منذ كنت صغيرا كنت أقرأ اسم خضير البورسعيدى على لوحات الخط العربى الذى تزين نهاية وبداية برامج التليفزيون المصرى، وحينما تعرفت عليه أحسست أننى أمام عملاق ليس كونه خطاط مبدع، لكن انسان معطاء فقد وضع منزله فى حى الجمالية ليكون مقراً للجمعية المصرية للخط العربى فى مصر، وحوله متحف للوحات الخط العربى، وملتقى للخطاطين العرب ومحبى الخط العربى، يبذل من جيبه الخاص، ليقوم بما عجزت عنه الدولة المصرية، لذا فتكريمى له بكتابة هذا المقال، اما هو محاولة بسيطة لرد الجميل لانسان حمل على كتفه هذه المسئولية، لدرجة قيامه بالدفاع عن مدارس تحسين الخطوط حين حمت وزارة التعليم بالغائها. الآن لابد وأن نرعى فن الخط العربى باعادة الاعتبار له مرة أخرى، لكونه فن يمثل عمق الهوية العربية فى مصر، فضلاً عن توافر أرضية فى مصر لتحتل مكانة فى هذا المجال تنافس فيه ايران وتركيا اللتان تستفيدان اقتصاديا من الترويج للخط العربى وانتاجه فى هاتين الدولتين غير العربيتين. ومؤخراً تبنت مكتبة الاسكندرية برنامجاً لدراسات الخط العربى وفنونه، فأصدرت ديوان الخط العربى فى مصر، وهو مشروع بحثى شاركنى فيه زميلى محمد حسن مسحنا فيه انتاج مصر وخطاطيها فى القرنين 19،20 الميلاديين فى عصر أسره محمد على، وسنصدر قريبا للزميل محمد حسن كتالوج تأريخى عن الخطاط المصرى العظيم سيد ابراهيم يليه آخر عن الخطاط المبدع خضير البورسعيدى كتحية له من مكتبة الاسكندرية.