فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر للقطاع العام والخاص والبنوك والمدارس    البابا تواضروس الثاني يتحدث عن "صمود الإيمان" في اجتماع الأربعاء    الهيئة العليا للوفد توافق على طلب رئيس الحزب بطرح الثقة في نفسه    بعد انخفاض عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الخميس 10 يوليو بالصاغة    مدبولي: وحدات سكنية جديدة لأصحاب الإيجار القديم بنظام التمليك والإيجار    لولا دا سيلفا ردا على رسوم ترامب الجمركية: البرازيل دولة ذات سيادة ولن نقبل الإهانة    روسيا تواصل قصف العاصمة الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة وتسجيل 10 إصابات على الأقل    مسؤول إسرائيلي: معلومات المخابرات تؤكد عدم نقل اليورانيوم من فوردو ونطنز وأصفهان قبل الضربات    البنتاجون: الوزير هيجسيث أكد لنتنياهو أهمية إنهاء الحرب في غزة وعودة جميع المحتجزين    بالفوز على الريال..كم حصد باريس سان جيرمان بعد الوصول لنهائي كأس العالم للأندية 2025؟    ترامب: سنعمل على تيسير السلام في السودان وليبيا    غضب داخل ليفربول تجاة ثنائي الفريق بسبب عدم احترام وفاة جوتا    دويدار يكشف مفاجأة: نجم الأهلي السابق معروض على الزمالك    حبس المتهم بمطاردة فتاة والتحرش بها في الفيوم 4 أيام    احذروا ضربة الشمس.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم: شديد الحرارة ويتجاور ال 41 درجة    رحيل المطرب الشعبي محمد عواد إثر أزمة قلبية    من مباراة الأهلي لشرط الحجاب.. القصة الكاملة لزوجة محمد النني للمرة الثانية    وفاة المخرج سامح عبد العزيز عن 49 عاما وتشييع الجنازة عصرا من مسجد الشرطة بالشيخ زايد    الوداع الأخير.. المطرب محمد عواد في عزاء أحمد عامر ثم يلحق به اليوم فجأة    الولايات المتحدة تشهد أسوأ تفش للحصبة منذ أكثر من 30 عاما    استشهاد أم وأطفالها الثلاثة في قصف للاحتلال على خان يونس    المبعوث الأمريكي: طريق واحد أمام "قوات سوريا الديمقراطية" هو دمشق    بالأسعار والمساحات، الإسكان تطرح أراضي تجاري إداري سكني    الضل، رحلة أدبية إلى قلب الإنسان وحقيقته الغائبة للكاتب خالد الشربيني    الزمالك: شيكابالا اعتزل بدون ضغوط من أحد    حماس توافق على إطلاق 10 محتجزين.. وخلاف في ثلاث نقاط" و"القسام" تكشف عن محاولتها أسر جندي صهيونى    اليوم، غلق باب تقديم طلبات الترشح لعضوية مجلس الشيوخ    "4 وفيات وخسائر خسائر وأبطال خلف الدخان".. حريق سنترال رمسيس من الاشتعال للسيطرة    "اللعبة كبرت".. طرح التريلر الرسمي لفيلم "الشاطر" بطولة أمير كرارة    شيكابالا يدعم إبراهيم سعيد بعد خروجه من السجن.. ماذا قال؟    "ثبتها بسكينة ومفك".. حكم قضائي ضد المتهم بسرقة سيارة سيدة بالإكراه في الجيزة    ما أحكام صندوق الزمالة من الناحية الشرعية؟.. أمين الفتوى يوضح    نتيجة تخبرنا أين نقف الآن، ألونسو يكشف سبب الهزيمة أمام باريس سان جيرمان    عانى من علامة "غريبة".. رجل يكتشف إصابته بسرطان عدواني    النائب العام يشارك في اجتماعات «اليوروميد» بلاهاي ويبحث مع رئيس «يوروچست» تعزيز التعاون القضائي والتدريب المشترك    ختام مارثون الثانوية العامة بأسيوط اليوم    بورصة الدواجن.. أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 