مهما كان اسم من سيتولي رئاسة مصر مستقبلا فلابد أن يضع في إعتباره عدم إشراك زوجته معه في حكم البلاد كما حدث من السلف السابق ، فنحن لن نتخب سوي شخص واحد فقط ليحكم البلاد ، وبالطبع لن تكون زوجته ( فوق البيعه ) .. لا نريد أن نسمع لقب سيدة مصر الأولي مرة أخري ، وكفانا كم البلاء الذي ابتلينا به في عهد مكتبات ومدارس وكباري وأنفاق و مستشفيات وأندية روتاري وليونز سوزان مبارك .. فسيدة مصر الأولي تتحول بقدرة قادر إلي ( غوله ) من تلك التي كنا نخيف بها الأطفال قديما ، أما حديثا فهي أيضا ( الغوله ) التي تتحول إلي مصدر خوف و رعب للوزراء والمحافظين والمسؤولين تتحكم في هذا وتسيطر علي ذاك ، تمنح هذا وتمنع عن ذاك ، ترهب هذا وترغب ذاك ، و من أسف أن هؤلاء رغم أن بعضهم لواءات جيش وشرطة ومستشارين سابقين إلا أنهم أمام سيدة مصرالأولي مجرد عرائس ماريونيت بلا شخصية تقريبا تحركهم وتتحكم فيهم كما تشاء ، لتنقلب مصر إلي عزبة تكون فيها تلك ( الغوله ) صاحبة الكلمة العليا بينما الرئيس الذي إنتخبناه مجرد أداة لا حول له ولا قوة كما رأينا جميعا مؤخرا .. نريدها تحية جمال عبد الناصر ، ولا نريدها سوزان مبارك ، تحية هي زوجة مصرية بسيطه متواضعة قانعة بدورها كزوجة مثلها مثل كل أم و زوجة مصرية طيبة لا تهتم إلا ببيتها وأبنائها وزوجها فقط وعملها لو كانت تعمل ، لا تتطلع إلي ما هو أكبر من إمكاناتها ولا تتجاوز حدود وظيفتها الحياتيه ، هذا هو المثال الذي يفضله الشعب المصري ويقدره ويحترمه ، لا نريدها متسلطة متجبرة مكتبرة ، لن نقبل بهذا الوضع بعد الآن ، وعلي كل مترشح لرئاسة الجمهورية أن يضع هذا الكلام في حسبانه ، و إلا فالأفضل له أن يتراجع عن ترشحه ، سواء كان البرادعي أو نور أو عمرو موسي أو الصباحي أو غيرهم .. ثم انهم لابد أن يضعوا في الإعتبار أيضا أن البطانة التي تلتف حول الرئيس هي من تفسده ، منذ عهد الفراعنه حتي تاريخة كانت تلك البطانة هي السبب في تحويل الرئيس من مجرد فرد موظف لخدمة الدولة وشعبها إلي فرعون أو نصف إله ، فإحذروا من بطانة الحاكم وإمعاته فهم مصدر الخطر علي الشعب و ليس الحاكم ، ونحن نقدم النصيحة من الآن حتي لا نعيش نفس الكابوس مرة أخري .. كذلك لا نريد أن نسمع عن كوبري عمرو موسي للسلام ، أو مدرسة أيمن نور الثانوية ، أو مستشفي البسطاويسي للعلاج الطبيعي ، أو معهد البرادعي للتكنولوجيا ، فتلك هي البداية ، وأتمني لو حدث ذلك في العهد الجديد أن يقدم كل من يقترح وضع إسم الرئيس علي مبني عام إلي المحاكمة ، أو أن تجرم من الآن تلك الفعله ، حتي نفوت الفرصة علي المنافقين ، و من يريد أن يخلد إسمه بوضعه علي أي مشروع حكومي فعليه أن يسعي جاهدا لإرضاء الشعب والتفاني في خدمته ، في تلك الحالة يكرمه الشعب من تلقاء نفسه بعد وفاته ، كما حدث مع الراحل عبد الناصر و الراحل السادات ، فهما إختلفنا علي الشخصيتين ، فلابد أننا سنتفق علي إيجابيات و إنجازات حققاها ومن ثم لا تشعر بنفاق أو بتملق وأنت تري أسمائهم تزين بعض المباني الحكومية والمشروعات العامه .. ما نطالب به الآن مجرد مطالب بسيطة سهلة التحقق لا نطالب بمستحيلات ، ولو كانت البروتوكلات الرئاسية تلزم زوجة الرئيس بالمشاركة في مشروعات خدمية أو الظهور بمظهر الناشط الإجتماعي فلابد أن تلتزم بحدود دورها ولا تتعداه أبدا ، وياحبذا لو نص في الدستور الجديد علي ذلك ، لأن إغراء الكرسي وسطوته قد تجعل من أي تعهدات أو إلتزامات قبل تولي الحكم مجرد فقاعات هوائية لا قيمة لها بعد الجلوس عليه وتذوق حلاوته ، ومن ثم نجد أنفسنا قد وقعنا مرة أخري تحت رحمة سيدة مصر الأولي وسطوتها ، في تلك الحالة سنكرر نفس النموذج الخاص بسوزان مبارك ، و آه منه نموذج سيئ أضر بمصر وشعبها وجلعنا أمة مريضة متهالكه [email protected]