شباب مصريون لا يتجاوز عمرهم العقد الثالث من العمر، استطاعوا خلال أقل من شهر، على حد قولهم، أن يحصدوا "نجاح" حملتهم الإلكترونية التي حملت اسم "كفاية إسفاف لمقاطعة الفن الهابط"، وذلك بعد أن قررت الحكومة المصرية مؤخرا، وقف عرض فيلم "حلاوة روح" للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، بعد إثارته حالة كبيرة من الجدل. يقول عمرو الحنفي ( 24 عامًا) من مؤسسي الحملة لوكالة الأناضول اليوم الاثنين: "تعود فكرة الحملة إلى أحمد عبدالله (18 عامًا) في المرحلة الثانوية من محافظة الشرقية بعدها تجمع ما يقرب من 13 شاب وفتاة (كمؤسسين) من أكثر من 8 محافظات بهدف الاحتجاج على أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وإعلانات تجارية تنشر الفن الهابط وتؤدي إلى إفساد الذوق العام". ووفقا لصفحة الحملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فإن عدد أعضاء الحملة تجاوز ال 350 ألف عضو حتى عصر اليوم، كما تشهد الحملة تفاعلا كبيرا من قبل الزوار، وترفع الحملة والتي انطلقت نهاية الشهر الماضي، شعار "كفاية عري وفن هابط وساقط..كفاية تحرش وإعلام مضلل". وبدأت الحملة أولى فعالياتها بدعوة لمقاطعة "فيلم حلاوة روح" والذي عرض في عدد من دور العرض السينمائية في مصر وعدد من الدول العربية (لبنان والعراق والأردن)، قبل أن يقرر رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب الأربعاء الماضي وقف عرض الفيلم لاحتوائه مشاهد "تتنافى مع أخلاقيات المجتمع"، على حد قوله في تصريحات صحفية. ويلفت الحنفي إلى أن الخطوة التالية لاستثمار النجاح الذي حققوه خلال الفترة القليلة الماضية وهي "النزول للشارع والانتقال من الواقع الافتراضي إلى أرض الواقع من خلال تنظيم فعاليات في المدارس والجامعات لمناهضة أعمال هيفاء وهبي وأخواتها (في إشارة إلى الأعمال الفنية التي تتنافي مع تقاليد المجتمع) ولرفع وعي الشباب بخطورة الإقبال على الأعمال الفنية التي تحمل مشاهد عري أو ألفاظ غير لائقة تهدد القيم الأخلاقية للمجتمع"، وفق وكالة "الأناضول" ويُرجع الحفني "ارتفاع نسب التحرش الجنسي في الشارع المصري إلى انتشار مثل هذه النوعيات من الأفلام والتي تحصر المرأة في دور الراقصة أو المرأة الساقطة، وتظهر البطل في كثير من الأحيان بدور البلطجي والذي يحمل السلاح للحصول على حقه"، مشيرا إلى أن هذا بالضرورة يؤدي إلى ازدياد معدلات العنف المجتمعي في مصر". وينفي الحفني أن تكون الحملة "تعبيرا عن فصيل سياسي بعينه، أو تنتمي لأي من التيارات السياسية المتناحرة في مصر"، مشيرا إلى أن "السياسة حين تدخل في أي موضوع تفسده لهذا كان من أهم علامات نجاح حملتنا هي أنها استطاعت أن تجمع المنتمين للتيارات السياسية المختلفة تحت راية واحدة وهي رفض الفن الهابط"، قائلا: "وهذا أمر لا نريد أن نخسره". وكتب القائمون على الحملة عبر صفحتهم على "فيسبوك": "اعتقدنا أن ثورة التطهير المصرية (في إشارة لثورة 25 يناير)، استطاعت أن تصل للكثير من الشرائح، لكن بات واضحا أن الثورة المصرية لم تصل لصناع الفن". واستثمر مؤسسو الحملة الانتقادات التي واجهها فيلم "حلاوة روح" للاحتجاج على أفلام ومسلسلات ما زالت في طور الإنتاج ويعتبرونها "إسفافا" وإخلالا برسالة الفن. ويكتب أحد أعضاء الحملة يدعى زكي علي غانم، تعليقا على الصفحة قال فيه: "أعتقد أن الصفحة كان لها دور مهم في إظهار الرفض الشعبي لفيلم حلاوة روح ولا استبعد أنها أحد أهم محركات هذا المنع، ولهذا نريد أن نستغل الفرصة ونعمل حملة نطالب فيها بأن يكون الفنان محمد صبحي مديرا للرقابة علي المصنفات الفنية (جهاز حكومي) ومعه الفنانة المحترمة آثار الحكيم كمساعده له، صدقوني الحملة هتجد صدي جامد ولو نجحنا فيها ووصل لهذه المناصب تلك الشخصيات سوف تتغير أشياء كثيرة". وتعرض فيلم "حلاوة روح" قبل وقفه لحملة انتقادات لاذعة في الصحف ووسائل الإعلام المحلية، لاحتوائه، وفقا لبعض النقاد ومن رأوه من الجماهير، على مشاهد "خادشه للحياء". يذكر أن الحملة شارك في تأسيسها متطوعين من الجنسين( 9 ذكور و4 إناث) من 8 محافظات، في مراحل تعليمية مختلفة منها المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية، بالإضافة إلى حديثي التخرج.