كشف تقريران نهائيان ، أحدهما مصري والآخر فرنسي ، أمس عن حادث تحطم طائرة البيونج 737 التابعة لشركة فلاش إير المصرية في يناير عام 2004 بعد ثلاث دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ وعلى متنها 148 شخصا لقوا مصرعهم جميعا وكان من بينهم 135 فرنسيا ، عن استمرار تضارب وجهات النظر بين الجانبين ، ففيما حمل التقرير المصري الطيار الآلي بالطائرة مسئولية الحادث ، أكد التقرير الفرنسي أن قائد الطائرة هو المسئول عن سقوطها . وذكر التقرير المصري أن سبب التحطم ربما يعود لخلل في نظام أسطح التحكم الموجودة فوق الأجنحة أو في نظام تصحيح وضع الطائرة حول المحور الطولي أو بأحد المشغلات الهيدورليكية لنظام الطيار الآلي. وجاء في التقرير أن طاقم الطائرة تشتت بسبب "حدث" ربما أدى إلى عدم إدراك القائد للوضع في الفراغ. وتساءل القائد "شايف الطيارة عملت إيه.." وذكر التقرير انه لم يتضح أن كان الطيار ظل غير قادر على تحديد الاتجاهات بالفراغ. وأظهرت مسجلات بيانات الطائرة أن نظام الطيار الآلي بدأ العمل بعد الإقلاع بفترة قصيرة لكن بعد دقيقة وقبل عشر ثوان من التحطم قال الطيار المساعد "لا يوجد طيار آلي." وأضاف التقرير أن "بعد اللحظة التي أعلن فيها الطيار المساعد "لا يوجد مساندة من الطيار الآلي" فان تصرف الطاقم يوحي بأن محاولة استعادة الوضع الصحيح للطائرة كان متوافقا مع التصرف المتوقع من طاقم القيادة." وتابع التقرير بأن "سوء الحالة الموجودة عليها الطائرة بالنسبة لوضعها وارتفاعها وسرعتها جعلت هذه المحاولة غير كافية للاستعادة الناجحة لوضع الطائرة." وخلص التقرير إلى أنه "اعتمادا على البيانات التي تم تجميعها من عدد من مشغلي هذا الطراز من الطائرات والمستخدمين لنظام الطيار الآلي لهذا الطراز وبالنظر إلى عدد من التقارير الخاصة بالتصرفات الغير متوقعة لنظام الطيار الآلي والذي لم يتم تفسير عدد منها يتم التوصية بإعادة تقييم هذا الطيار الآلي." وقال التقرير إن من بين العوامل التي ساهمت في التحطم "عدم الكتابة الدقيقة لأعطال الطائرة بواسطة مشغلي الطائرة." في المقابل ، حمل رئيس المحققين الفرنسيين في حادث طائرة شركة "فلاش إير" المصرية بول لوي ارسلانيان أمس قائد الطائرة مسئولية سقوطها ، مؤكدا أن الطيار أصيب بفقدان الاتجاه في الجو ما أدى به إلى الانحراف بها قبل سقوطها في البحر أمام شواطىء شرم الشيخ. وقال ارسلانيان إن "الطائرة بقت تحت قيادة الطيار طوال الوقت ونرى أن فقد الطيار القدرة على تحديد الاتجاه في الجو هو الذي أدى إلى اتجاه الطائرة نحو اليمين". من جانبه ، أعرب وزير النقل الفرنسي دومينيك بربون عن الأسف لعدم وجود "رؤية مشتركة" للتقريرين إلا انه أعرب عن ارتياحه لنشر التقرير المصري أخيرا بعد تأجيله أكثر من مرة. وطالب بربون بان تسلم نتائج تحقيق مكتب تحقيقات وتحليلات الطيران المدني الفرنسي الى "القضاء المصري والقضاء الفرنسي معا" معترفا بوجود "اختلاف في التقدير بين التقريرين". وأضاف "سنرى على الأثر ما يمكن أن يرفع من دعاوى قضائية". وفي سياق متصل ، أبدى مارك شيرنيه رئيس جمعية الدفاع عن اسر ضحايا كارثة شرم الشيخ ارتياحه ، قائلا " نشعر بالارتياح لنتائج" هذا التقرير النهائي الواقع في 1300 صفحة "رغم أنها لم تحدد سببا مباشرا للحادث". يذكر أنه كان قد تم تأجيل إعلان هذا التقرير منذ يوليو الماضي بناء على طلب المحققين مزيد من الوقت لإنجاز مهمتهم. والبوينج 737-30 التي سقطت في البحر الأحمر قبالة شواطىء شرم الشيخ هي واحدة من طائرتين من هذا الطراز كانت تملكهما شركة فلاش إير للطيران المصرية للرحلات العارضة التي أعلنت إفلاسها.