10-7-2025 في قنا    جامعة كفر الشيخ: مركز التطوير المهنى نموذج خدمى متكامل    «مستقبل وطن» يختتم اجتماعاته اليوم بلقاء مرشحي الشيوخ 2025    هشام حنفي: لن يكون هناك منافس للأهلي في الدوري وسيكون مثل بايرن ميونخ في ألمانيا    موقف صلاح مصدق من الرحيل عن الزمالك    لوكا مودريتش يُودّع ريال مدريد بعد مسيرة تاريخية قبل الانضمام إلي ميلان    لرسوبه في التاريخ.. أب يعاقب ابنه بوحشية    الهيئة العليا للوفد توافق على طرح الثقة في رئيس الحزب و"عمومية" غير عادية 25 يوليو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 10-7-2025 في محافظة قنا    عصام السباعي يكتب: الأهرام المقدسة    سعر السمك والكابوريا والجمبري ب الأسواق اليوم الخميس 10 يوليو 2025    أهالي المفقودين في «غرق الحفار»: «منتظرين جثامينهم.. عايزين ندفنهم»    عميد القلب السابق يكشف المؤشرات الأولية ل الإصابة ب الجلطات (فيديو)    مستشار الرئيس لشؤون الصحة: ظهور متحور كورونا الجديد «نيمبوس» في 22 دولة    أحمد سعد يثير الجدل بحقيبة هيرمس.. لن تتوقع سعرها    أصيب به الفنان إدوارد.. 5 علامات تكشف إصابتك بسرطان الكلى    «ترقب ومعاناة».. طلاب الثانوية العامة يروون ل«المصري اليوم» رحلة البحث عن الإنترنت    شهادات عمال وفنيون على رصيف سنترال رمسيس: «كلنا نازلين نِلحَق نِرجَّع الخدمة»    «الدفع كاش فقط».. ارتباك في بنزينات القاهرة بعد حريق سنترال رمسيس    سعر طن الحديد والأسمنت ب سوق مواد البناء اليوم الخميس 10 يوليو 2025    77 مترشحًا يتقدمون لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الخامس لتلقي الأوراق    أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا وصف "صباحي" حملة السيسي بالفاسدين ؟!
نشر في المصريون يوم 15 - 04 - 2014

تدريجيا بدأ المرشح الرئاسي "حمدين صباحي" يدخل في "مود" الانتخابات ، وتدريجيا بدأ يوجه الضربات الصريحة إلى منافسه مرشح الجيش والدولة العميقة عبد الفتاح السيسي ، وكانت أعنف الضربات الإعلامية التصريح الذي قال فيه صباحي أن جميع المشاركين في حملة السيسي من الفاسدين ، وربما كانت العبارة متجاوزة في إطلاقها ، لأن المؤكد أن هناك قلة ما زالت تعتقد أن السيسي هو منقذ البلاد والعباد وهو الذي يعيد الأمن والأمان والرخاء ويتحدى أمريكا ويفرض هيبة مصر على العالمين ، صحيح أن هؤلاء يتقلصون تدريجيا بفعل انكشاف حقائق يومية مخيبة لآمالهم ، ولكنهم موجودون بالفعل ، غير أن مبالغة صباحي في اتهامه لا يصح أن تشغلنا عن تأمل خلفيات تكوين رؤية أحد أهم أنصار السيسي نفسه في 30 يونيو ، لأن صباحي والتيار الشعبي وشباب تمرد الذين هم بالأساس من الشباب الناصري الملتف حول صباحي قبل انقسامه ، هم أبرز من دعموا تحرك السيسي في 3 يوليو ، وكانوا أبرز القوى التي ساهمت في هدم نظام مرسي ، وبالتالي فنظرته وتقييمه لمعسكر السيسي الانتخابي والأقطاب المشاركة في حملته الرئاسية لا ينبغي أن نحصره في نطاق التراشق الإعلامي أو السياسي في صراع على الرئاسة ، وإنما هي "رؤية" سياسية ، وإدراك مفاجئ بأن السيسي أصبح يمثل رمزا لقوى الفساد القديمة ، وأنها تراهن عليه من أجل استعادة "أمجادها" في السيطرة على مصر واقتصادها ومؤسساتها الأمنية والقضائية والسياسية .
