كشفت أوساط خليجية مطلعة أن المصالحة بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر تمر حُكماً عبر إبعاد المرشد الروحي لجماعة "الإخوان" شيخ الفتنة يوسف القرضاوي من الدوحة، وإلزامه الكف عن التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي وتوجيه الاتهامات الباطلة إليها، بحسب ما أفاد تقرير لصحيفة "السياسة" الكويتية. وأكدت الأوساط أن غياب القرضاوي، أمس الجمعة، عن إلقاء خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، ليس سببه "نزلة البرد" التي يعزو إليها غيابه عن الخطب منذ أسابيع عدة، وإنما يأتي هذا الغياب في إطار الإجراءات التي يفترض على الدوحة أن تتخذها قبل إتمام المصالحة الخليجية، التي كثر الحديث عنها في الأيام القليلة الماضية. وترجح المصادر أنه عقب "إسكات" القرضاوي تأتي عملية "إبعاده" طوعاً من قطر إلى دولة أخرى، يحتمل أن تكون تركيا أو السودان أو تونس، علماً أن الأخيرة نفت، أمس الجمعة، عزمها على استقباله. وأوضحت الأوساط الخليجية أن من بين الخطوات المفترض أن تتخذها قطر "إلزام القرضاوي التوقف عن كيل الاتهامات العشوائية الباطلة لدول خليجية، في مقدمها الإمارات"، بغض النظر عن الدولة التي سينتقل للإقامة فيه، لاسيما أن هذه الدولة، أياً كانت، مضطرة لمراجعة حساباتها بدقة قبل أن تسمح للقرضاوي باتخاذ أراضيها "منصةً للتهجم على دول خليجية". ورغم أن مصدراً في مكتب القرضاوي أكد رسمياً أول أمس الخميس أنه "سيلقي خطبة الجمعة غداً (أي الجمعة) في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة"، في خطوة تعد أبرز رد على مروجي "مغالطات" انتقاله للإقامة في تونس، فإن القرضاوي أعلن، أمس الجمعة، في بيان صادر عن مكتبه، أنه اعتذر عن إلقاء الخطبة ل "إصابته بنزلة برد"، وهي الحجة نفسها التي ساقها لتبرير غيابه عن خطب الجمعة منذ 21 فبراير(شباط) الماضي، التي غاب قبلها نحو شهر بعد خطبته في 24 يناير(كانون الثاني) الماضي التي وجه فيها انتقادات لدولة الإمارات، ودفعت أبوظبي لاستدعاء سفير قطر لديها لإبلاغه احتجاجاً رسمياً، قبل أن تسحب الدول الخليجية الثلاث، الإمارات والسعودية والبحرين، سفراءها من الدوحة في مطلع مارس(آذار) الماضي، لأسباب عدة، من بينها إصرار قطر على احتضان قيادات جماعة الإخوان المصنفة "إرهابية" من قبل السعودية ومصر. وبعد أن ذكر في خطبته في 21 فبراير(شباط) الماضي أنه سيظل "يخطب، ويقول كلمة الحق، يرضى بها من يرضى ويغضب منها من يغضب"، قال القرضاوي، في تصريحات الأسبوع الماضي، إنه "متوقف عن إلقاء خطبته لأسباب شخصية وليس لشيء آخر"، وإنه "لن يترك قطر كما أن قطر لن تتركه". وبشأن الأزمة الخليجية، أفاد القرضاوي، في وقت سابق: "ستحل هذه الأمور إن شاء الله"، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية، علماً أن التلفزيون القطري، الذي عادةً ما ينقل خطبه، نقل أمس خطبة الجمعة من مسجد آخر. وفي سياق متصل، نفى وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي، أمس الجمعة، صحة تقارير صحافية تحدثت عن نقل إقامة القرضاوي من الدوحة إلى تونس. وفي بيان أصدره عقب لقاء جمعه مع الرئيس المنصف المرزوقي، قال الحامدي إن "هذا الموضوع لم يطرح مطلقاً خلال لقاء المرزوقي بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارته الأخيرة لتونس الجمعة الماضي، 4 أبريل(نيسان) الجاري". إلى ذلك، أقر وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بأن الاجتماع الذي احتضنته الجزائر الأسبوع الماضي، بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمير قطر، كان يتعلق بوساطة لحل الخلافات بين قطر والسعودية. وقال في حوار نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية، أول أمس الخميس: "كنا على علم بالاجتماع، ومسؤولو الدولتين اغتنما فرصة تواجدهما في الجزائر، ولديهما علاقات ديبلوماسية"، مشيراً إلى أن حل الخلافات بين قطر والسعودية والوساطة بينهما "كانت في جوهر الموضوع". وأضاف لعمامرة أن الجزائر لم تكن طرفاً في الاجتماع لأنه "كان بين الطرفين، وكون أمير دولة عربية ووزير خارجية بحجم أميركا يلتقيان بالجزائر، فهذا دليل على أنها عاصمة كبيرة وتلفت الأنظار، ويهتم بها الناس، وأنها منفتحة للإعلاميين والديبلوماسيين وغيرهم".