثلاث سنوات. وترى المجلة أن حديث السيسي عن التزام مصر بتعهداتها الدولية ومعاهدة السلام مع إسرائيل سيهديء مخاوف حكومات غربية، وتقول "لكن رغم ذلك فإنه من الصعب على حكومات أجنبية أن ترحب بالسيسي بحرارة، وهي ترغب في المساعدة لضمان استقرار أكثر البلاد العربية سكانا وأهمية من الناحية الاستراتيجية، في ظل عنف النظام المتواصل ضد أنصار جماعة الإخوان والدلائل المتزايدة على دعم الدولة لنزعة عداء الأجانب". وتقول المجلة إن وسائل الإعلام "تروج لأنباء بهدف كشف الأجانب الخبثاء، وعلى الأخص الغربيين"، وتضيف أن "النائب العام أعلن عن تحقيق في اتهامات بالتجسس ضد باراك أوباما، وأحد المحافظين اتهمه (أوباما)بالمسؤولية عن هجمات طائفية ضد مسيحيين مصريين". وأشارت إلى ادعاء مذيع بالتلفزيون أن مسلسل رسوم متحركة أمريكي أنتج عام 2001 دليل على تآمر الولاياتالمتحدة لتدمير سوريا.