أهم من التراشق الإعلامي والسياسي بين معسكر صباحي والسيسي أن نتأمل في مراكز القوى التي يعتمد عليها عبد الفتاح السيسي لكي ندرك بسهولة أنه "أسير" منظومة قديمة كاملة لا يستطيع أن يخرج من أسرها ، ولا يملك نظامه "المنتظر" إلا أن يعمل وفق أجندتها ومصالحها وموازينها ، وإن أراد أن يخرج عن هذه الموازين ستكون هي مسقطته وليس معارضيه ، فالسيسي يعتمد بشكل أساس على دعم المؤسسة العسكرية وأجهزتها الأمنية ، باعتباره ابن المؤسسة وضامن مصالحها في مؤسسة الرئاسة ، والشخصية التي تطمئن المؤسسة بشكل كامل إلى ولائها للقواعد المستقرة أمنيا واقتصاديا وهيكليا في بنية الدولة ، وبالتالي فالسيسي في النهاية هو أسير هذه الحسابات ولا يمكنه أن يخرج عنها أو يعدل فيها تعديلا جوهريا ، وهذا يعني في الحساب النهائي أن "عسكرة الدولة" هو المشروع الحقيقي للسيسي ، مع كامل الاحترام للنوايا الحسنة والدعايات العاطفية ، أيضا يحظى السيسي بدعم كامل وثقة مطلقة من المؤسسة الأمنية المدنية ، الشرطة وأجهزتها وقياداتها العليا والوسيطة والصغيرة ، باعتباره القيادة التي ستحافظ على النفوذ القديم للمؤسسة الأمنية ومكانتها ومصالحها ، والقيادة التي تحميها من أي مراجعات أو ملاحقات من أي نوع باعتبارها شريكة في دعمه ووصوله للسلطة وحمايته أيضا ، وباعتبار أن السيسي سيكون بحاجة إلى سنوات عديدة من أجل فرض سيطرة نظامه على الوضع في مصر ، وهذه السيطرة ركيزتها الأساسية القسوة الأمنية والصرامة التي تستبيح قواعد وأصول وقوانين وأخلاقيات عديدة ، وبالتالي فالسيسي في حاجة ماسة ، ليس فقط لاسترضاء الشرطة حتى يصل للرئاسة ، بل يحتاج إلى دعمها وولائها الكامل لضمان استقرار نظامه في السنوات المقبلة ، وهذا يعني أن السيطرة الأمنية وتجاوزاتها وقسوتها ورعبها سيكون هو علامة النظام السياسي المقبل ، لأنه ليس أمام السيسي خيار آخر ، ولا يستطيع أن يخرج عن حسابات تلك المعادلة لأنه سيكون مضطرا حينها بالتضحية بولاء المؤسسة الأمنية وهو لا يملك ترف هذا الخيار ، أيضا على مستوى مؤسسة العدالة فإن السيسي مدين بنجاح مشروعه في 3 يوليو وما بعده للمؤسسة القضائية ، وهي التي تحمي وجه نظامه وتمنحه جزءا عزيزا من الشرعية القانونية التي ما كان له أن يتحرك نهائيا إذا لم يضمنها ولا يمكنه التحرك إلا بضمان ولائها ، وتمثل المؤسسة الآن أحد أهم أدوات السيطرة على الوضع الداخلي وحصار معارضيه وشل قدرتهم على الحركة أو إضعافها وتشكيل حائط صد أمام النقد الخارجي ، وباعتبار أن الصراع السياسي وتحديات الشارع والإرهاب والضغوط الخارجية مرشح للاستمرار بقوة خلال السنوات المقبلة فسيظل السيسي بحاجة ماسة إلى ضمان ولاء تلك المؤسسة المهمة له ولنظامه ، وهو ولاء لا يمكن أن يحصل عليه مجانا ، وإنما بمقابل ، وهو المقابل الذي يصب