دعا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا إلى المصالحة الوطنية في كلمة رسمية إلى الأمة، معلنا فرض حصار على خصمه لوران جباجبو الذي لا يزال يرفض الاستسلام. وفي أول كلمة يتوجه بها وتارا إلى مواطنيه منذ تفاقم الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج ونشوب مواجهات في غاية العنف بين الطرفين أشاعت الذعر والفوضى في العاصمة الاقتصادية ابيدجان. وقال الرئيس المنتخب في كلمته المتلفزة إنه "فرض حصارا حول محيط" المقر الرئاسي حيث "تحصن جباجبو مع أسلحة ثقيلة ومرتزقة"، موضحا أن الهدف هو "ضمان امن سكان هذا الحي" من ابيدجان، معربا عن أمله في إعادة الهدوء والأمن إلى ابيدجان. وقال إنه طلب من قادة قواته "اتخاذ كل التدابير لضمان حفظ النظام وامن الممتلكات" وكذلك حرية التنقل في البلاد. وأضاف "سيتم تخفيف منع التجول اعتبارا من الجمعة 8 ابريل من اجل السماح بعودة الوضع تدريجيا إلى طبيعته" داعيا إلى "استئناف النشاط الاقتصادي". والحركة مشلولة في المدينة منذ أيام ولا يزال السكان قابعين في منازلهم. وبعد المأزق السياسي والمراوحة العسكرية، تخيم حال طوارئ إنسانية في ابيدجان التي كانت قبل الأزمة مدينة مزدهرة. وهي باتت اليوم تعاني من انقطاع المياه والكهرباء في غالب الأحيان وتراجع مخزون المواد الغذائية بسرعة وانهيار النظام الصحي وانتشار عمليات النهب فيما الجثث في الشوارع لا يتم انتشالها. وكان أنصار جباجبو المدججون بالسلاح نجحوا الأربعاء في صد هجوم قوات الحسن وتارا التي باتت تسيطر على مجمل أنحاء البلاد. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان غباغبو ما زال يحظى بدعم "نحو ألف" رجل في ابيدجان بينهم مئتان في مقر إقامته الذي تحول إلى موقع محصن، غير أن المقاتلين الموالين للحسن وتارا اتهموا بارتكاب جرائم ومجازر على نطاق واسع أثناء تقدمهم السريع انطلاقا من الشمال، ولا سيما في مدينة دويكويه (غرب) حيث قتل مئات الأشخاص في 29 مارس، وفق عدة وكالات إنسانية. وتعهد وتارا في كلمته مساء الخميس ب"تسليط الضوء كاملا على كل المجازر والجرائم"، مؤكدا أن "مرتكبي الجرائم سيعاقبون" طالبا من قواته ان تكون "نموذجية في سلوكها وتمتنع عن ارتكاب أي جرائم وأعمال عنف ضد السكان وأي أعمال نهب". وقال "أدعو جميع مواطني إلى الامتناع عن أي أعمال ثار"، وأكد أن "ساحل العاج واحدة غير قابلة للتقسيم" متعهدا بان يكون رئيسا "لجميع العاجيين" اكانوا مسلمين مثله او مسيحيين مثل جباجبو أو من أي ديانة أخرى. وجاءت هذه الدعوة إلى المصالحة عقب خضوعه لضغوط عدة بهذا الصدد ولا سيما من فرنسا القوة المستعمرة السابقة للبلاد، وقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه قبل عدة أيام أن الرئيس المنتخب سيلقي كلمة يدعو فيها شعبه الى الوحدة من اجل إطلاق إعادة إعمار البلاد. وظل الوضع الأمني غير مستقر إطلاقا الخميس في ابيدجان وطلبت عدة دول من فرنسا التي تنشر قوة عديدها 1700 عسكري في البلد المساعدة على إجلاء دبلوماسييها ورعاياها. وقامت قوة ليكورن الفرنسية ليل الأربعاء الخميس بإنقاذ السفير الياباني وسبعة من معاونيه من مبانيه الواقعة على مقربة من مقر جباجبو