توقع عاملون في مجال الدعاية وخبراء، انخفاض حجم الإنفاق في الانتخابات الرئاسية العام الجاري، مقارنة بالانتخابات السابقة، وأرجعوا السبب إلى انحسار المنافسة بين مرشحين فقط هذا العام. وقال محمد عبد السلام عضو غرفة الطباعة والإعلان باتحاد الصناعات ل"العربي الجديد": إنّه يتوقع تراجع الإنفاق على الدعاية لانتخابات هذا العام بنسبة 75%، مقارنة بالانتخابات السابقة، البالغ في الجولة الأولى فقط حوالي 1.5 مليار جنيه حيث بلغ عدد المتنافسين 13 مرشحاً. ويخوض المرشحان، وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي والناصري حمدين صباحي، السباق الانتخابي يومي 23 و24 الشهر المقبل، وستبدأ الدعاية الانتخابية رسمياً قبلها بعشرين يوماً. وحددت اللجنة العليا للانتخابات 20 مليون جنيه كحد أقصى للدعاية الانتخابية لكل مرشح. مبلغ هزيل وأشار عبد السلام إلى أنّ المبلغ المحدد للدعاية لكل مرشح هزيل جداً، وأوضح أنّ مصر بها 27 محافظة وكل محافظة تحتاج علي الأقل 1.5 مليون جنيه، والمحافظات ذات الكثافة السكانية مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية تحتاج المحافظة الواحدة علي الأقل 5 ملايين، موضحا أنّ إعلانات كوبري أكتوبر فقط يقترب سعرها من العشرة ملايين جنيه. وأوضح أن الدعاية مقسمة إلى: إعلانات أوت دور، إن دور، نشرات، كتيبات برامج انتخابية، مواد دعائية، إعلانات صحف ومجلات، تلفزيون، راديو، وبالتالي حجم الإنفاق الفعلي المباشر لا يقل عن 100 مليون للمرشح الواحد، وهناك إنفاق غير مباشر يتمثل في المجاملات والاهداءات. انتخابات ثورة يناير وأكد عبد السلام، أنّ الانتخابات السابقة جاءت بعد ثورة، وكان فيها مرشح عن كل تيار سياسي فضلاً عن المستقلين، وفقا للعربى الجديد وبالتالي اعتمدت على الإعلان بشكل كبير لترسيخ الصورة الذهنية للمرشح الذي يعتبر مجهولاً لقطاع كبير من الناخبين. وأشارت تقديرات منسوبة للجنة تقييم الأداء الإعلاني، وهى تابعة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية فى 2012 إلى أن الإنفاق الإعلانى فى الانتخابات الرئاسية لجميع حملات مرشحي الرئاسة (13 مرشحاً) تعدى حاجز 1.5 مليار جنيه. وأوضح عبد السلام أن كلا المرشحين في انتخابات هذا العام معروفان، وبالتالي لن يبذلا دعاية كثيرة لإظهار أنفسهما للناخبين، فضلا عن أنّ مواقف الناخبين أنفسهم محسومة، ولن تؤثر فيها الدعاية سواء مؤيدي أحد المرشحين أو المقاطعين، خلاف الانتخابات السابقة التي كان فيها الصراع السياسي على أشده، والكل يحاول استقطاب الناخبين. وتوقع أن يركز المرشح الناصري حمدين صباحي، على المؤتمرات والزيارات الميدانية نظراً لعدم وجود قيود تمنعه من التحرك، ثم المواد الدعائية الأخرى مثل إعلانات الطرق والبوسترات والنشرات، في حين سيركز المشير السيسي على المقابلات الشخصية مع المؤسسات الداعمة والمؤتمرات المغلقة، وجولاته ستكون أقل بكثير جداً. نتائج شبه محسومة وقدر حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي حجم الدعاية غير المباشرة لمرشحي الرئاسة بحوالي 40 مليون جنيه، وستكون عبارة عن مجاملات وتملق يقدم عليها البعض طواعية وأحياناً يكون خلفها لوبي ضخم من رجال الأعمال. وأشار إلى أن نتائج الانتخابات شبه محسومة مسبقا للسيسي، متوقعاً أنّ يسرف صباحي في الوعود الانتخابية ومغازلة مشاعر الناخبين لأنّه يعلم أنّه لن يلتزم بشيء، لافتاً النظر إلى أنّ صباحي له حرية حركة وتجول في المحافظات بخلاف السيسي الذي سيعتمد على المؤتمرات المغلقة. وتوقع أنّ تُنفق أموالاً أجنبية في هذه الانتخابات ، وإنّ الوسطاء في هذه الأموال هم رجال أعمال وتكون في إطار سري لا يستطيع أحد معرفة حجمها بالتحديد، حسبما قال.