في تعزيز نفوذ جناح الثورة المضادة في تلك المؤسسة الخطيرة ، وبالتالي فشراكة السيسي مع هذا الجناح ممتدة وطويلة الأمد في السنوات المقبلة ، وأي تفكير آخر في الإصلاح أو التطهير أو ما شابه ذلك من "أحلام" الثورة غير مطروح أبدا في المسار الرسمي والدستوري للدولة ، وأما على المستوى الاقتصادي فإن عصب الاقتصاد المصري حتى الآن ما زالت مفاتيحه في يد نفس المجموعة المتخمة من رجال مبارك وهي أيضا المجموعة التي تمسك بمفاتيح الإعلام المصري الآن وتملك خطوط التواصل القديم والموثوق مع أنبوب المال الخليجي ، والسيسي لا يملك احتياطيا استراتيجيا من النقد أو الروافد السريعة التي تمكنه من استقلال قراره الاقتصادي وخططه ، وهو يحتاج سنوات طويلة حتى يمكنه أن يحقق ذلك إن أراد ، وبالتالي فليس أمامه سوى الاعتماد على نفس المجموعة الحالية لكي يضمن المرور من عنق الزجاجة ، وهم يعرفون ذلك ، وبالتالي فهو مضطر إلى احترام مصالحهم وحساباتهم إذا أراد أن ينجو بنفسه وبنظامه المهدد بالإفلاس الاقتصادي حسب التقارير الدولية المتواترة ، وهذا يعني أن منظومة الفساد المالي والنفوذ المتجاوز للقانون التي كانت سائدة في عصر مبارك هي ذاتها التي سيعمل بها السيسي طوال سنوات حكمه الأولى على الأقل ، وأما على المستوى الشعبي ، فإنه بالنظر إلى تآكل الحضور السياسي الشعبي حول السيسي من مختلف قوى ثورة يناير ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، ومن ليبراليين وناصريين وقوميين وإسلاميين ، وينتقلون إلى معسكر الخصوم والمعارضين له ، فإن القوة الشعبية الوحيدة التي تلتف حول السيسي الآن وتبعث له إشارات الولاء والنصرة هي ذاتها "فلول" نظام مبارك ، وهم مزيج من محترفي مقاولات أنفار بالإيجار وممثلي مصالح بعض العائلات ومنسقي أعمال مجموعات البلطجية ورجال دين ومرتزقة يبحثون عن "رزقهم" في دفء من يركب السلطة أيا كان ، والسيسي يدرك ذلك ، وبالتالي فهو في حاجة ماسة لهذه القوة الشعبية ليس فقط لتأمين وصوله وإنما أيضا لاستمراريته ووضع واجهة شعبية يلوح بها للخارج ويحشدها في بعض الميادين كلما زادت الضغوط عليه ، ولكن بقاء هذا التحالف يستدعي أن يحافظ السيسي على مصالح هذه المجموعات ونفوذها ، وهو ما يعني أن نفس المكون الشعبي الملفق الذي كان يستخدمه مبارك ونظامه هو نفسه الممتد مع السيسي في السنوات المقبلة .
هذه هي الخريطة التي يعمل وفق معطياتها عبد الفتاح السيسي ، وهذه هي أركان حملته الحقيقية ، بدون رتوش أو تزويق أو تجميل أو حتى مبالغة ، وأعتقد أن هذه الصورة واضحة أيضا في إدراك حمدين صباحي الآن وهو يرى معسكر خصمه وما يدور فيه ويحتشد حوله ، ومن ثم فهو لم يبعد في تشخيصه لمعسكر السيسي كثيرا عن الحقيقة ، والله أعلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.