قالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، إنها استدعت رئيس بعثة المصالح الإيرانية، والقائم بأعمال السفير الإيرانيبالقاهرة، مجتبي أماني، لمطالبته "بضرورة اتساق البعثة الإيرانيةبالقاهرة مع قواعد العمل الدبلوماسي المعمول به". ونقل بيان الخارجية عن المتحدث باسم الوزارة، السفير بدر عبدالعاطي، أنه تم استدعاء رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، إلى مكتب مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية، السفير أحمد إسماعيل. وأضاف عبدالعاطي، أنه تم إبلاغ أماني ب"بعض الملاحظات والتعليقات، حول ضرورة اتساق عمل البعثة الإيرانية في القاهرة مع قواعد العمل الدبلوماسي المعمول بها" ، ولم يورد بيان الخارجية المصرية مزيداً من التفاصيل. من جانبها، نقلت وكالة "فارس" للأنباء عن تقارير إعلامية، أن الخارجية المصرية أبلغت أماني برفضها لتحركات عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين في القاهرة، تم رصدها خلال الفترة الماضية، من بينها لقاءات مع "شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين". وذكرت الوكالة أن الخارجية المصرية اعتبرت تلك اللقاءات مع أعضاء من الجماعة، التي أعلنتها السلطات المصرية "تنظيمًا إرهابيًا" أواخر العام الماضي، "تخرج عن الإطار المسموح به في عمل البعثة الإيرانيةبالقاهرة"، وطلبت من أماني الرد عليها. وانحسرت العلاقات المصرية - الإيرانية خلال الأعوام ال 34 الماضية، بين التوتر والفتور، على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها ضد إيران (1980- 1988)، إضافة إلى اتهام القاهرةلطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي. غير أنه بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، صدرت تصريحات من مسؤولين في البلدين تفتح الباب نحو إزالة الخلافات، كما زار كل من مرسي طهران، ونجاد القاهرة. وعقب الإطاحة بمرسي في 3 يوليو الماضي، عادت العلاقة لتشهد نوعا من الفتور وصل إلى عدم زيارة أي من المسؤولين الإيرانيين للقاهرة. وتعد هذه هي المرة الثانية خلال 3 أشهر التي تستدعى فيها الخارجية المصرية رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية. وكانت المرة الأولى في منتصف شهر يناير الماضي، حين استدعت الخارجية، أمانى، إلى مقر الوزارة بالقاهرة، لإبلاغه بالرفض المصري للتصريحات التي صدرت عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، حول الأوضاع في مصر. وكانت إيران قد أعربت في وقت سابق عن "قلقها" إزاء تصاعد وتيرة الاشتباكات بين المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن.