آثار إعلان حملة المشير عبد الفتاح السيسي بحثها إنشاء لجنة فرعية تضم شباب الإخوان المنشقين بناء على تعليمات من المرشح الرئاسي لفتح حوار مع الجميع وعدم استثناء أحد، حالة من الجدل بين شباب الإخوان المنشقين أنفسهم فضلًا عن غيرهم، فبينما أكد البعض أن ذلك لا يمثل أي بادرة أو يكشف عن نية للحوار مع جماعة الإخوان ولكن في الوقت نفسه دليل على ترحيب المشير بالجميع بما فيهم الجماعة إذا عادت واعتذرت وراجعت أفكارها، أكد آخرون أن تلك الدعوة ليست إلا "شو إعلامي" ولكن في الوقت ذاته ذلك لا يمنع من أن حوار بين السيسي والإخوان سيجري لا مفر منه مستخدمًا كل منهم ما لديه من أسلحة ولكن سيتم ذلك في الخفاء بعيدًا عن الإعلام، ونتائجه لن تعلن بل ستلمس في المواقف ومدى التغير الذي سيطرأ عليها. وقال إسلام الكتاتني، أحد شباب الإخوان المنشقين ومنسق حملة بنحب البلد دي، إنه بصورة شخصية سينضم إلى حملة "السيسي" كأحد شباب ثورة 30 يونيه، وأنه إذا قررت الحملة بشكل نهائي إنشاء تلك اللجنة فلن يمانع من الانضمام إليها، بهدف محاولة فتح حوار مع شباب الإخوان غير المتورطين في العنف لدعوتهم إلى التراجع ومراجعة مواقفهم، خاصة وأنه أطلق من قبل مبادرة بعنوان "فكر وارجع" وأعد خلالها "مشروعًا قوميًا لمواجهة التطرف والإرهاب"، باعتبارهم كانوا منتمين إلى الإخوان وأكثر الناس القادرين على التواصل مع شبابها ومعرفة طريقة تفكيرهم والطرق التي يتم بها التأثير عليهم، مشيرًا إلى أنه سبق وعرضها على مستشار الرئيس أحمد المسلماني خلال لقائه معهم، وسيعرضها من جديد على حملة المشير عبد الفتاح السيسي لتبنيها. وأكد "الكتاتني"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن ذلك لا يعني بأي حال المصالحة مع الإخوان كتنظيم، والذي لا يمكن أن يتم إلا إذا اتخذت الجماعة أربع خطوات أولها الاعتذار عن كل أخطائها الفترة الماضية، والإعتراف بثورة 30 يونيه وقرارات 3 يوليو، ووقف كل أشكال العنف والتطرف والمظاهرات، بالإضافة إلى الرضا بالمحاكمات العادلة التي يخضع لها القيادات الآن. ومن جانبه أكد مصطفى محمود، أحد شباب الإخوان المنشقين، أنه يرفض الانضمام إلى أي لجنة تشكلها حملة "السيسي" حيث إنهم ليس لديهم نية حقيقة للحوار أو إيجاد حل سياسي، والهدف من مثل تلك الخطوات هو الشو الإعلامي والظهور بمظهر المرحب بالجميع والرافض لمبدأ الإقصاء، مشيرًا إلى أن أي حديث ينتج عن تلك اللجنة مع الإخوان غير حقيقي، وأن شباب الإخوان لن يقبلوا بذلك الحوار، بل سيستمرون في التصعيد الثوري في الشارع، بالتعاون مع بعض التيارات الأخرى والقطاعات الشعبية التي بدأت تشعر بالغضب من جراء ارتفاع الأسعار وقطع الكهرباء والأزمات المتكررة. وفيما يتعلق بقيادات الجماعة قال "محمود"، إن قيادات الإخوان سيدخلون في حوارات مع السيسي سواء مباشرة أو غير مباشرة ولكنها لن تكون معلنة، ولم يتم الكشف عنها في الإعلام أو حتى عن نتائجها إذا ما توصلت إلى نتائج معينة، وذلك حتى لا يخسر كل طرف مؤيديه، فمن جهة لن يرضى شباب الإخوان بدخول القيادات في تلك الحوارات، كما سيكون من غير المنطقي أن يتخذ السيسي من محاربة الإرهاب سلاحًا له ثم يذهب ليتحاور مع من أطلق عليهم إرهابيين، وموضحًا أن الهدف من تلك الحوارات هو الحصول على صيغة معينة أو تنازلات ما، فالجماعة تحاول خلق حالة من الضغط في الداخل والخارج لاستخدامه كسلاح عندما تجلس على طاولة التفاوض، في حين أن سلاح المشير المحاكمات التي يخضع لها القيادات الآن، مضيفًا: "فات أوان المصالحة، ولكن ذلك لا يمنع من الدخول في مرحلة المسالمة".