وصل جون كيرى وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الجزائر مساء اليوم /الاربعاء/فى زيارة عمل تستغرق يومين .. وكان فى استقباله لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولى هوارى بومدي رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائرى . وتندرج زيارة كيرى فى إطار تعزيز "الحوار الاستراتيجى" بين الجزائروالولاياتالمتحدة وتعزيز التعاون بينهما . وكانت الخارجية الجزائرية قد اكدت ان زيارة كيرى لن تنحصر فى القضايا الأمنية فقط بل أنها ستتناول أيضا التعاون الاقتصادى والتجارى والسياسى، مشيرة إلى أنه ليس هناك أى دافع لحصر التعاون الثنائى بين الجزائروالولاياتالمتحدة فى جانب واحد وهو المسألة الأمنية. واكدت الخارجية أن الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجى بين الجزائروالولاياتالمتحدة ستعقد بمناسبة هذه الزيارة التى تجرى يومى الاربعاء و الخميس و تحت الرئاسة المشتركة لوزيرى خارجية البلدين مع بحث العديد من المواضيع المدرجة فى جدول الأعمال موضحة أن مجموعات عمل سيتم وضعها حيث ستعكف على مناقشة مختلف جوانب التعاون .. ويتعلق الأمر بمجموعة العمل المكلفة بالقضايا السياسية و مجموعة العمل المكلفة بالتعاون الامنى ومجموعة أخرى مكلفة بالتعاون الاقتصادى والتجارى. وقد اثار توقيت زيارة جون كيرى الكثير من التساؤلات على الساحة السياسية الجزائرية خاصة وانها تأتى قبيل استحقاق رئاسى هام مع مخاوف الطبقة السياسية من التدخل الخارجى فى الشأن الداخلى الجزائرى الامر الذى حدا بالبعض إلى وصف توقيت هذه الزيارة بأنه "حماقة دبلوماسية" وربما يكون خطأ تكتيكى . واشارت مصادر مقرب من ملف العلاقات الجزائرية/الامريكية إلى ان الزيارة سيغلب عليها الطابع الامنى وذلك بالنظر إلى القلق الذى يساور الولاياتالمتحدة جراء انعدام الامن فى منطقة الساحل والصحراء .. كما اشارت إلى ان كيرى سيعسى إلى ايجاد محاورين له فى الجزائر فى حالة اندلاع ازمة كبرى وتعزيز التعاون العابر للحدود فى مجال الامن حيث ان استقرار الجزائر بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة يمثل احدى اولويات الولاياتالمتحدة . وثمة نقطة اخرى غاية فى الاهمية يتوقع ان يثيرها جون كيرى وهى تلك المتعلقة بتأمين احتياجات الشركات الاوروبيين للولايات المتحدة من مصادر الطاقة حيث ان الجزائر تمثل ثالث اكبر مورد للغاز الطبيعى لاوروبا بعد روسيا والنرويج ... لذا تسعى واشنطن إلى ان تنوع اوروبا الغربية من مصادرها من الطاقة تفاديا لهيمنة روسيا فى هذا المجال خاصة بعد النزاع الذى نشب بين الجانبين اثر التدخل الروسى فى اوكرانيا ... ولهذا ترى الولاياتالمتحدة ان الجزائر يمكن ان تكوين الشريك المفضل لتأمين الطلب الاوروبى من الغاز . ولم تستبعد المصادر التطرق إلى الانتخابات الرئاسية الجزائرية حيث يتوقع ان توجه الادارة الامريكية رسائل محددة فى هذا الشأن من بينها ضرورة الانتقال إلى مرحلة فعلية من الاصلاحات واحترام قواعد الشفافية الفعلية فى الانتخابات وضمان الاستقرار فى مرحلة مابعد الرئاسيات .