وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الرئيس السابق حسني مبارك الذي يقيم مع أسرته بمنتجع شرم الشيخ منذ الإطاحة به ب "بالسائح"، وطرحت تساؤلاً عما إذا كان سيتم تقديمه للمحاكمة ويغادر مقر إقامته الجبرية متوجهًا للقاهرة للخضوع للتحقيقات، بعد أن غير المتظاهرون في ميدان التحرير دعوتهم من المطالبة بإسقاط الرئيس إلى محاكمته. وتساءلت: "كم مليار بحوزة عائلة مبارك؟ هل تبلغ ثروتهم 700 مليار كما قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أم 70 مليارًا كما تقول بعض الصحف المصرية؟ أم هل نصدق مبارك الذي خرج علينا بتسجيل صوتي يشير فيه إلى أنه لا يملك حسابات مصرفية خارج مصر؟. وأضافت في تقرير الذي جاء تحت عنوان: "هل سيغادر السائح حسني مبارك يريد سيناء"، أن مبارك الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية مع نجليه في شرم الشيخ أعلن استعداده للاستجواب في أي وقت والتعاون مع المحققين معه. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من توجيه استدعاء لمبارك للمثول أمام النائب العام لكن التحقيقات لم تبدأ بعد لرفض الرئيس السابق وابنيه الحضور للقاهرة خوفا على حياتهم، مما دفع وزارة الداخلية المصرية إلى التقدم باقتراح للتحقيق معه في شرم الشيخ أو في مكان سري آخر. واعتبرت أن المطلب بمحاكمة مبارك ليس فقط أمرًا يخص القضاء المصري وإنما يتعلق بالخوف من نية متظاهري التحرير في الخروج بمسيرة كبيرة إلى شبه جزيرة سيناء حيث يقيم الرئيس السابق. وأوضحت أن هؤلاء المتظاهرين تجمعوا في ميدان التحرير نهاية الأسبوع وقاموا بتغيير الشعار الذي يرفعونه من "الشعب يريد إسقاط النظام" إلى "الشعب يريد محاكمة مبارك"، لكنها اعتبرت أن المطلب بمحاكمة وكشف حساب النظام القديم ليست بالجديدة، وتم بالفعل إحالة العديد من مسئولي الحزب الحاكم السابق للمحاكمة إلا أنه لم يتم حتى الآن تقديم مبارك. ونقلت الصحيفة ما أوردته "المصريون" حول إن مبارك وعائلته يعيشون الآن حالة من الصراع الداخلي الشديد بين بعضهم البعض، فنجلاه علا وجمال لا يتحدثان مع بعضهما كما ان مبارك لا يتحدث مع كليهما. وقالت إن الوحيدين الذين يدعمون مبارك هم رؤساء قبائل البدو في سيناء والذين يسكنون بالقرب منه في شبه جزيرة سيناء والذين أعلنوا عدم سماحهم بالقبض على الرئيس السابق لأنه نهاية الأمر "ضيف عليهم" ولا يجب المس به خلال ضيافتهم له. لكن الصحيفة قالت إن السبب الحقيقي وراء ذلك ليست استضافة البدو لمبارك، والتقاليد القبائلية، وإنما السبب هو قلق وذعر رؤساء القبائل من الضرر الاقتصادي الذي قد يحدث للسياحة بسيناء والتي يرتزقون منها بعد القبض على مبارك، بعد أن ازدهرت السياحة بعد الثورة.